الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

أنا الذي تتلمذتُ على أنطون غطاس كرم

الدكتور إميل المعلوف
Bookmark
أنا الذي تتلمذتُ على أنطون غطاس كرم
أنا الذي تتلمذتُ على أنطون غطاس كرم
A+ A-
نحتفل هذه السنة بمرور مئة عام على ولادة أنطون غطاس كرم وأربعين سنة على وفاته. إنَّها ذكرى غياب أديب غير عاديّ. فهو رجل قد جاء من الأعلى سواء في مهنة التدريس أو في الكتابة. لقد تركنا هذا الأديب وفي جعبته الكثير ممّا لم يستطع أن ينقله إلى طلابه ومحبّي أدبه. فغادرنا ولسان حاله يقول: ليس ثمّة من موت، فأنا أستطيع أن أغلق عينيّ لأجدني في قلوب من يتذكّرني. وهذا يدلّ على أن قبور الموتى هي في قلوب الأحياء، وأنّنا غالبًا ما نعيش حياتنا وحياتهم في آن واحد.إذا كانت الأعمار عارة مستردّة، فإنّها تدوم في الماضي الذي هو ملك لنا. وليس من شيء هو في محلّ أكثر أمنًا كالذي كان. والموت حضور مستتر. فكلّ غياب هو دعوة إلى التأمّل لأنّ الإنسان يكون عندما لا يكون. و"الذكر إذا قوي صار مشاهدة"، كما يقول بعض العرفاء. واستذكارُ من نحبّ ليس أقلّ نفعًا من حضوره. لذلك كان النسيان خيانة، لأنّنا نسلّم فيه الأبدي لمجرى الزمن.يقول إبن عربي: "إنّما أنت ما ملت إليه". وما مال إليه أنطون كرم هو الأدب بفروعه المتعدّدة. وكان التعبير الأدبي عنده أكثر من حياة. أمّا اللغة التي استعملها، فكانت، هي أيضًا، تفكّرًا أكثر من الفكر. فكانت إحساسًا وخيالًا ولحونًا مؤنسة للسمع والنظر. أمّا تركيبها في جمل فتختلف فيها العبارة فكريًّا وجماليًّا عن وجودها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم