الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

صدفةٌ وراء كتاب!

المصدر: النهار
اسلام بن خضرا
صدفةٌ وراء كتاب!
صدفةٌ وراء كتاب!
A+ A-

لماذا من بين كل الوجوه التي تعبرنا كل يوم لا نسقط إلا في حب الوجه الذي لا نستطيع رؤيته إلا بشق الأنفس؟!

لماذا من بين كل الأكتاف الملاصقة لنا لا يسقط رأسنا إلا على الكتف الذي بيننا وبينه مسافة الأرض والعادات والمجتمع؟!

لماذا يأتي الحبّ دائماً متأخراً، قويّاً، ومستحيلًا؟!

غالباً، كل الذي يدخلون في علاقات خاطئة يعلمون منذ البداية أنها خاطئة، وحتى حين يستشيرون غيرهم، هم يعرفون الجواب مسبقاً، لكن يبحثون عن ضوء ولو خافت في هذا الظلام،

ويتمنّون أن لا يجدوه سريعاً، أو يتجاهلونه،

لأن هناك سعادة ما لم يعيشوها من قبل، حتى وإن كانت وهماً.

الآن أعترف: كنتُ أحذّر دائماً... إحذروا حماقات البدايات لأنّها هي الباب الواسع لكل الفواجع التي تأتي لاحقاً؛

لكنّك دخلت إلى حياتي بشكل مباشر، وغير متوقع أبداً. كنت تهاجم خلايا عقلي وما تبقى من قلبي بسرعة ودقة

‏لم يكن أحد منّا على استعداد لهذا. كنّا صديقين رائعين جدّاً، جمعتنا إحدى الروايات،

لكن بطريقة ما

دون أن نشعر، أخذنا في التحوّل لشيء مختلف تماماً.

وأعترف: الأمر معك ليس مستحيلًا لكنه معقّد جدًا يصعب معه الرجوع، ويصعب معه المضيّ. أخاف عليك قليلًا، وأخاف على قلبي كثيراً.

لماذا أتيتني بكل هذه الحالة المتشعبة في داخلي؟!

سلّمت لك أمري كاملاً دون مقاومة. كنتَ مدهشاً جدّاً وجميلًا.

‏لكنني دائماً أحاول أن أشرح لك أن الأمر لم يكن مخططاً له أبداً،

حتى إنني آمنت أنني لو طلبت الصدف أن تأتي بمثلك، بمثل هذا الإتقان والدقة والتطابق، فإنها لن تفعل. أظن أنه حتى لو كان الأمر لي فإنني لن أستطيع أن أتخيّل شيئًا كأن... كنت شيئاً كدعوات

الأنبياء والصالحين.

‏توجعني أيضاً أسئلة كهذه: لماذا وضعك القدر في طريقي؟ لماذا لم أستطع مقاومتك؟

لماذا ركضت إليك؟ لماذا تجاهلت كل مبادئي؟ لماذا تجاهلت عوائقك؟ لماذا أنت تحديداً...

لماذا أنا؟!

لماذا هكذا فجأة دون أسباب حدث ما حدث!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم