الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

"ذكرى وعبرة" من مصوّري الحرب كي لا تعاد

المصدر: "النهار"
رلى معوض
"ذكرى وعبرة" من مصوّري الحرب كي لا تعاد
"ذكرى وعبرة" من مصوّري الحرب كي لا تعاد
A+ A-

شكرًا لكل مصور صحافي وضع حياته على كفّي يديه وفي عدسة كامرته وجال بين المعارك وتحت القنص والقصف وخطوط التماس والعدوان، لينقل لنا بأمانة صوراً تنعش ذاكرتنا الجماعية وتؤرشف لحظات حرب مدمرة مؤلمة بدأت في لبنان في ١٣ نيسان من العام ١٩٧٥ كي لا تعاد.

في ذكرى مرور ٤٤ عاماً على حرب لبنان، ملأت جدران "بيت بيروت" في السوديكو، وهو الشاهد الأكبر على الحرب، ومتحفاً رمّم بإتقان وتركت ثقوب القنص والقصف على جدرانه، ١٠٠ صورة بالأسود والأبيض وقياس متر بسبعين سنتم، لمصورين بارعين منهم من استشهد أثناء القيام بواجبه.

المعرض الذي يستمر إلى نهاية شهر نيسان بطلب خاص من محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ليتمكن تلاميذ لبنان وطلابه من مشاهدته، نظمته نقابة المصورين الصحافيين في لبنان تحت عنوان "ذكرى وعبرة"، ورعاه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بوزير الإعلام جمال الجرّاح.

أظهرت الصور خطوط التماس ومعاناة الناس اليومية على المعابر "شرقية وغربية"، هروباً من رصاص القنص، أزمات الخبز وصفوف الانتظار الطويلة على أبواب الأفران، والمياه والتهجير اليومي، صور أخبرتنا بصمتها الصارخ عن أزمات كثيرة لاسيما الخطف على الهوية وصور لأهل نحو ١٧ ألف مفقود وتحركاتهم من جميع الأطراف. صور لاستراحة المحاربين بعد وقف إطلاق النار وأثناء الهدنة، هناك من يتفقد المدينة أو الخسائر التي تكبّدتها بيوتهم، أرزاقهم والممتلكات، وفصل الجيش بين القوات المتقاتلة على خطوط التماس، ومن قلب المعاناة.



صورة الملصق هي للمصور الصحافي في "النهار" الشهيد جورج سمرجيان، وتعكس الرغبة في الحياة وتحدي واقع الحرب لعروس وعريسها يعبران الدمار والركام إلى حياة أفضل.

وألقى نقيب المصورين عزيز طاهر كلمة النقابة وقال فيها: " لقد تعبت عيوننا وأيدينا من التقاط صور التشرذم والدمار والقتل والانقسام، صور الخطف والتهجير، ولكي لا تتكرر هذه الصور مرة جديدة وعبرة لنا وللأجيال التي لم تعرف تلك الحرب وفظائعها، كان المعرض الرسالة لهذا الجيل. ونقول لهم إن الحرب هي موت ودمار وضياع الوطن".

إلى كلمة محافظ بيروت القاضي زياد شبيب التي جاء فيها: "إن بيت بيروت، هذا المكان العريق، الذي ما زال يحمل في جسده جراح الحرب، يستقبل جميع اللبنانيين ويرحب بهم، ويحفظ ذكريات مئة عام من تاريخ بيروت الحديث، بما فيها مرحلة الحرب الأليمة، حيث كان المصورون الصحافيون جنوداً مجهولين معلومين، قاموا بأهم عمل توثيقي".

"تم اختيار ذكرى ١٣ نيسان لافتتاح هذا المعرض، لأن في الذكرى عبرة، أولاً كما هو شعار هذا المعرض، وثانياً لأن الجيل الحالي الصاعد في لبنان، الذي لم يعرف مآسي الحرب وويلاتها، عليه الاطلاع على ما وثّقته عدسات المصورين في تلك المرحلة".

ودعا جميع اللبنانيين إلى "الحضور إلى بيت بيروت والاطلاع على صور تختصر ذلك التاريخ"، مطالباً المسؤولين عن الجامعات والمدارس بـ"تنظيم رحلات وزيارات للطلاب والطالبات إلى هذا المكان للتعرف إلى ما يمكن أن تشكله أي تجربة أليمة في لبنان وأخذ العبرة".

وكانت كلمة لوزير الاعلام جمال الجراح. ويفتح المتحف أبوابه من الساعة ١١ قبل الظهر إلى الساعة ٦ مساء حتى آخر نيسان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم