الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

أيّ هدايا قدّمها ترامب لبوتين بانسحابه من الاتّفاق النوويّ؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
أيّ هدايا قدّمها ترامب لبوتين بانسحابه من الاتّفاق النوويّ؟
أيّ هدايا قدّمها ترامب لبوتين بانسحابه من الاتّفاق النوويّ؟
A+ A-

سياسيّاً، تسبّب قرار ترامب بزيادة الشرخ مع الأوروبّيّين وهو موقف ترتاح له موسكو طالما أنّه يضعف التحالف الغربيّ الذي لطالما يره الكرملين مهدّداً للمصالح الروسيّة. على المستوى السياسيّ أيضاً، ساهم خروج الولايات المتّحدة من الاتّفاق في إعادة بعض الحرارة إلى العلاقات الأوروبّيّة الروسيّة. وتشكّل موسكو أحد الممرّات الضروريّة لإبقاء الاتّفاق حيّاً وفقاً لصيغته المستقبليّة المرتقبة ضمن مجموعة 4+1.


"الأوروبّيّون مستاؤون حقّاً"

في جانب من جوانبها المتعدّدة، صبّت زيارات المسؤولين الأوروبّيّين إلى #روسيا خلال الفترة الأخيرة في هذا الإطار. وزير الخارجيّة الألمانيّ هايكو ماس توجّه إلى #موسكو أوائل شهر أيّار والتقى بنظيره الروسيّ سيرغي #لافروف. وفي الثامن عشر من الشهر نفسه، سافرت المستشارة الألمانيّة أنجيلا #ميركل إلى سوتشي وأجرت محادثات مع الرئيس فلاديمير #بوتين. وبعد أقلّ من أسبوعين، توجّه الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون إلى سانت بطرسبورغ والتقى أيضاً بالرئيس الروسيّ على هامش المنتدى الاقتصاديّ الذي استضافته المدينة. وأثبتت هذه الحركة الديبلوماسيّة أنّه سيكون للكرملين دور سياسيّ بارز في فترة ما بعد الانسحاب الأميركيّ من الاتّفاق النوويّ.




"هذا في بعض الجوانب انتصار لروسيا"، يقول مراقب شؤون الشرق الأوسط ورئيس "مؤسّسة الحوار والحضارات" في موسكو ألكسي مالاشنكو في حديث إلى "إذاعة صوت أميركا". وأضاف: "قد لا يكون لروسيا أي تأثير على الولايات المتّحدة وقرارها في مغادرة الاتّفاق النوويّ، لكن لديها الآن موقف موحّد مع أوروبّا والاتّحاد الأوروبّي". وأشار مالاشنكو إلى أنّ قرار ترامب بتجاهل نداءات حلفائه التقليديّين مثل #ألمانيا و #فرنسا للبقاء في الاتّفاق حقّق ما كان يفكّر فيه بوتين طويلاً لكنّه لم يكن قادراً على تحقيقه: شقاق عابر للأطلسيّ. "استمع ترامب لماكرون وميركل وأظهر أنّه لا يأبه (لرأيهما). الأوروبّيّون مستاؤون حقّاً هذه المرّة".


فرصة العمر؟

ستعمل روسيا في هذه المرحلة على استثمار الاستياء الأوروبّي إلى أقصى الحدود. وقد يكون شعور بروكسيل السلبيّ المتنامي تجاه واشنطن "فرصة العمر" للرئيس الروسيّ في ولايته الرابعة والتي قد تكون الأخيرة بحسب ما لمّح إليه في حديث سابق إلى شبكة "أن بي سي" الأميركيّة في آذار الماضي. يرى سوشنتسوف أنّ الخطاب الروسي هو الأقلّ حدّة في إدانة القرار الأميركيّ. "كانت موسكو تناضل (للوصول إلى) التعدّديّة القطبيّة – وها هي هنا. كل دولة (تعالج مشاكلها) منفردة". ومع ذلك، قد يكون "انتصار" موسكو السياسيّ جزءاً صغيراً من نتائج انسحاب واشنطن من الاتّفاق النوويّ. وإذا تمّت مقاربة هذه النتائج من حيث تأثيرها الاقتصاديّ على موسكو، قد يصبح هذا "الانتصار" أكبر.




أعقب الانسحاب الأميركيّ من الاتّفاق النووي، ارتفاع أسعار النفط العالميّة ويُرجّح لهذا الواقع أن يكون له نتائج بارزة على الاقتصاد الروسيّ. يشير موقع "إنفستوبيديا" إلى أنّ صادرات النفط والغاز الروسيّة تؤمّن أكثر من 30% من الناتج الإجماليّ المحلّي للبلاد. فبين حزيران وكانون الأوّل 2014، فترة بداية انهيار أسعار النفط العالميّة، تدهورت قيمة الروبل بحوالي 59% بالنسبة إلى الدولار الأميركيّ. وفي بداية 2015، كان لروسيا وأوكرانيا تعادل القوّة الشرائيّة الأضعف بالنسبة إلى الولايات المتّحدة أو أيّ دولة في العالم، بحسب المرجع نفسه. "بالنسبة إلى روسيا، إنّه واقع مؤسف حين تنخفض أسعار النفط". وهذا يفترض بطبيعة الحال أن ارتفاع هذه الأسعار يشكّل أخباراً إيجابيّة لموسكو، وربّما أكثر.


مكاسب قريبة وبعيدة المدى ... ولكن

رأت إليزابيث بوشانان، باحثة في مركز الدراسات الأوروبّيّة التابع للجامعة الأستراليّة الوطنيّة وخبيرة في شؤون الطاقة، أنّ قرار ترامب قد يجعل روسيا دولة "ثريّة". وكتبت في صحيفة "ذا موسكو تايمس" أنّه من المنطقيّ توقّع ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل في نهاية 2018 الأمر الذي يحيي اقتصاديّاً منطقة بحر بارنتس الغنيّة بالنفط والتي تشكّل حجر الأساس لقاعدة روسيا الاقتصاديّة المستقبليّة. هذا على مستوى المكاسب البعيدة المدى. أمّا عن تلك التي سيجنيها بوتين في المدى المنظور فتكتب أنّه سيتمتّع بمزيد من النفوذ في التفاوض مع الإيرانيّين حول مشاريع الطاقة المشتركة. "موسكو هي الآن في موقف أقوى لإملاء شروط إنفاق الأصول المتبقّية التي تساوي 26 مليار دولار والتي خصّصها بوتين للاستثمار في قطاع الطاقة الإيرانيّ".

لكن بالمقابل، يمكن أن يكون هنالك تأثيرات سلبيّة لارتفاع أسعار النفط في المستقبل القريب بحسب ما قاله إيلين وولد، خبير في الشؤون النفطيّة لموقع "فايس" الأميركيّ: "قد تخبّئ أسعار نفط أعلى العديد من المشاكل الاقتصاديّة لروسيا. يمكنها أن تجعل الاقتصاد الروسي يبدو كأنّه يبلي أفضل بكثير، في وقت لا يزال يعاني من مشاكل". يضاف إلى ذلك أنّ ارتفاع أسعار النفط قد يدفع الكرملين إلى إبطاء خطط تنويع الاقتصاد، بحسب ما أعلنه للموقع نفسه دايفد سزاكونيي، بروفسور يدرس الشؤون الروسيّة في جامعة جورج واشنطن.















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم