الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الوقوف في المنتصف

المصدر: النهار
احمد القرواني
الوقوف في المنتصف
الوقوف في المنتصف
A+ A-

الموساد الإسرائيلي يخطط ليبدأ التنفيذ على أساس افتعال الخصومة بين أقوى دولتين في العالم فتبدأ الذراع اليمنى لإسرائيل المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية بإشعال الشرارة الأولى في الدولة المستهدفة ثم تليها الذراع اليسرى لإسرائيل المتمثلة بروسيا لسكب الوقود على النار فتنهار الدولة اقتصادياً أو تخضع للقرار الإسرائيلي، وإلا سوف تحترق ولا وسيلة للدولة في النجاة إلا من خلال (الوقوف في المنتصف). فلا ينكر أحد أن الصهيونية استطاعت السيطرة على القرار وصناعته في كل من الدولتين القويتين من خلال القوة المالية والإعلامية، وصولاً إلى لعب دور كبير في تعيين رؤساء الدولتين اللتين حكم عليهما أن يتخاصما على أساس تحقيق التوازن العالمي، لكن الأصل يكمن في تحقيق مصالح الدولة المسيطرة التي أدركت من خلال قراءة التاريخ وما آلت اليه الأمور في أفغانستان مروراً بالعراق والدول المجاورة، وانتهاء بسوريا وإيران، بأن الحل العسكري لم يعد يجدي نفعاً وأن الفخ السياسي وإقحام الدولة المعارضة مع الدولتين القويتين في التجاذبات السياسية أو المواجهة هو الحل الأمثل للوصول إلى الهدف، ولاسيما العمل بالمشروع الصهيوني الأكبر "صفقة القرن". وبعد الإعلان والتأكد من وجود النفط والغاز في البحر اللبناني، ومن خلال المحاولات المتكررة للعدو الصهيوني بوساطة أميركية في اقتطاع ولو جزء بسيط من الحدود البحرية اللبنانية والتي باءت بالفشل نتيجة رفض الدولة اللبنانية المتكرر. بدأ العمل على ايقاع لبنان في الفخ السياسي، وذلك بإصدار الولايات المتحدة الأميركية في العام 2016 قرار القيصر القاضي بمنع إدخال الوقود إلى سوريا والذي يعبر فقط عن الشرارة الأولى. وبعد أن استطاعت روسيا من توقيع عقد عمريت مع الدولة السورية بدأ الغزل الروسي للبنان من خلال الدعم اللوجستي وصولاً إلى استخراج النفط والبدء بترميم المرافئ النفطية. وعلى أساس الخصومة، كان لا بد لحلفاء الدولة الأميركية من التدخل لمنع الاستفادة الروسية الكاملة، وأن الاتحاد الأوربي مستعد للوقوف إلى جانب لبنان بالدعم الذي تجلى بمؤتمر سيدر ولا سيما استخراج النفط. وفي الوقت الذي تم فيه إدخال لبنان في التجاذبات السياسية ابتداء من وجوب ترسيم الحدود، وانتهاء بمعالجة الفساد المستشري، تقوم في مطلع عام 2019 بالتوقيع على بناء أكبر خط أنابيب في العالم بطول 1,250 كيلومتراً وبقدرة 10 بيليونات متر مكعب سنوياً، يصل إسرائيل بإيطاليا مروراً باليونان، وكأنها أكبر الدول المصدرة للغاز والنفط في العالم، وعلى ثقة تامة بأن خط الأنابيب الذي لا نهاية له، سيعمل وستمر به بحار من الغاز والنفط، وها هي الصفقة الحقيقية التي ستزود صفقة القرن بالأموال اللازمة. فهل وقع لبنان في الفخ؟ وماذا تبقى له من حقوله النفطية التي يتغنى بها؟ وخصوصاً أن الشركات الأجنبية نقبت وستستخرج الغاز والنفط والرعاية الروسية سوف تخزنه وتزود الشعب المجاور الذي منع الوقود كما تدعي، أم أن لبنان استطاع اقتناص الفرص الناتجة عن التجاذبات السياسية والوقوف في المنتصف.               

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم