الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

محافظة كرمان ودولة سنغافورة

سمير عطاالله
Bookmark
محافظة كرمان ودولة سنغافورة
محافظة كرمان ودولة سنغافورة
A+ A-
يهوى المؤرخون والصحافيون والمحللون لعبة المقارنات اسناداً لرؤيتهم للحاليات قياساً بما سبقها من سابقات. لذلك، كان طبيعياً أن تتدافع محاولات التشبيه بين قمة ترامب – كيم وما سبقها من قمم مفصلية بين رؤساء أميركا وأعدائهم الألداء. كمثل قمة ريغان – غورباتشوف، أو بوش الأب – غورباتشوف، أو نيكسون – ماو تسي تونغ، وسواها من قمم أدّت إلى الإنفراج أو ذوبان الجليد. غير أن المقارنات على أنواعها لا تستقيم في هذا المؤتمر، فهي قمةٌ بين رئيس الدولة الكبرى في العالم وزعيم دولة متوسطة على نفسها، تفيض بكثرة السلاح وتغيض بقلة القمح والأرُز. الحقيقة أن الزعيم المبجل لكوريا الشمالية استطاع ان يستدرج رئيس الولايات المتحدة إلى لقاء يفتقر إلى التساوي في أي شي. طبعاً النتائج تستحق التسوية أو التنازل. ولم يتوقف الأميركيون أو العالم كثيراً عند سخرية الشكليات، إذا ما أدى هذا المسار في النتيجة إلى انتقال بيونغ يانغ إلى مجموعة الدول الطبيعية، وإلى تجريد شبه الجزيرة الكورية من إحدى كبرى ترسانات الأسلحة في العالم. وبالتالي خفض نقاط التوتر والأخطار، في منطقة أخرى من مناطق البراكين الحمقاء. ذلك النهار، فيما كانت سنغافورة تستضيف رجلين كانا إلى الأمس يتبادلان السباب والإهانة والتجريح السوقي، كان اللواء قاسم سليماني يدلي ببيان جاء فيه أن لبنان برمته لا يبلغ مساحة محافظة كرمان التي تكبره 15 ضعفاً على الأقل. لا نقاش في ذلك ولا غرو. فمن حيث السكان أيضاً ليس لبنان شيئاً أمام 81 مليون إيراني. المشكلة الكبرى هي أن المساحات وحدها لا تكفي. فأمام أكثر من مليون ونصف مليون كيلومتر مربع في بلاد فارس وامبراطورية كسرى، لا تجمع سنغافورة سوى 721,5 كيلومتراً مربعاً. لعبة المقارنات ليست دائما في مصلحة صاحبها. فتلك الجزيرة التي حوّلها لي كوان يو من مستنقع إلى جوهرة إقتصادية، تتمتع بالإقتصاد الثامن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم