السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مكافحة الإرهاب في أفغانستان تواجه مأزقاً استراتيجياً

المصدر: أ ف ب
فتيان يستمتعون بتساقط الثلوج في كابول (15 ك1 2021، أ ف ب).
فتيان يستمتعون بتساقط الثلوج في كابول (15 ك1 2021، أ ف ب).
A+ A-
في معضلة بين المستحيل والأسوأ، يتساءل المجتمع الدولي عن طرق مكافحة التهديد الجهادي في أفغانستان، خصوصا فرع تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد، لكن من دون أن يرضخ لفكرة التعاون مع طالبان.

فمن جهة، هناك إمارة أفغانستان الإسلامية التي ما زالت قريبة من القاعدة، ومن جهة أخرى تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان الذي كثف هجماته ويحلم بتوجيه ضربات خارج حدوده.

بعد انسحابهم الفوضوي من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاما وكانت مكلفة وغير مجدية، فان الأميركيين "وضعوا أنفسهم في وضع صعب"، على ما أسف كولن كلارك المدير الاستراتيجي لمركز صوفان، وهو مؤسسة فكرية مستقلة مقرها نيويورك.

وقال لوكالة فرانس برس: "إنهم يأملون أن ترسي طالبان الاستقرار في أفغانستان. لكن كيف يمكنهم التعامل معهم بشكل منتظم، بعدما رفضوا قطع العلاقات بتنظيم القاعدة؟".

بعد عشرين عاما على هجمات 11 أيلول 2001 التي دبرت من أفغانستان وبعد عامين على انتهاء "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، عاد شبح ظهور ملاذ جهادي جديد ليلقي بثقله.

في تشرين الأول، اعتبر مساعد وزير الدفاع الأميركي كولن كال أن تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان يمكن أن يضرب الولايات المتحدة في غضون ستة أشهر. وأضاف أن تنظيم القاعدة قد يحتاج ما بين ستة أشهر وسنتين.

- عبء -
تعليقا على هذه التصريحات، ذكرت ليزا كورتيس من مركز الأمن الأميركي الجديد بان ثلثي أعضاء الحكومة الأفغانية هم أفراد مستهدفون بعقوبات بسبب الإرهاب.

في 2011، وضع الأميركيون مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يعثر على خليل حقاني الذي يشغل حاليا منصب وزير اللاجئين في حكومة طالبان. هو مسؤول بارز في شبكة حقاني التي أسسها شقيقه جلال الدين حقاني، وهي مكون أساسي في نظام كابول.

وقالت الخبيرة، إن التوصل إلى تفاهم معهم أمر لا يعقل. وأوضحت أن "فكرة مساعدة طالبان على تعزيز قوتها لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان هي حسابات قصيرة النظر وسترتد في النهاية على الولايات المتحدة".

في المقابل، دعت أمينة خان من معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد إلى مساعدة إنسانية منسقة لتخفيف العبء عن طالبان وإفساح المجال أمامهم لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت لوكالة فرانس برس: "كيف نتوقع من طالبان أن تكون قادرة على الحكم وأن تحقق الاستقرار وتقيم أفغانستان آمنة لا تشكل تهديدا لجيرانها؟... ليس لديهم جيش ولا شرطة، فهي جماعة مسلحة غارقة بادارة الحكم والأزمة الاقتصادية والإنسانية".

لكن الاعتراف الدولي ليس مطروحا على جدول الأعمال. وقالت ليزا كورتيس: "نعم، العدو هو تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان. نعم طالبان تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان. ممتاز، فلنتركهم يتقاتلون".
 
واضافت: "لسنا مضطرين للاختيار" بين خطرين، داعية الى محاولة التأثير على سلوك طالبان والتوصل إلى موقف مشترك مع الأوروبيين والدول المجاورة وبعض القوى الإقليمية مثل الهند وباكستان.

- "عيون وآذان" -
ذلك خصوصا أن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة لديهما مع فروعهما التي لا تحصى في أفريقيا والشرق الأوسط، مزيد من الملاذات والمناطق الخاضعة لسيطرتهما أكثر مما كانت عليه في عام 2001.

وقال هانس-جاكوب شندلر، الخبير السابق في الأمم المتحدة الذي أصبح مديرا لمركز الأبحاث "مشروع مكافحة التطرف": "ليس بالضرورة ان تكون هناك بنية تحتية للارهاب في أفغانستان لكي تعتبر البلاد مشكلة كبيرة".

يسمح الانترنت للجماعات الجهادية بالاستعداد عن بعد، كما ان أزمة اللاجئين تمنحهم الفرصة لكي يتسلل مسلحوهم. واعتبر الخبير الالماني "أنهم بحاجة إلى مكان آمن للتخطيط والتمويل والتنظيم. أفغانستان الآن مكان آمن".
 
وقال: "الهدف الأساسي الآن يجب أن يكون إيجاد عيون وآذان على الأرض" علما "اننا تخلينا جميعا عن شبكاتنا (الاستخباراتية) التي وقعت في أيدي طالبان".

هذه الحاجة تقر بها واشنطن التي ترغب في ضرب تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان من قواعد في الخارج خصوصا في قطر والامارات والكويت. كما بدأت مناقشات - بدون أن تؤدي الى نتيجة - بين واشنطن وإسلام أباد لكي تتمكن مقاتلات وطائرات بدون طيار أميركية من استخدام المجال الجوي الباكستاني.

خلال هذا الوقت، تماطل المجموعة الدولية. واعتبر بافل فيلغنهاور الخبير الروسي في قضايا الدفاع والمقرب من المعارضة أن حتى روسيا ليس لديها نهج استراتيجي واضح.

وقال إن موسكو "لم تعد تهتم بما يحدث في أفغانستان طالما ان ذلك لا ينذر بعدم استقرار في آسيا الوسطى ما بعد الحقبة السوفياتية". لكن الى جانب الأميركيين، فان افغانستان تهم الجميع. لكن "لا أحد يريد العمل مع أي شخص والجميع يجلسون ويترقبون ما يحصل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم