الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

دولار الـ"حيص بيص"

المصدر: النهار
سعد نسيب عطاالله
دولار الـ"حيص بيص"
دولار الـ"حيص بيص"
A+ A-

مع بداية تصاعد ندرة توافر الدولار في الأسواق المحلية، تصدّر مصرف لبنان دعم المحروقات، والقمح، والدواء على سعر صرف ١٥١٥ ليرة مقابل الدولار بنسبة ٨٥% من قيمة المشتريات.

تلا ذلك تحديد صرف الدولار بقيمة ٣٠٠٠ ليرة للمودعين الذين لا تتعدى قيمة حساباتهم الثلاثة آلاف دولار.

ثم تحدد سعر الصرف لدى شركات التحويل بقيمة ٣٨٠٠ ليرة، وإلقاء المصرف المركزي القبض على الدولارات المحولة من أجل دعم احتياطه بالعملة الصعبة.

جرى لاحقاً اتفاق بين الصرافين ومصرف لبنان على سعر صرف يتناقص ٥٠ ليرة يومياً، لكنه حافظ على معدل ٤٨٥٠ ليرة للشراء، ٤٩٠٠ ليرة للمبيع.

تزامن ذلك مع ارتفاع الدولار إلى عتبة الـ ١٠٠٠٠ آلاف ليرة، وراوح بين الهبوط والصعود من ٦٠٠٠ ليرة إلى ٩٥٠٠ ليرة.

بالرغم من دعم القمح، أي الطحين، فقد حصلت الأفران على زيادة ٥٠٠ ليرة على سعر ربطة الخبز، وإنقاص ١٠٠ غرام من وزنها لتصبح ٩٠٠ غرام. مع العلم أن إنتاج الأفران يتضمن السكاكر والحلويات والكعك الداخلة في حلقة دعم الطحين.


تطالب شركات جمع النفايات حالياً بدولار النفايات، والتهديد بترك القمامة في الشوارع والأزقة إذا لم يتحقق مطلبها الكافر.

يسري دولاب الدولار على المواد الغذائية والسلع الأساسية، فيرتفع ثمنها تلقائياً، ولا تنخفض أسعارها مع كل انخفاض لسعر صرف الدولار، بل يزداد ثمنها ارتفاعاً مرات عديدة مع كل ارتفاع جديد، حتى أصبحت أسعارها تفوق القدرة الشرائية لأكثر من نصف سكان لبنان.

تطل المجاعة بقرونها على الأحياء الفقيرة، وعلى أصحاب الدخل المحدود.

لست أدري كم سيكون عدد التسميات المقبلة لسعر صرف الدولار، مثل دولار وسائل النقل، ودولار المدارس، ودولار السيارات الجديدة والمستعملة، ودولار قطع الغيار، ودولار تذاكر السفر، والعديد سواها.

كما لا ننسى دولار السلة الاستهلاكية التي وعد بها وزير الاقتصاد وأدت إلى ارتفاع جديد وجشع على كل أنواع السلع والحبوب والمواد الغذائية، قبل أن تطاول أفواه المعوزين محتوياتها الافتراضية!

نشهد اليوم زمن دولار الـ"حيص بيص"، الذي لا يمكن لجمه بخيط حرير، ولا بخيط "مصيص"!

دولار يمتص دماء الإكثرية الساحقة من اللبنانيين الأشاوس الذين لا يمكن الحكم على خضوعهم بتهمة "الجبن"، أو عبارة "صبر أيوب"!

هل ستكون الهجرة مخرجاً للمغامرين الطامحين، أم تكون الثورة صراطاً للكادحين المدقعين؟

إليك أتضرع، وألوذ إليك، يا خالق الشعوب، وغافر الذنوب، ومطهّر القلوب!

سعد نسيب عطاالله

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم