الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شتاء قاسٍ على مخيّمات النازحين في المرج البقاعية... "نطلب الرحمة من الله" (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
أطفال سوريون في مخيم للنازحين في المرج البقاعية (حسام شبارو).
أطفال سوريون في مخيم للنازحين في المرج البقاعية (حسام شبارو).
A+ A-
بقدر جمال طقس الشتاء في لبنان الذي يزيّن الجبال بالثوب الأبيض، بقدر قساوته على أولئك الذين لا قدرة لهم على توفير مصادر الطاقة لتأمين الدفء. أحوال النازحين في العراء تُشبه مآسي اللبنانيّين مع البرد. حكايات قاسية تحملها الرياح الباردة من المنازل التي لا تدفئة فيها، ومن المخيمات التي تغرق في المياه والوحول مع كلّ عاصفة.
 
وكما يحمل الشتاء الخير للأرض، يحمل المعاناة للنازحين السوريين الذين يسكنون في مخيّمات هشّة في قرى الأطراف، وهي مناطق منسيّة من قبل السلطات الرسميّة ومهمّشة بفعل السياسة والاقتصاد، فيما المنظّمات الدولية والجمعيات غير الحكومية تحاول دون أن تنجح في تأمين الحدّ الأدنى لهؤلاء النازحين، فترفع صرختها مطالبةً بزيادة التمويل انطلاقاً من مبدأ إنسانيّ بعيداً عن الحسابات السياسية.
 
كاميرا "النهار" رصدت مع وصول العاصفة "هبة" مأساة السوريين في مخيمات المرج برالياس، التي غرقت في المياه والوحول والثلوج. النازحون غير قادرين على تأمين المازوت أو الحطب من أجل تدفئة أولادهم، ويقول أحدهم: "البرد قاس والأطفال مرضى، لا يوجد حطب ولا مازوت، ونؤمّن ما تيسّر من هنا وهناك للتدفئة... نطلب المساعدة والرحمة من الله ولا نطلب من أحد شيئاً".
 
 
 
وأطلق عبر "النهار" صرخةً طالب فيها كلّ ذي مسؤولية المساعدة، "خصوصاً مع وجود أطفال يتعرّضون لطقس قاسٍ ما يؤدّي إلى مرضهم". يجد هؤلاء الأولاد في الثلوج فسحةً للهو وتمضية الوقت دون الشعور بالبرد، فالحركة تولّد طاقةً، لكن مع عودة الليل ودخولهم إلى الخيام، لا مهرب من البرد القارس الذي ينخر العظام.
 
وتنتشر مخيمات النازحين في العديد من المناطق، منها عرسال التي تعاني فيها المخميات من وضع شبيه، وفي هذا السياق، كشفت عضو بلدية عرسال ريما كرمبي أنّ "العدد الرسميّ للنازحين السوريين في عرسال يبلغ 67 ألف نازحٍ، لكنّ العدد الفعلي يقارب الـ80 ألفاً، إذ بعضهم غير مسجّل. هم يعيشون في ظروف قاسية جداً، فالمخيّمات المبنية من الأخشاب والشوادر تهترئ بسبب الرياح والمياه التي تدخلها مصطحبةً معها الوحول، كما أنّ الطقس بارد وقد لامست الحراة الـ7 درجات".
 
وأشارت في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "تقديمات موارد التدفئة موجودة لكنّها قليلة ولا تكفي الجميع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الغذاء الضعيف، ما يؤدّي إلى أمراض، أمّا بالنسبة إلى مصادر هذه المساعدات، فهي الأمم المتّحدة بالإضافة إلى الجمعيّات، لكنّ المساعدات لا تصل بشكل كامل، وذلك نسبةً إلى غياب الشفافية والرقابة".
 
لكنّ كرمبي لفتت إلى أنّ "الأحوال الصعبة لا تتوقّف على النازحين فحسب، بل تنسحب أيضاً على اللبنانيين في البلدة، علماً أنّ 50 في المئة من أبناء بلدة عرسال يعيشون دون مداخيل، ما ينعكس وضعاً مزرياً على الأسر التي باتت تواجه صعوبات في تأمين الحدّ الأدنى، ووصل ببعضهم الحال إلى إرجاء فتح المدارس إثر عدم قدرتهم على إرسال أولادهم إليها".
 
هي المعاناة الواحدة التي تجمع اللبنانيين والسوريين المنسيين في دولة لا تؤمّن أبسط الحقوق، فالشتاء حضر هذا العام، لكنّ التدفئة غابت مع وصول سعر صفيحة المازوت إلى أرقام قياسية فاقت نصف الحدّ الأدنى للأجور، في حين أنّ الحطب رافق ارتفاع الأسعار وبات خارج دائرة القدرة على التأمين.
 
المشهد من عرسال بعدسة الزميل حسام شبارو:
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم