الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"كوبلات" الغرام والانتقام: الوجه الحقيقي للأكذوبة

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
"كوبلات" الغرام والانتقام: الوجه الحقيقي للأكذوبة
"كوبلات" الغرام والانتقام: الوجه الحقيقي للأكذوبة
A+ A-

ستّ ثنائيات بعضها يعصف وبعضها يموج، نختارها من بين بحار #رمضان الواسعة. لكلّ "كوبل" مفتاح لباب موصود، عليه اختراقه والمكوث في صدر الدار، وإلا حجز المقاعد الأمامية "كوبل" آخر. نمرّ على أبرز ثنائيات الموسم، من دون ترتيب، بما لها وما عليها. ممل الحبّ من نوع "الشمس مشرقة والعصافير تزقزق"، فذلك مُستهلك. تبحث الدراما عن "آمور" بكميات كبرى، ترميها في وجه المُشاهد. مسكين، يُصدّق مشاعر ليست له. تأخذه بعيداً، إلى الحسرة والأمنية والحلم. مُعذِّب قصي خولي وهو يفرش غرفة نادين نجيم بورود الخديعة. وتيم حسن حين يخترق الجدران من أجل لحظة خاطفة، تمنحه إياها سيرين عبدالنور، المكتملة الأنوثة. معذِّب أيضاً عابد فهد وهو يرفض الحبّ لئلا يورّط امرأة بالاستحالة. وباسل خياط باحتياله في العلاقات وحربائيته، كما عمّار شلق في وحدته المُفرطة وكسر الحواجز أمام الخفقان. امرأة ككارين رزق الله لم يفكّ "نحسها" إلا الحبّ، وحالمة كماغي بو غصن يعيدها رجلٌ مضطرب كأحمد فهمي إلى فجاجة الواقع. الأقنعة تتهاوى أمام دانييلا رحمة، وستيفاني صليبا ترى الجحيم أمامها، لكنّها تُقدِم بجرأة العاشقة المفترسة.

نادين نجيم وقصي خولي: الغدر

"كوبل" مثير للريبة. لا يُشعِر بالاطمئنان. ذلك لأنّ الطرف الثاني، غمار، ملتبس، توقّفت عقارب ساعته وتجمّدت دواليب الأيام. في الحبّ، كاريزماتيّ، يأسر المرأة، يطحش من دون مقدّمات في عالمها. أمامه امرأة كنادين نجيم، حسّاسة، أخّاذة، حريصة على صون العلاقات الطيّبة. بالغ "خمسة ونصّ" ("أم بي سي 4"، "أم تي في") في شلالات الحبّ، وحين أفرغ ما في جيبه، بدأ الاستعداد لقلب الطاولة. الحبّ هنا شرقطات البداية وصدمات النهاية. لمسة ثم كفّ. وردةٌ فأشواكها. ليس محض حبّ بقدر كونه باقة أحقاد معطّرة. فاض حدّ التخمة، ثم عاد أدراجه، كاشفاً الوجه الحقيقي للأكذوبة. ثنائي أبعد من كيمياء. غدّار كالحياة.

سيرين عبدالنور وتيم حسن: القدر وأحكامه

يقدّمان لحظة الحبّ بدوزنة درامية. "الهيبة- الحصاد" ("أم بي سي 4"، "أم تي في") مُنكّه هذه السنة بطعم امرأة. الثنائي يحفر الصخر بقطرات الماء. الواحدة تلو الأخرى. يلين ويتحوّل كتلة حيّة. الحبّ روح المسلسل وسط جليد المشاعر. يختزلانه بالنظرات والمحاولات المتعثّرة. وأيضاً بالصمت الكثير والعضّ على الجرح. الأحاسيس على الطريق الصحيحة، وصولها ممكن في نهاية المشهد. هنا يحكم الظرف، ويحول دون الجسور الممدودة. الجبل أمام الحبّ، وديان سحيقة. عصفور مكسور.

ستيفاني صليبا وعابد فهد: معاندة البشاعة

بنية تطوّر العلاقة هي من الأعمق تقريباً. في "دقيقة صمت" ("الجديد"، "أبو ظبي دراما")، حبٌ لا يُقاس بمقابل. بريء ونظيف من قذارات العالم. صليبا في دور سمارا، عطاء بلا حدود، خليط من العبث والصدق. يُبعدها فهد في دور أمير ناصر عنه. الحبّ هنا يعاند بشاعات كثيرة، كالمسافات والفوارق والقهر الاجتماعي. تحبّه "بعلّاته"، كما هو: محكوم بالإعدام، أب لولدين، لا أمامه ولا وراءه. البديع في البنية الدرامية، بناؤها حجراً حجراً (النصّ لسامر رضوان والإخراج لشوقي الماجري)، فأمير رأى فيها روحها ووحدتها وطيبتها الجميلة. أدرك حقيقة معدنها من النظرة الأولى. "كوبل" يضرب على الوتر. مكانه القلب.

دانييلا رحمة وباسل خياط: الخفوت

على عكس المُتوقَّع، الحبّ في "الكاتب" ("أل بي سي آي") خافت. ليس هو الزوّادة الدسمة. القصّة في مكان آخر، فيمرّ الحبّ كعابر سبيل. ثنائية نحجت في تجربة سابقة، ولم تُكمل الدرب. غيّرته إلى مفترق آخر. مسارات السرد تفرض تقويماً مغايراً للمشاعر بين الاثنين. الحبّ هنا ليس كالحبّ هناك. اللحظات "المشرقطة" بينهما مفقودة. إنّها ليست همّ المسلسل ولا ما يشغل باله. همّه غرس الشكّ في النفوس. القصة تغلب الكيمياء.

كارين رزق الله وعمّار شلق: السلاسة

"كوبل" سلس "بهمّه وغمّه". في "إنتي مين" ("أم تي في")، حبّ من نوع آخر. كوميدي، مصادفاته في العادة نادرة. الثنائي "طفولي" يبحث عن نضج العلاقة. يمازحنا بما جرى، وبأنّ احتمال الأخوّة ذهب مع الريح. شلق في دور الطبيب نسيم ورزق الله في دور "المنحوسة" جهاد. يلتقيان بعد ملل. ثنائي لا يراهن على فوران الشعور بقدر رهاناته على سياقات القصّة وإشكالياتها. القلب وحده ليس على رأس الأجندة. المرور اللطيف قوّتهما. 

ماغي بو غصن وأحمد فهمي: هشاشة الحلم

علاقة بدأت كالمسلسلات يوم مشيا معاً تحت المطر. ثم تبدّلت الأحوال، وبدأت الأمور تظهر على حقيقتها. "كوبل" وُلد من هشاشة الأحلام الكبرى والإيمان البائس بعدالة الحياة. رومانسية تقوم على طرافة الموقف، أكثر منها على جنون الحبّ. الهمّ أيضاً في مكان آخر، حيث هاجس المراهقة والخيبة. ثنائي من كلّ وادٍ عصا. في الحبّ لا فوارق، حتى اللهجة والسنتيمترات الكثيرة (مزحة).

اقرأ للكاتبة أيضاً: هيا مرعشلي امرأة بثلاثة أنياب: تذكّروها

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم