الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

أرقام جيّدة للمجتمع المدني... شكوك وطعون

المصدر: "النهار" -
ندى أيوب
أرقام جيّدة للمجتمع المدني... شكوك وطعون
أرقام جيّدة للمجتمع المدني... شكوك وطعون
A+ A-

رست بورصة نتائج الانتخابات النيابية على خرق وحيد لما اصطلح على تسميته "المجمتع المدني" أو لوائح قوى الاعتراض. مقعد الأرمن الأرثوذوكس كان جسر العبور الوحيد لتلك القوى نحو الندوة البرلمانية، وعنه ستمثل الفائزة بولا يعقوبيان تحالف "كلنا وطني". صحيح أن آمال القوى التغييرية بالحصول على تمثيل نيابي أكبر لم تترجم في صناديق الإقتراع، إلا أن بعض اللوائح وفي غير دائرة حققت أرقاماً لافتة فاجأت الخبراء. ومع تشكيكِ أكثر من مجموعةٍ بالنتائج متهمةً السلطة بـ"التزوير"، وتأخر وزارة الداخلية والبلديات في اعلان نتائج المرشحين كافة، يتعزز احتمال أن تكون قوى الاعتراض قد حققت نتائج أكثر من تلك المُعلَنَة، ويحق بالتالي طرح علامات استفهام كبيرة.


بين اللافت والجيد والممتاز 

للمرة الأولى في تاريخ لبنان تُخاضُ معركةٌ انتخابية بمشاركة قوى من خارج الاصطفافات السياسية والطائفية التقليدية. وهنا قراءة لنتائج بعض المجموعات في عدد من الدوائر. نتائج تراوحت بحسب الخبير الانتخابي عبده سعد بين "الممتازة" في بيروت الأولى حيث اثمرت عن الفوز بمقعد، و"مفاجئة" في الشوف – عاليه بعد أن حصد "كلنا وطني" 9987 صوتاً في عرين الجنبلاطيين الى جانب خوض معظم الأحزاب المسيحية للمعركة الانتخابية ووجود أكبر حزب سني "تيار المستقبل" أيضاً في الدائرة. نتيجة "جيدة جداً" كادت أن تلامس الحاصل الانتخابي الذي بلغ نحو 12 ألف صوت، ولو تحالفت لائحة "كلنا وطني" مع لائحة "مدنية" عن الدائرة نفسها والتي نالت 2916 صوتاً لكان "المجتمع المدني" قد تمثل بنائب ثانٍ. 


6174 صوتاً هي حصة لائحة "كلنا بيروت" في دائرة بيروت الثانية، "نتيجة جيدة ولافتة" بحسب سعد وتؤسس لمرحلة مقبلة. أما في دائرتي بعبدا ("كلنا وطني" 4992 صوتاً) والمتن ("كلنا وطني" 5027 صوتاً) فالنتيجة كذلك "جيدة بالنسبة الى عدد المقترعين". وختام الجولة كان في دائرة الجنوب الثالثة حيث نالت لائحة "صوت واحد للتغيير" 5895 صوتاً ما اعتبره سعد "رقماً جيداً بالنسبة للحزب الشيوعي في الجنوب".

وفي حديثه لـ"النهار" يرى سعد أن "لقوى الاعتراض الخارجة عن الاصطفافات الطائفية فرصة جدية في حال تم تطوير القانون النسبي ليصبح لبنان دائرة واحدة، كون ذلك يعطي حقاً للأقليات السياسية كلها بالتمثيل". ويضيف "لو كان الأمر كذلك في هذه الانتخابات وفي ظل هذه النتائج، كانت ستشكل قوى الاعتراض كتلة جيدة". 


"لسنا غرباء..."

نالت لائحة "معاً نحو التغيير" ثقة 11500 صوت جنوبي. رقمٌ إن دلّ على شيء فهو يدلّ على "أننا لسنا أقوياء لكننا لسنا غرباء" على حدِ قول مدير الحملة الانتخابية للائحة حسّان الزين، الذي يشير لـ"النهار" أنه "رقم تأسيسي يدعو للتفاؤل والبناء عليه لاستحقاقات قادمة شرط تحسين الأداء وتصحيح الأخطاء". "القوى السياسية خاضت استحقاقاً سياسياً على المذهب والمقاومة ومنعت المنافسة على البرامج بتجييشها أنها تواجه معركة وجود، فكان هذا الرقم الذي استطعنا تحقيقه في ظل المناخ السائد، وهو تأكيد على وجودنا". وبرأي سعد، فالنتيجة جيدة، إلا أنها تبقى في إطار اكتساح "حركة أمل" و"حزب الله". 

أرقام لافتة 

ومن الأمور اللافتة في انتخابات 2018 أن المرشحة ماغي عون عن لائحة "المجتمع المدني" في دائرة البقاع الثانية نالت 847 صوتاً بحسب ماكينتي "المستقبل" و"حزب الله" وتخطت بذلك الأصوات التي نالها النائب أمين وهبة المرشح على لائحة تحالف "المستقبل – الاشتراكي" ونفس عدد الأصوات التي حصل عليها مرشح تحالف "حزب الله - أمل – مراد" ناجي غانم. أرقام شجعت عون على الاستمرار في الطريق الذي بدأته وخوض الاستحقاقات المقبلة بحسب ما أكدت لـ"النهار". 

شكوكُ وطعون

يحضّر تحالف "كلنا وطني" ملفاً للطعن في نتائج دائرة الشوف–عاليه وبيروت الأولى. ويقول الناشط وديع الأسمر عن التحالف أن "العملية الانتخابية تخللتها شوائب ومخالفات كثيرة وتحديداً في بيروت الأولى حيث وردت للتحالف معلومات عن فوز المرشحة جمانة حداد وتغيرت النتيجة في اليوم الثاني، وسنترك للمجلس الدستوري أولوية الإجابة عن تساؤولاتنا". لم يشعر ناشطو "كلنا وطني" بخيبة أمل يؤكد الأسمر، ويشير الى أن "التحالف يعمل على خيار سياسي والتجربة الاولى كانت جيدة وركيزة لاستحقاقات لاحقة". 


كذلك تعدُّ لائحة "صوت الناس" ملفها الخاص والتجاوزات القانونية التي ولدت لديهم شكوكاً بنزاهة العملية الانتخابية للسير في طعن بنتائج بيروت الثانية بحسب ما يؤكد أحد مرشحيها عمر واكيم. وبموازاة ذلك عُقِدَ اجتماع بالأمس ضم مكنات اللوائح المعارضة التي خاضت الانتخابات في بيروت الثانية بهدف التعاون حول امكانية تبادل المعلومات بينها للسير في الطعون. 

ومن التجاوزات يعطي واكيم مثالا على ان "تصاريح بعض المندوبين لم تصدر، وتصاريح أخرى سلمت يوم الانتخاب ظهراً. اضافة الى أنه في أقلام الفرز النهائي وصلت أقلام مفتوحة وأقلام بدون محاضر". واصفاً ذلك بـ"زعبرة موصوفة يسجلها التاريخ".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم