الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"فتاة ناجية من انفجار كابول"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "فتاة ناجية من انفجار كابول" الخميس 26 آب 2021. غير أن هذه المزاعم خاطئة. الصورة قديمة، اذ تعود الى عام 2011، وتظهر فتاة جريحة من جراء تفجير استهدف مسلمين شيعة في كابول، العاصمة الأفغانية، خلال احيائهم يوم عاشوراء، في 6 كانون الأول 2011. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة تكثف في الساعات الماضية، عبر صفحات وحسابات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا)، وتويتر (هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "صورة لفتاة أفغانية ناجية من انفجار مطار كابل".
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الصورة مع تفجير انتحاريّين من تنظيم الدولة الإسلامية، الخميس 26 آب 2021، حزاميهما الناسفين وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون دخول مطار كابول للفرار من بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان عليه، في تفجير مزدوج تلاه هجوم مسلّح، ممّا أسفر عن مقتل 13 عسكرياً أميركياً وعشرات الأفغان، على ما أوردت وكالة فرانس برس (27 آب 2021).
 
وذكرت أن "هذا الهجوم الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية هو أول اعتداء دموي تشهده كابول منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان في 15 آب، وقد وقع قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان في 31 آب بعد 20 عاماً من حرب عقيمة ضدّ الحركة الإسلامية المتشدّدة". 
 
ومساء الخميس، قال البنتاغون إنّ الهجوم أسفر عن سقوط 13 قتيلاً و18 جريحاً في صفوف العسكريين الأميركيين. من جهتها، قالت حركة طالبان إنّ الهجوم أسفر في صفوف الأفغان عن سقوط 20 قتيلاً و52 جريحاً. لكنّ مصادر أفغانية أخرى أكّدت أنّ الحصيلة أكبر بكثير.
 
- حقيقة الصورة - 
غير أن الصورة المتناقلة لا علاقة بتفجيري كابول الانتحاريين، وفقا لما يتوصل اليه التدقيق فيها. 
 
فالبحث العكسي عنها، بواسطة مختلف محركات البحث، يضعنا أمام موقعين اخباريين باللغة الفارسية (هنا، هنا...) نشراها في كانون الاول 2011، ضمن تقرير عن تعرض مسلمين شيعة لهجوم، خلال احيائهم يوم عاشوراء في افغانستان. وحملت الصورة في موقع hazara international الذي يعني بالدفاع عن اقلية الهزارة الشيعية، تحديدا عليها انها التقطت في كابول. 
 
 
مزيد من البحث يضعنا أمام صورة أخرى نشرتها وكالة Getty images في 6 كانون الاول 2011 (هنا، هنا)، وتظهر فيها فتاة جريحة تلبس الثياب نفسها كفتاة الصورة، وتقف في موقع سقط فيه "قتلى وجرحى من جراء انفجار في ضريح في وسط كابول حيث كان المسلمون الشيعة يحيون يوم عاشوراء" يومذاك. تصوير مسعود حسيني Massoud HOSSAINI. 
 
وقد اشرنا بالاحمر الى الفتاة وثيابها في الصورتين، المتناقلة (ادناه الى اليسار)، والمنشورة في Getty images (الى اليمين)، اضافة الى معالم اخرى مشتركة فيهما. 
 
 
في 6 كانون الاول 2011، شهدت أفغانستان ثلاثة تفجيرات مختلفة وقعت في العاصمة الأفغانية كابول، ومزار شريف، وقندهار، في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى واقعة كربلاء. وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 80 شخصاً واصابة أكثر من 160 آخرين بجروح (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
 
وفي التفاصيل، فقد وقع أحد الانفجارات في العاصمة كابول في مركز المدينة، بالقرب من ضريح "أبو فضل"، وهو ضريح مقدس لدى الشيعة، حيث تجمع المئات لإحياء يوم عاشوراء. وقال أحد المسؤولين الأمنيين لوكالة أنباء فرانس برس إن انتحاريا فجر نفسه بالقرب من مدخل الضريح وسطح حشد من الرجال والنساء والأطفال، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا وجرح العشرات. 
 
وبعد هجوم كابول بقليل، انفجرت قنبلة كانت موضوعة على دراجة قرب المسجد الرئيسي في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17. وقد وقع الانفجار قرب مزار هام في المدينة مقدس لدى المسلمين شيعة وسنة، بينما كان رتل من عربات يستقلها شيعة يمر بالمكان.
 
وفي قندهار جنوباً، انفجرت دراجة نارية مفخخة، مما أدى إلى جرح ثلاثة مدنيين، بحسب ما صرح متحدث باسم حاكم إقليم قندهار (هنا، هنا). 
 
 
- الشيعة في أفغانستان -
ويشكل الهزارة غالبية الأقلية الشيعية في البلاد التي تتعرض للاحتقار من المتشددين السنة لاعتبارهم الشيعة كفارا. ويمثلون بين 10 إلى 20 بالمئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة. لكنهم تعرضوا للتهميش بسبب معتقداتهم الشيعية على أيدي المتشددين السنة في بلد تعصف به انقسامات اتنية عميقة.
 
وتشير بعض التقديرات إلى أنّه تم القضاء على قرابة نصف الهزارة في نهاية القرن التاسع عشر، فيما استُعبد الكثير منهم مع سيطرة البشتون، أكبر مجموعة إتنية في البلاد، على معاقلهم التقليدية. كذلك، استهدفتهم مجموعات مختلفة عدة خلال العقود الأربعة الأخيرة من النزاع الدامي، بما في ذلك قصف أراضيهم. 
 
واستهدف ايضا انتحاريو تنظيم الدولة الإسلامية مساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم في حيّ داشت برشي بغرب كابل، الذي ينتمي غالبية سكّانه إلى أقليّة الهزارة الشيعية، ما أوقع مئات القتلى (وكالة فرانس برس، هنا).

النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "فتاة ناجية من انفجار كابول" الخميس 26 آب 2021. الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى عام 2011، وتظهر فتاة جريحة من جراء تفجير استهدف مسلمين شيعة في كابول خلال احيائهم يوم عاشوراء، في 6 كانون الأول 2011. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم