الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

التراند الأكثر دراماتيكيّة في 2019؟... "نحن أبطال رواية الحياة"!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
التراند الأكثر دراماتيكيّة في 2019؟... "نحن أبطال رواية الحياة"!
التراند الأكثر دراماتيكيّة في 2019؟... "نحن أبطال رواية الحياة"!
A+ A-

في وقت "تزحف" فيه الـ"تراندز" في عالم اللايفستايل من كل الزوايا لتؤكّد لنا أن العام الجديد سيحمل معه العديد ثم العديد من الصيحات والصرعات في هذا العالم الذي يتقدّم ببطء ولكن بثبات إلى يوميّاتنا، يبدو أن التراند أو النزعة الأكثر دراماتيكيّة حتى الساعة تتمحور على تحويل حياتنا إلى قصّة روائيّة نحن أبطالها!

بالفعل، يبدو أن الإنسان الذي لم يتم إكتشاف أسراره بالكامل حتى الساعة، يُصبح أكثر ثقة بنفسه عندما يشعر بأنه في الواقع بطل قصّته الشخصيّة أو بطل حياته ويصبح بالتالي أكثر قابلية للتكيف مع محيطه، وأكثر تألّقاً، فإذا بيوميّاته "تزدهر" وتصبح ذات معنى.

وتزعم العديد من الدراسات أن الإنسان يتعامل بإيجابيّة أكبر مع كل العقبات والخيبات المحتومة التي تواجهه في الطريق عندما يتعامل مع حياته وكأنها رواية يضطلع شخصيّاً بدور البطولة فيها ويوزّع الأدوار الثانويّة على الذين يشاطرونه يوميّاته، بدءاً بالمقرّبين وصولاً إلى الذين يعبرون "مرقة طريق".


وثمة إعتقاد أن تقسيم حياتنا إلى فصول أو أجزاء من التفاصيل المحوريّة التي تسعفنا في ممارسة بعض سيطرة على يوميّاتنا، بحيث نعطي عناوين كبيرة لكل مرحلة مررنا بها. فلا تتداخل كل الحوادث والمواقف والقصص التي نعيشها، بل تنفصل إلى أقسام نتعلم من كل فصل منها الدروس، وإن إجتزناها بصعوبة، وننتقل بقوّة وحيويّة إلى الفصل التالي، من دون الإنغماس في المرارة والتحليل المفرط والتفكير المطول وغير المجدي.

وتؤكّد الدراسات الحديثة في علم النفس أن التفاصيل الصغيرة التي من الممكن أن نمر عليها مرور الكرام تُصبح أكثر أهميّة إذا ما إنطلقنا من مفهوم "هذه قصّتي وأنا بطلها".

فجأة، تصبح "الصبحيّة" حول فنجان قهوة مقطعاً أدبياً نضيفه إلى الفصل الحالي الذي نعيشه، وتتحوّل لحظة مغيب الشمس، "مشروع كم سطر" في يوميّاتنا المنمّقة. الإنسان يفقد الرغبة في الحياة عندمايشعر بأن ليس لديه أي شيء يعيش من أجله.


ولكن مع هذا التراند المثير للإهتمام والذي يستحق التوقف عنده، ربما أصبح أكثر "تورّطاً" مع حياته وأكثر تفاعلاً معها، على إعتبار أنه بطل قصّته الشخصيّة، وإن هذه الحياة هي روايته الخاصّة المؤلّفة من فصول مستقلة، إذا جمّعناها أو قمنا بتلصيق أطرافها، تؤلف حياة كاملة كنّا نحن أبطالها.

في كل الأحوال، و"هيك هيك" هذه الحياة "محسوبة علينا"، تستحق هذه النزعة أن نجرّبها، لاسيما وأن العام الجديد ما زال في بدايته، وأسوةً بالعاشق الأزلي "كازانوفا" الذي قال ذات يوم بإقتحاميّة يشهد لها التاريخ، "البدايات لها سحر لا يمكن تفسيره"!


وفي العام 2019، قررت أن أكون بطلة حياتي. سأحوّل اللحظات والتفاصيل "مشروع أسطر " أضيفها إلى الفصول التي تؤلّف كتابي المليء بالمشاهد وبالزوّار. ولن يستطيع أحد أن يقف في وجه قراري التاريخي هذا، لا سيما وأن النزعة الأكثر دراماتيكيّة للعام الحالي أعطتني موافقتها...و"أنا مالي" إذا إتهمّني البعض بالنرجسيّة وجنون العظمة؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم