الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماذا ينتظر عرسال ومحيطها بعد خطوة السبت الماضي؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
ماذا ينتظر عرسال ومحيطها بعد خطوة السبت الماضي؟
ماذا ينتظر عرسال ومحيطها بعد خطوة السبت الماضي؟
A+ A-

لم يكن امراً مفاجئاً نبأ نجاح "حزب الله" السبت الماضي في تأمين اجلاء نحو 300 مسلح سوري ينتمون الى ما يُعرف بـ "سرايا اهل الشام" من وادي الرعيان في محيط بلدة #عرسال الى رأس المعرة في منطقة القلمون السورية (ريف #دمشق). 

فالذين يرصدون تفاصيل الوضع الميداني في عرسال ومحيطها وصولاً الى جرودها كانوا على علم مسبق بقنوات اتصال وجولات مفاوضات فُتحت قبل نحو شهر ونصف شهر بين الحزب من جهة وهذه المجموعة السورية المسلحة من جهة اخرى بهدف ضمان اعادتها الى الداخل السوري وفق شروط مريحة لها.

وفيما كان الحزب على تنسيق مستمر مع القيادة السورية المعنية لازالة التعقيدات وتدوير الزوايا، كانت هذه المجموعة قد اتخذت قرارها النهائي بالانسحاب من جرود عرسال نزولا عند اعتبارات ووقائع عدة ابرزها:

- ان هذه المجموعة هي بالاصل واحدة من فروع المجموعات السورية المسلحة التي تعود جذور انتمائها الى "الجيش السوري الحر"، وقد حافظت الى حد بعيد على تماسكها وعلى استقلالية في القرار واماكن التمركز والانتشار، مما حال دون اعلان ولائها لـ "جبهة النصرة" او لتنظيم "داعش" او لغيرهما من المجموعات الكبيرة.

- ان هذه المجموعة وقعت خلال العامين الماضيين خصوصا تحت وطأة موجة ضغوط ازدادت وتيرتها بعد انفتاح ابواب المواجهة بين التنظيمين الاصوليين الاكبرين في تلك الجرود، حتى ان مواقعها حوصرت وقطعت خطوط امدادها ومع ذلك آثرت البقاء على الحياد.

- ان عددا كبيرا من عناصر هذه المجموعة هم إما منشقون عن الجيش السوري او من المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الالزامية. وعليه فهي تريد ان تُبقي على "شعرة معاوية" مع النظام حفاظا على خط الرجعة، لذا تجاوبت مع الدعوات الى التفاوض مع الحزب والنظام وقبلت لاحقا بمندرجات التسوية التي حصلت اخيرا.

ماذا بعد هذه التسوية؟

السؤال مطروح بالحاح، وثمة مصادر غير بعيدة عن اجواء الحزب تقر بان الأخير لم يمضِ قدماً في هذه الخطوة النوعية لو لم يكن يستعد لما بعدها من خطوات واهداف تتصل عموما بمستقبل الوضع في عرسال ومحيطها وجرود السلسلة الشرقية.

ومعلوم ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اعلن منذ فترة توجها عاما بدا في حينه امرا ملزما، عنوانه العريض: ضرورة طي صفحة الوضع في عرسال ومحيطها مهما كلف الامر. وعليه فالخطوة الاخيرة ينبغي، وفق المصادر عينها ان تكون مقدمة لسلسلة خطوات ستأتي تباعا.

ووفق تقديرات المصادر عينها، فان من ابرز المتوقع ان يأتي في الايام القليلة المقبلة هو:

- عمليات اجلاء مماثلة لعدد آخر من المسلحين ومن النازحين الذين ما زالوا ينتشرون في محيط عرسال. والمراد من ذلك ازالة وشيكة لمخيمات النازحين المنتشرة في محيط عرسال والتي يقدّر عدد المقيمين فيها بما يزيد عن عشرين الف نازح سوري، او في اسوأ الحالات حصرها الى اقصى الحدود.

- رفع مستوى الحصار المضروب على ما تبقى من مواقع "النصرة" و"داعش" ومن ثم رفع وتيرة اعمال الاغارة والقصف التي تنفذها وحدات الجيش اللبناني على نحو تتحول معه تدريجا الى عمليات مواجهة مفتوحة واقتحام متكرر.

- على ان يتواكب كل ذلك مع حراك متصاعد من داخل عرسال للمطالبة بانهاء بؤر التوتر واسباب القلق والاضطراب واعادة الوضع في داخل البلدة الى طبيعته بعد اخلائها من كل مظاهر الخروج على النظام العام.

- ان المشرفين على الوضع في عرسال والمنطقة يقيمون على اعتقاد فحواه ان خطوة السبت من شأنها ان تكون فاتحة لتشجيع النازحين على العودة من جهة، ومن شأنها ايضا ان تفرض امرا واقعا على المسلحين يفاقم التأثير على معنوياتهم الهابطة ويضاعف حجة الراغبين منهم في الانسحاب من المنطقة.

ومما لا شك فيه ان للحزب من وراء هذه الخطوة التي هي الاولى من نوعها منذ اشتعال فتيل الازمة في سوريا هدفا عاجلا. وبحسب المصادر عينها فان الامر يندرج تحت رغبة الحزب والنظام في سوريا في العمل على انهاء كل الوجود العسكري للمجموعات المسلحة في شرق الخط الممتد من حلب الى دمشق لانهما يجدان ضرورة لاكتمال الجهد الذي بدآه وللمضي قدما في تحرير مناطق اخرى منها دير الزور وذلك لضرورات وحسابات استراتيجية تتصل بطبيعة الصراع في المرحلة المقبلة.

ومهما يكن من امر، فقد كرست خطوة السبت امرا واقعا لا يمكن نكرانه وسيبني الحزب عليه للشروع في المرحلة المقبلة. وما شجع الحزب على المضي في هذا الرهان هو نجاحه ابتداء في رعاية اعادة القسم الاكبر من اهالي بلدة الطفيل اللبنانية الواقعة في الاراضي السورية، وهو امر ما كان يمكن ان يتم لولا التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة وبعلم من رئاسة الوزراء.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم