الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

"النهار"- كورونا لبنان والاستشفاء... متى يُصبح عدد الأسرّة غير كافٍ؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
"النهار"- كورونا لبنان والاستشفاء... متى يُصبح عدد الأسرّة غير كافٍ؟
"النهار"- كورونا لبنان والاستشفاء... متى يُصبح عدد الأسرّة غير كافٍ؟
A+ A-

بعد أن كشف  #وزير الصحة حمد حسن عن "أنّنا قد نذهب إلى إقفال البلد بشكل كامل عندما يصبح عدد الأسرّة للمصابين بفيروس كورونا غير كافٍ"، وفي ظل تفاوت في عدد الإصابات والتي وصلت في يومين فقط إلى 125 حالة جديدة (63 إصابة الخميس 21 أيار و62 إصابة نهار الجمعة في 22 أيار)، تساؤلات كثيرة رافقت آخر المستجدات مع #كورونا في لبنان، والسيناريو الذي ينتظرنا في حال استمرت الإصابات في الارتفاع. 

رغم أن الأرقام انخفضت في اليومين الماضيين (17 إصابة بالأمس و11 إصابة يوم السبت)، إلا أن ذلك لا يعني أبداً أنه بإمكاننا العودة إلى الحياة الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن. وأكبر دليل على ذلك ما شهدناه الأسبوع الماضي من ظهور طفرات في بعض المناطق تمثلت في 3 مجموعات (العمال البنغلادشيين في رأس النبع- مجدل العنجر - مزبود) أدت إلى ارتفاع الإصابات بشكل سريع. 

لدى وزارة الصحة خطتها في مواجهة كورونا وفق كل مرحلة. ووفق أرقام الوزارة وإدارة الكوراث، يوجد حوالى 11 مستشفًى حكومياً و4 مستشفيات خاصة مجهزة لمواجهة #كورونا حتى اليوم. وقد سجل لبنان حتى تاريخ اليوم، 1119 حالة مقسمة بين 923 حالة بين المقيمين، و196 حالة في صفوف الوافدين.

ولكن اللافت أنه بالرغم من عدد الإصابات، يوجد فقط 65 حالة استشفاء، 3 حالات في العناية الفائقة و62 حالة متوسطة. في المقابل، بلغ عدد حالات الشفاء 688 و2.33% نسبة الوفيات. 

في هذا الاطار وحسب السيناريو المعمول به من قبل وزارة الصحة ولكي لا نتخطى قدرات النظام الصحي اللبناني لا يجب أن يتجاوز عدد الحالات النشطة الـ 5000 مصاب لأننا نكون وصلنا الى حافة هذه القدرات حيث أن حوالى 10% بحاجة الى استشفاء أي 500 مصاب و5% إلى عناية فائقة أي 250 مصاباً. ولن يتجاوز عدد المصابين الذين بحاجة الى جهاز تنفسي هذا الرقم.

حسب موقع وزارة الصحة، يختلف عدد الأسرّة والمستشفيات وفق كل مرحلة:

المراحلعدد المستشفياتعدد الأسرة
المرحلة الأولى12 مستشفى

343 سريراً 

59 عناية فائقة 

57 جهازاً تنفسياً

المرحلة الثانية 12 مستشفى1197 سريراً
المرحلة الثالثة17 مستشفى860 سريراً
مرحلة الطوارئ الشاملة جميع المستشفيات الحكومية وجميع الأسرّة29

1879 سريراً 

336 عناية فائقة 

215 سرير طوارئ


أما بالنسبة إلى الوضع الصحي للحالات، هناك 6.39% حالات حرجة، في حين تحتل الحالات الخفيفة الصدارة بنسبة 59.23% وتليها الحالات التي لا تعاني أعراضاً بنسبة 34.48%. وهذا ما يُفسر العدد المرتفع لحالات العزل التي بلغت وفق إدارة الكوراث 6214 حالة، موزعة على الشكل التالي:

* بيروت 653

* جبل لبنان 1320 

* الشمال 990

* عكار 462

* بعلبك 345

* البقاع 478

* الجنوب 1407

* النبطية 559

ويبدو واضحاً أن طريقة التعرض للعدوى كانت نتيجة الاحتكاك بحالة مصابة بنسبة 54%، و30% ناتجة عن السفر، و13% قيد التحقيق، في حين تبقى 3% غير معروفة. ما يؤكد مرة جديدة أن اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية من شأنها أن تمنع نقل العدوى التي تعتبر المصدر الرئيسي للإصابة بالفيروس في لبنان. (الحالات المخالطة للحالة الإيجابية).

تؤكد رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة الدكتورة ندى غصن لـ النهار أن "حالات الاستشفاء تتغير يومياً، على سبيل المثال بلغت اليوم ٦٥ حالة منها ٣ حالات حرجة و٦٢ متوسطة"، مضيفة أن "معظم الحالات في لبنان لا تستوجب الرعاية الطبية كونها لا تعاني من أعراض، ونلجأ الى إدخالها إلى المستشفى لايجاد حجر صحي بعيداً عن الناس أو المخالطين لهم كما حصل مع العمال البنغلادشيين. "

وتشير إلى أن "وضعنا اليوم مقارنة بدول أخرى جيد، ونعمل على تأخير الذروة وتخفيف من حدتها، بالاعتماد على سلوك المواطن والإجراءات الوقائية. ولاحظنا أن الفيروس أخف وطأة في لبنان وفلسطين والاردن ومالطا مقارنة بالدول الاوروبية والأميركية. ولكن ننتظر الأبحاث العلمية لتشرح لنا سبب اختلاف الفيروس إلى حد ما عن باقي الدول".

أما بالنسبة إلى جهوزية المستشفيات وتقديرات الوزارة في عدد الاصابات وعدد الأسرة، ترى غصن أن "هناك مراحل مختلفة وضعتها الوزارة حيث يصل عدد الأسرة الى ٢٠٠٠ سرير، وعندما تتخطى نسبة الاصابات اليومية الـ ١٠٠، وتصبح الاصابات بالآلاف عندها نقول أننا فقدنا السيطرة. أما اليوم فوضعنا جيد ونعوّل على وعي المواطن وجهوزية المستشفيات التي نعمل عليها لمواجهة كورونا".

ولكن كيف يُقييم الطبّ حالنا مع الفيروس، ومتى ندخل مرحلة الخطر بعدم القدرة الاستيعابية في المستشفيات؟

يشرح الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة في مستشفى أوتيل ديو الدكتور جورج دبر لـ"النهار" أن الحالات التي شُخصت خلال الأسبوعين الماضيين بين الوافدين والحالات المحلية التي ظهرت في مجدل عنجر ورأس النبع وجديدة القيطع معظمها لم تكن تعاني من أعراض ولم يكتشفوا إصابتهم إلا بعد إجراء الفحوصات نتيجة مخالطتهم للحالة المصابة. حتى الحالات الموجودة في مستشفى رفيق الحريري كانت بهدف العزل (24-48 ساعة) للتأكد من توافر مكان للحجر المنزلي، وبعضها يبقى في المستشفى لتعذر وجود مكان مناسب للحجر. وفي ظل عدم وجود مراكز للحجر في المناطق، لا سيما في القرى من قبل البلديات ومراقبتها، يبقى مستشفى الحريري المركز الرئيسي قادراً على استيعاب هذه الحالات في الوقت الراهن. 

أما في المستشفيات الخاصة يمكن القول إنه لا يوجد مرضى كورونا فيها تقريباً".

وكيف يمكن تقييم الفيروس اليوم؟ يشير دبر إلى أنه "ما لا شك فيه أن الحالة تغيّرت عما كانت في الشتاء، حتى في الدول الأوروبية والدول الأخرى نلاحظ انخفاضاً سريعاً في عدد الحالات، وأن الأشخاص يعانون من حالات بسيطة ولم نعد نلاحظ حالات خطيرة وقوية كما كانت في البداية. لذلك وضعنا في لبنان جيد، ولكن لا يمكن التعويل على أرقام اليوم (5 إصابات بين الوافدين وصفر إصابات بين المقيمين) لأسباب عديدة أبرزها: إقفال معظم المختبرات وعدم عملها نهار الأحد، وإجراء الفحوصات للوافدين فقط، بالإضافة إلى حلول عيد الفطر ، لذلك الخوف مما قد تسجله وزارة الصحة نهار الأربعاء والخميس أي بعد عطلة العيد من أرقام وإصابات جديدة".

اليوم يُسجل لبنان 1119 حالة كمجموع حالات منذ 21 شباط، منها 67 حالة استشفاء، هل ذلك يعني أنه بالرغم من الإصابات إلا أن معظم الحالات تبقى بين الخفيفة والمتوسطة وبالتالي لا تتطلب رعاية طبية؟ 

في رأي دبر "صحيح أن العدد مقبول وجيد ولكن علينا أن نعرف أننا لم نشهد بعد على مسح ميداني أو اختبار شامل للسكان للتقييم وضع الوباء ونسبة الإصابة في لبنان، ما زالت الفحوصات غير كافية مقارنة لعدد المقيمين أو المتواجدين على الأراضي اللبنانية. صحيح أنه منذ أسبوعين نجحنا في إجراء حوالى 1500-2000 فحص يومياً،  ولكن مجموع الفحوصات منذ شباط حتى اليوم بلغ حوالى 73.798 من أصل 6 ملايين (عدد السكان + اللاجئين). كذلك، إن أي إصابة في مخيمات اللاجئين قد تؤدي إلى كارثة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وقلّة النظافة، وما حصل مع العمال البنغلادشيين يكشف ما قد تؤول إليه الأمور نتيجة الاكتظاظ السكاني داخل الشقة الواحدة ونقل العدوى إلى مجموعة كبيرة. (75 شخصاً).

وعن العلاجات التي يخضع لها مرضى كورونا في لبنان، يؤكد دبر أن "وفق البروتوكلات المعترف بها مثل الـHydroxychloroquine و Azithromycine، وanti-viral... ولكن إذا بحثنا في الدراسات العلمية لا يوجد دراسة قوية قارنت العلاجات الأربعة، إذ هناك دراسة لمتابعة الحالة البسيطة، ودراسة أخرى لعلاج الحالات المتوسطة... إذاً ليس هناك دراسة شاملة تطرقت إلى كل هذه العلاجات، ولكن انطباعنا أن المريض الذي يتأخر في تناول الدواء فإن ذلك يؤثر على وضعه الصحي، وبالتالي كل هذه الأدوية تعجز عن إظهار أي فعالية لها. لذلك نحتاج إلى بعض الوقت لإجراء دراسة علمية شاملة، ويوجد اليوم 3 دراسات (واحدة تقودها منظمة الصحة العالمية- واحدة في أوروبا وأخرى في أميركا) تُقارن بين هذه العلاجات وصحة المرضى، ولكن لا شيء مؤكداً ومثبتاً لغاية الساعة".

وشدّد على أن "التخوف يكمن في حلول الخريف، ولكن يبقى أن نعرف أن هناك أشياء كثيرة لا نعرفها، لذلك علينا الانتباه وأن نكون في المرصاد وجاهزين، إلا أنه لا شيء مؤكداً أن هذا ما سيحصل. اليوم نحن أفضل مما كنا عليه في بداية ظهور الفيروس، ولكن هل نحن في جهوزية لمواجهةٍ ما قد شهدته إيطاليا وفرنسا أو نيويورك؟ أنا لا أظن ذلك. وأنا اليوم في صدد دراسة مدى جهوزية المستشفيات الحكومية لاستقبال الحالات الحادة انطلاقاً من عوامل عدة منها: الطواقم الطبية، نوعية العلاجات والتجهيزات... ما هو موجود على الورق علينا أن نُقارنه على أرض الواقع لمعرفة مدى قدرة هذه المستشفيات على التعامل مع الفيروس". 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم