ما هي مهام البلديات والمؤسسات بعد رفع العزل المنزلي؟

بعد شهر أو أكثر، سينتهي ربما الحجر المنزلي، وسيعود الأفراد إلى حياتهم الاجتماعية والمهنية، لكنّ، لا يشير قرار انتهاء الحجر المنزلي إلى القضاء على فيروس كورونا في غياب لقاح فعال يحدّ من انتشاره، بل يبقى على عاتق الأفراد والمؤسسات الالتزام بالإرشادات الصحية للوقاية من هذا الفيروس. فما هي ركائز نجاح خطة احتواء فيروس كورونا؟ وكيف يمكن وضع آلية للعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي؟ 

برأي البروفسور في أمراض المناعة الذاتية في جامعة القديس يوسف، الدكتور فادي حداد، أنّ نجاح خطة احتواء مرض كوفيد-19، تعتمد على ثلاث ركائز، هي: الفرد والمؤسسات والبلديات.  

كيف ساعد المواطنون في الحدّ من انتشار هذا الفيروس؟ 

ساهم التزام المواطنين اللبنانيين بالحجر المنزلي واتباع التدابير الصحية في خفض معدل الإصابات في المستشفيات، إذ أنّهم أظهروا جدية شخصية في إدارة هذه الأزمة الصحية، التي تساعد في السيطرة على فيروس كورونا ومنع تفشيه في البلاد. 

إقرأ أيضاً: متى يحين موعد إنهاء التعبئة العامة في البلاد؟

ما دور المؤسسات بعد انتهاء الحجر المنزلي؟

من المعروف، أنّ لبنان يعاني من أزمتين: الأولى، تتمثل بأزمة فيروس كورونا، والثانية، تتعلق بتدهور الأوضاع الاقتصادية. انطلاقاً من أهمية هاتين الأزمتين، رأى حداد أهمية القيام بتوازنٍ دقيق بهدف منع تطور الأزمة الصحية، وفي الوقت عينه، الحدّ من تفاقم الأزمة الاقتصادية. وذلك يحتاج إلى العودة بشكل تدريجي ومنظم إلى الحياة العملية أو الطبيعية. 

من هنا، يأتي دور المؤسسات التي تشكل حصناً منيعاً في إدارة كلا الأزمتين، لذا، يجب على كل مؤسسة وضع خطة خاصّة بها، تتناسب مع آلية عملها لمنع التقاط العدوى وتحريك العجلة الاقتصادية. فعلى سبيل المثال: إذا كانت المؤسسة تتضمن 90 موظفاً، يمكن تقسيم عدد الموظفين إلى 3 مجموعات، تضم كل مجموعة 30 موظفاً، يتناوبون على العمل عشرة أيام في الشهر. ومن خلال هذه الطريقة، تنجز المؤسسة أعمالها دون تعريض حياة موظفيها إلى الخطر. وفي حال التقاط أحد هذه الفرق الفيروس، يستطيع خلال العشرين يوماً، الذي يتواجد فيه أفراد هذا الفريق في منازلهم من ظهور الأعراض، والقيام بالفحص، وتلقي العلاج المناسب. 

بالإضافة إلى ذلك، ينصح إبقاء طلاب الجامعات والمدارس والأماكن التي تشكّل تجمعات كبيرة كالكنائس والجوامع والأعراس في الحجر المنزلي حتى المرحلة الأخيرة من خطة عودة الحياة إلى طبيعتها.  

إقرأ أيضاً: العودة إلى الحياة العادية والخروج من الحجر: كيف ومتى؟ 

ما هي مسؤولية البلديات؟

يقع على البلديات مسؤولية البقاء على جهوزية دائمة، وذلك لأنّ فيروس كورونا يعدّ من الفيروسات الديناميكية، التي يتوجب التعامل معها وفق الحالات والمعطيات التي تطرأ عليها. لذلك، تحتاج البلديات إلى دعم مادي ومعنوي ولوجيستي للعائلات المحتاجة لها، بمعزل عن عمل المؤسسات الصحية ونقابة الأطباء والفريق الطبي في المستشفيات ووزارة الصحة. 

إذاً، إنّ تطبيق خطة متكاملة تتوافق مع احتياجات كل مؤسسة، تساعد في الحدّ من انتشار كورونا ومن تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.