الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

النظام يقصف الحسكة...من موسكو إلى طهران هكذا بدأت المعركة فكيف ستنتهي؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
النظام يقصف الحسكة...من موسكو إلى طهران هكذا بدأت المعركة فكيف ستنتهي؟
النظام يقصف الحسكة...من موسكو إلى طهران هكذا بدأت المعركة فكيف ستنتهي؟
A+ A-

خطفت التطورات في مدينة الحسكة السورية الأضواء من معارك #حلب، بالتأكيد ليس جراء خسارة ميدانية هنا او سقوط قتيل هناك، خصوصاً أن الأوضاع في الوقت الحالي هادئة جراء الهدنة المستمرة منذ الثالثة من فجر الثلثاء، بل تعود أهمية التطوّر المتمثّل بالتقدّم الكردي في الحسكة في اظهار تحالفات جديدة منها غير مباشر بين النظام السوري وتركيا، تعتبر من ثمار التقارب الروسي-التركي الأخير وما شابهه مع ايران، إلى ان وصلت النتيجة إلى تحليق الطيران النظامي لقصف المناطق الكردية، وبيان رسمي يعتبر فيه النظام أن "الاسايش" من المخرّبين في سوريا، كرسالة واضحة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فحواها: "عدونا أصبح واحد"، باعتبار هذا المكوّن (الاسايش) الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني وواجهته العسكرية.


وعلى الرغم من العلاقة القوية السابقة بين الأكراد والسوريين، وصرف النظر السوري عن اي معركة مع وحدات قوات حماية الشعب الكردي، فإن تاريخ الثورة ربما يسجل للمرة الاولى استخدام الطائرات السورية في مواجهة الأكراد، والأهمّ بيان واضح من جيش النظام بوجه "الاسايش"، وهي الجهة التي تدير "المقاطعات" الكردية وتهتمّ بالحكم الذاتي، فكيف تسارعت الأمور ووصلت إلى هذا الحد، وهل أصبح المشروع الكردي مهدداً؟


من "المقاطعات" إلى تل أبيض ومنبج
آلان حسن، كاتب كردي من القامشلي، يتابع التطور الكردي بتفاصيله، وله قراءة واضحة ازاء هذا التطور، يقول: "كانت تركيا حليفة للمحور الأميركي، لكنها لاحظت أن أميركا تدعم الاكراد في سوريا بطريقة مباشرة، وحاولت اكثر من مرة أن تثني اميركا عن ذلك، لكن الأخيرة لم ترد على الطلب التركي، بل استمرّت في دعمها لوحدات حماية الشعب الكردي"، واستطاع الاكراد إنشاء الادارة الذاتية الخاصة بهم ضمن ثلاث مقاطعات: الجزيرة، كوباني (عين العرب) وعفرين، وهي محاذية للحدود التركية، وكانت منطقة تل أبيض تفصل بين "مقاطتي الجزيرة وكوباني"، لكن وحدات حماية الشعب الكردي استطاعت بمساعدة اميركا طرد تنظيم الدولة الاسلامية من تل أبيض، فأصبحت المقاطعتان على تواصل مباشر. ويلفت حسن إلى "ان المنطقة الاكثر اهمية استراتيجية بعد كوباني كانت منبج، وأيضاً استطاعت قوات سوريا الديموقراطية وتعتبر وحدات حماية الشعب جزءا رئيسا منها أن تسيطر عليها".


استدارة تركية نحو روسيا
هذا التطور الأخير، رفع من سقف المخاوف التركية، وأثبت للادارة التركية أن الضغط على اميركا لم ينفع، ويقول حسن: "هذا الامر دفع تركيا إلى الاستدارة نحو الجانب الروسي والتقارب مع ايران والنظام السوري فقط من أجل انهاء الاقليم الكردي المزمع اقامته. وقد ساهم الانقلاب الفاشل في تركيا وبالتالي اتهام اميركا بايواء فتح الله غولن والقول ان المخابرات الاميركية على علم بالانقلاب، في تسريع العلاقة التركية - الروسية، خصوصاً انه كان ملاحظا أن ايران وروسيا من اوائل الدول التي وقفت ضد الانقلاب".
بعد ذلك، بدأت تظهر لغة تركية جديدة تجاه الأزمة السورية، ولاحظ آلان حسن تغيّرها، موضحاً: "الامر كان واضحاً من كلام رئيس الحكومة بن علي يلدريم ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، حتى اردوغان نفسه تحاشى الحديث عن الوضع السوري في الفترة الاخيرة، وهذا كان مؤشرا إلى ان الموقف من الازمة السورية يتغيّر وايضا بالنسبة إلى الحدود، فعُلم ان تركيا لم تعد تسمح للعناصر الجهادية بالعبور من حدودها"، وكان يلدريم اعتبر أن "الأسد جزءٌ من مفاوضات المرحلة الانتقالية، لكنه لن يكون جزءاً في مستقبل سوريا"، وأن #الأسد "أحد الفاعلين في النزاع السوري ومن الممكن محاورته".


تقارب تركي مع النظام
بدأ التقارب غير المباشر مع النظام ينمو، فالاخير أيضاً باتت لديه مخاوف من علاقة وحدات حماية الشعب الكردي مع اميركا، ووفق حسن فان النظام "بدأ يشعر ان الورقة الكردية تسحب من يده فأصبح الخوف مشتركا، فتناغم النظام مع الموقف التركي وصعّد للمرة الاولى خلافه المعتاد مع الاطراف الكردية"، مذكراً بأن "الخلافات كانت موجودة مسبقاً لكنها كانت تُحلّ عبر اجتماعات بين الطرفين".


ويتابع: "هذه المرة تم التصعيد، واضافة الى القصف الجوي فان بيان الجيش السوري كان واضحاً في أن من يقوم بعمليات التخريب بسوريا هم قوات الاسايش"، ويلفت إلى أن "الاسايش هم الجهة الامنية في مناطق الادارة الذاتية وليسوا جهة عسكرية، ولم يتهم النظام وحدات حماية الشعب بالتخريب علما انها العنصر الاساسي في القتال في الحسكة، لكن النظام في بيانه اتهم الاسايش، وكانت الرسالة الابرز لتركيا أن هذا المكون وهو الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني وواجهته العسكرية، متمثلة بـ: عدونا اصبح مشتركا".
تعيش الحسكة حالياً هدنة بين الطرفين، لكن وفق حسن فان "ضابطا روسياً حضر إلى القامشلي واجتمع بالطرفين ولمس فقدان الثقة بينهما، فجمعهما في قاعدة حميميم في اللاذقية ومن الواضح انهما توصلا إلى هدنة، لم نعرف تفاصيلها بعد، وهناك بنود سرّبتها صحيفة لبنانية، لكن كشف بعض الضباط الاكراد اليوم عن بنود مخالفة تماما لما تم نشره، وفي كل الاحوال ما نعرفه انه بضغط روسي تم التوصل الى اتفاق".


هل سيتحقّق المشروع؟
هل سيتحقق المشروع الكردي؟ يرد حسن: "ابرز المطالب الكردية هي ان يعترف النظام السوري بالادارة الذاتية الديموقراطية ولاحقا بالاقليم، لكن النظام رفض رفضا قاطعاً الاعتراف بذلك، فاضطر الطرف الكردي ان يتراجع عن مطلبه"، ويضيف: "مشكلة الاكراد ان النظام السوري مع تركيا وايران ضد اي مشروع سياسي كردي متقدم، سواء الفيديرالية او ما بعدها، وتتناغم المعارضات السورية مع ذلك، ويبدو ان هناك اجماعا غريباً وتوافقاً بين كل الاطياف على رفض الفيديرالية الكردية".
والنتيجة بالنسبة إلى حسن "اذا كان الحل سورياً-سورياً فالمشروع لن يتحقق، اما اذا كان الحل مفروضاً من الخارج فان التوازنات الروسية والاميركية ستفرض هذا الامر، مثلما تمّ فرض سايكس بيكو، وستفرض على الشعب السوري لأنه لا احد يستطيع ان يرفض القرارات الدولية والاتفاقات بين الدول العظمى، لكن من خلال متابعتي فاذا صدق الروس والاميركيون في ان شكل الادارة السورية سيحددها السوريون فان المعارضين والموالين لن يقبلوا بالفيدراليات والمشروع الكردي بل كحد اقصى قد يوافقون على لامركزية ادارية".


انتقاد للمعارضة السورية
وللصحافي والكاتب الكردي جواز سواز قراءته الخاصة في التطورات، ويرجح ان "الاوضاع سياسياً وعسكرياً، ستكون أسوأ مما هي عليه الآن بين المكوّنين الكردي والعربي في الجزيرة، لأسباب كثيرة منها، إن غالبية المعارضين السوريين، ينفون ويكذبون أخبار إعلام النظام السوري، حين تتعلق بثورتهم، لكن عندما يتعلق الأمر بالأكراد، فإن هذا الإعلام، يصبح بقدرة قطر، أصدق إعلام في العالم".
ويقول: "كل المعارضين من المفترض أنهم ضد النظام السوري، لكن من خلال مداخلاتهم التلفزيونية وصفحات الفايسبوك، نجد أنهم مع سقوط النظام السوري في كل سوريا إلا في مدينة الحسكة، ليقولوا على الدوام إن الأكراد هم عملاء للأسد كما يروّجون هم لهذه الصفة في دكاكينهم الثورية، علما أن مدينة الحسكة وبلداتها انضمت الى الثورة السورية قبل حلب مثلاً ويمكن التأكد من ذلك من خلال الشرائط المصورة على اليوتيوب".


ودعوة الى التقسيم...؟
ويتابع سواز رأيه بالقول: "يمكن للجميع العودة إلى بيان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بخصوص معركة الحسكة الذي صدر أمس، من المؤسف أن تكون رؤية طرف سياسي في سوريا، "اللهم أضرب الظالمين بالظالمين" فهذا الائتلاف يؤيد بشدة تحرير حلب على يد الإسلاميين الراديكاليين مثل حركة أحرار الشام، لكنه ضد سقوط النظام في المدن الكردية، فقط كي لا تكون تحت سيطرة القوات الكردية. ببساطة شديدة، المعارضة والنظام، رؤيتهما واحدة للقضية الكردية وليس هناك أي خيار أمام نفي الطرفين لهما إلى أن يعمل الأكرد على مشروعهم القومي الخاص بهم سواءً أكان بالتقسيم أو بالسيطرة على مناطق عربية متاخمة لهم، فالكل يتكلم عن عدم وجود أي مدن كردية صافية في سوريا، لكنه لا يتكلم عن عرب الغمر الذين جلبهم النظام السوري إلى المناطق الكردية...".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم