الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إن لم يكن لبنان فلن يكون سواه!

المصدر: النهار
خلود العبدلله
إن لم يكن لبنان فلن يكون سواه!
إن لم يكن لبنان فلن يكون سواه!
A+ A-

منذ خمسة أعوام وفي لحظة يأس من وظيفتي توجهت إلى أخي أصرح له عن رغبتي بالعمل في السلك العسكري بوزارة الداخلية تحديداً، فمنذ طفولتي في سلطنة عمان وقعت في غرام البدلة العسكرية النسائية في السلطنة؛ تلك البدلة الزرقاء التي يزيدها الحجاب تحت القبعة جمالاً وهيبة. ولا أخفي عليكم أن انبهاري بالبدلة العسكرية النسائية قد قل بعدما رأيتها في الكويت، الا أن النجوم فوق الكتف كانت وما زالت تفتنني فكيف لضابط أن يحمل السماء فوق كتفيه.

بعدما بحت لأخي بهذه الرغبة وبعد قصائد الغزل في النجوم على الكتف أوضحت له بأني سأحصل رتبة ضابط لانني جامعية وسيتوجب عليه ان يؤدي لي التحية العسكرية كلما مررت بجانبه، غير أني صدمت عندما قال: الكويت تعفي الرجال من أداء التحية العسكرية للنساء حتى وإن كانت رتبتها العسكرية أعلى من الرجل!

ماذا أنتظر من الكويت إلا الخيبات؟

ففي بلد لم تحصل فيه المرأة على حقوقها السياسية الا أخيراً، ولا يتجاوز عدد النساء في التشكيل الوزاري عن الاثنتين، هذا إن وجد، لا يوجد في مجلس الامة الا سيدة واحدة فقط، صفاء الهاشم، تمثل نساء الكويت وآمالهن أولاً ثم كل الكويت.

ثم ماذا؟

بعد هذا التهميش الذي يمارس في حق المرأة في المناصب السياسة والإدارية يأتيك لبنان، لبنان السباق دائماً، لبنان المتحرر، لبنان التغيير، ولأن لبنان الأول دائماً يفاجئنا التشكيل الوزاري لحكومة سعد الحريري بأربع نساء لم تكن السعادة بعدد النساء والاحتفاء بالبطلة مي شدياق، كانت السعادة والاعتزاز بالسيدة ريا الحسن وزيرة الداخلية أول سيدة عربية تشغل منصب وزير الداخلية.

وفي لحظة الاحتفاء بالسيدة ريا الحسن في صفحتي بإنستغرام، علقت إحدى الفتيات السعوديات قائلة لي انه لديها أمل أن تشغل المرأة السعودية منصب وزير في ظل التطورات التي تمر بها المملكة حالياً.

عزيزتي السيدة ريا، من بلاد لم تتقلد فيها النساء أي منصب سياسي وبلاد حصلت فيه النساء على حقوقها أخيراً، وبلاد على الرغم من تطور حقوق المرأة فيها الا انه حتى اليوم يخاف من تفوق المرأة، من نساء تلك الدول نقول لك: أنتِ اليوم فخر لكل النساء العربيات عموماً، وكل سيدة لبنانية خصوصاً.

آمالنا بك كبيرة وثقتنا فيك أكبر، نجاحك اليوم نجاح لكل النساء العربيات، فأنت مع لبنان اليوم تمثلون الخطوة الاولى في تغير نظرة المجتمعات العربية للمرأة في المناصب السياسية والوزارية، ولأن هذه الخطوة إن لم تكن من لبنان فلن تكون من سواه!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم