اشترِك في نشرتنا الإخبارية
- المندوب الأممي: من أنتم؟
- وكيل الشعوب العربية: نحن العرب!
- المندوب: وماذا تريدون الآن؟
- الوكيل: نريد أن تصدر لائحة دولية رسمية يتم الاعتراف بها من قبل كافة الدول والمنظمات والشعوب تتضمن أسعاراً لكل شيء.
- المندوب: أسعاراً لكل شيء!
- الوكيل: نعم؛ أسعار كل شيء.
سعر كل ساعة انقطاع للمواصلات والكهرباء والمياه والمواد الغذائية، وكل ساعة برد في الشتاء لعدم وجود الوقود أو احتكاره من قبل المافيات الاقتصادية. وكل ساعة دراسية لإضاعة الوقت دون جدوى وحشو أدمغة التلاميذ بالترّهات والمعلومات البالية، وكل ساعة تذهب فيها هدراً الطاقات والمواهب والإبداعات الشابة كالسيول الموسمية.
وكل ساعة جري وسباق ماراتوني لجمع الأوراق الرسمية والطوابع والثبوتيات والهرولة خلف الموظفين من مكتب خاوٍ إلى آخر داخل ممرات الدوائر الحكومية.
وكل ساعة قضاها مريض في غرف المستشفيات بحثاً عن الرعاية الصحية والعلاج الناجع دون أن يجد ممرضاً أو ممرضةً على رأس عملهم داخل بناء المشفى كله أو حرمه أو الحي الكائن فيه، وكل عملية جرت في غرف العناية الفائقة انتهت بالفشل وخلق المشاكل والمضاعفات الصحية الجديدة للمرضى، ثم كل ساعة لجوء إلى المسكنات والمهدئات وخافضات الحرارة والسكر والضغط والكحول.
وكل ساعة خوف واحتضان للأطفال في الملاجئ هرباً من نيران القصف العشوائي ودموية ميليشيات الحروب الأهلية. وكل ساعة قضاها مفقود أو أسير في الأقبية والظلام والجوع، وكل ساعة قضاها أهله في الانتظار على أمل العودة واللقاء يوماً ما.
وكل ساعة عمل ضاعت دون أجر أو بما يشبه السخرة، وكل ساعة بحث عن فرصة عمل انتهت باليأس والبحث عن سفارة بلد غربي ما زال يستقبلنا في المهجر. ثم سعر كل لحظة ذلّ، وإطراقة، ومنع عودة في المراكز الحدودية، وغربة ووحدة وحنين وتشرذم وضياع في البلاد النائية، واغتراب وكآبة وفقر وضجر على أرض الوطن...
- المندوب "مقاطعاً": يكفي! وماذا تريدون أن تفعلوا بها؟!
- الوكيل: نريد أن نقبض ثمنها جميعاً، أو نخبئها للأجيال القادمة، فهي إرثنا الوحيد الذي نملكه!
