الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العودة إلى الحياة العادية والخروج من الحجر: كيف ومتى؟

المصدر: "النهار"
العودة إلى الحياة العادية والخروج من الحجر: كيف ومتى؟
العودة إلى الحياة العادية والخروج من الحجر: كيف ومتى؟
A+ A-

جاءنا من الهيئة الصحية في تحالف أساتذة وطلاب جامعيين لثورة لبنان خطة للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد الحجر وفيها: "بعد ثلاثة أشهر من بدء انتشار وباء كورونا في الصين Epidemic وبعد ثلاثة أسابيع على إعلان منظمة الصحة العالمية الوباء شاملاً Pandemic أي انتشاره في أكثر من ثلاث قارات، وصلت أعداد الحالات المسجلة عالمياً الى اكثر من مليون حالة واكثر من 50.000 ضحية، توازياً مع تدنّيها الملحوظ في الصين وكوريا الجنوبية وازديادها بكثرة في أميركا وأوروبا والدول العربية. أما في لبنان، و بعد شهر من إقفال المدارس والجامعات وبعد أسبوعين من التعبئة العامة ووقف الرحلات الجوية والبحرية والبرية وإقفال كل المحال التجارية، اقترب عدد الحالات المسجلة إلى 500 حالة، وأكثر من 15 حالة وفاة.

يترقب لبنان، في الأيام المقبلة، عودة آلاف الوافدين اللبنانيين من الخارج، ممّا قد يعيد خطر انتشار المرض في حال لم تفرض الدولة الفحص السريع PCR كما والحجر المنزلي وأيضاً ترقّب الحالة الصحية للعائدين خلال مرحلة الحجر الفردي الإلزامي. لذا سوف يمر الشعب في لبنان بعدة أسابيع انتظار، قبل ارتقاب تدنّي عدد الإصابات مجدداً.

بناءً على هذه المعطيات العلمية، وإذا توقفت زيادة عدد الإصابات وبقيت بانخفاض مستمر لمدة 14 يوماً بعد مرحلة عودة المسافرين، تتوقع الهيئة الصحية أن ينتقل لبنان إلى المرحلة التالية وهي الخروج التدريجي من حالة التعبئة العامة، ولذلك يتوجب على الحكومة التحضير المسبق والتخطيط المناسب لمرحلة الخروج المنظمة والتدريجية من حالة الحجر، بما فيها التحضير المواطني والمجتمعي والمؤسساتي للالتزام الشامل بالتعليمات الجديدة.

لذا تدعو الهيئة الحكومة إلى التخطيط الجدي ورسم استراتيجية مستقبلية قريبة المدى تسمح للمواطنات والمواطنين بالعودة تدريجياً إلى حياة ما قبل الوباء، آخذة بعين الاعتبار أن التحديات الاجتماعية تتضاعف والفقر يتفاقم والبطالة تزداد والصحة الفردية والعامة تتدهور.

ولكل هذه الأسباب، تطلب الهيئة من الحكومة اللبنانية ما يلي:

١. أن تتأكّد، قبل الإنتقال الى مرحلة الخروج من الحجر، أن أرقام الإصابات اصبحت فعلاً بانخفاض مستمر على كل الأراضي اللبنانية وذلك لمدة 14 يوماً وهي مرحلة الحضانة المعتمدة (incubation period).

٢. أن تصبح فحوصات الـPCR متوافرة ومجانية وموجودة في مراكز معتمدة على كل الأراضي اللبنانية، من أجل تأمين التشخيص السريع للمصاب، ومتابعة (contact tracing) كل مَن كان على اتصال مباشر به، وحجر المتّصِل لفترة 14 يوماً، على أن تتم عملية الضبط المنظم للحالات تحت مراقبة فعالة ودقيقة من وزارة الصحة، للحد من انتشار الوباء مرة أخرى.

٣. أن توفر الحكومة الفحص السريع مجاناً في المراكز المعتمدة الرسمية (IgM/IgG serology) وبأسعار مقبولة في المختبرات الخاصة المعتمدة، من أجل تشخيص على نطاق واسع كل من أصبح لديه المناعة ممّا يحميه من العدوى وانتقال الفيروس منه أو إليه.

٤. أن تجهّز الحكومة مستشفيات حكومية وخاصة، على الأراضي اللبنانية كافة، بالمعدات وغرف العزل وأدوات الحماية الشخصية كالكمامات N95 وأن تهب لتشجيع صناعة كل هذه المعدات واستيرادها بكمية كافية. عندئذ، ولدى توافر هذه الشروط، يمكن الحكومة المبادرة الأولية بالعودة إلى الحياة العادية، بمراحل تدريجية ومنظمة، فتكون أوّلها فتح المؤسسات التجارية والجامعات، علماً أن هذه المرحلة تتطلّب أيضاً من المواطن، بعد العودة إلى العمل، الالتزام الدائم والمستمر وبخاصة لمن لم يكوّن بعد المناعة الذاتية، بالإرشادات الوقائية في الأماكن العامة، كالمحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي المعتمدة (مترين بين الأشخاص) والتعقيم المبسّط لكل الأماكن المشتركة بين الأشخاص، ولبس الكمامات المعتمدة، وغسل اليدين تكراراً بالماء والصابون.

أما بالنسبة للمسنين (فوق الـ65 سنة) وإذا أفاد فحص الـ serology غياب المناعة الذاتية، فيبقى ملتزماً الحجر المنزلي، حرصاً على صحته وتفادياً للمخاطر، حتى الانتهاء الكامل من هذا الوباء أو توافر اللقاح (vaccine) الحامي من كورونا. وفي المرحلة الثانية، وبعد المؤسسات التجارية والجامعات، تُدرس إمكانية إعادة التلاميذ الى المدارس، بحسب تطور الأرقام الوبائية، ومستلزمات الصحة العامة، والمتطلبات التربوية. وخلال هذه المرحلة، تقوم الحكومة بإعادة حركة الملاحة الجوية والبحرية الدولية، بحسب انخفاض أعداد الإصابات عالمياً. تود الهيئة الصحية أن تلفت نظر الحكومة والمواطن، إلى واجب ترقب التغيّرات المناخية وتأثيراتها الممكنة والمتتالية على انتشار الفيروس محلياً ودولياً، والتشدّد في استمرار آلية فعّالة ومستدامة وشفافة طوال مرحلة الإنتقال، للتأكد من تخلُّص لبنان ومحيطه من وباء كورونا، مع استمرار التأهّب لاحتواء أي تفاقم محتمل للوباء أو عودة موجة وبائية ثانية تستوجب معاودة الحجر وغيره من الإجراءات، أو حتى يصبح اللقاح متوافراً ومعتمداً أو وجود مناعة مجتمعية (herd immunity) فتعود الحياة العادية مجدداً الى مجراها وتحدياتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم