الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

حرب الروايات "الكيميائيّة" من الغوطة إلى سولزبري

حرب الروايات "الكيميائيّة" من الغوطة إلى سولزبري
حرب الروايات "الكيميائيّة" من الغوطة إلى سولزبري
A+ A-


أعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أمس، ان النظام السوري لا يزال قادراً على شن هجمات كيميائية ولكن بمستوى محدود، بعد أسبوع من ضربة أميركية وفرنسية وبريطانية رداً على هجوم كيميائي مفترض في نيسان الجاري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق. 

وصرح مدير هيئة الأركان العسكرية الاميركية المشتركة الجنرال كينيث ماكنزي بأن نظام الرئيس السوري بشار الاسد لا تزال لديه قدرات كيميائية "متبقية" في عدد من المواقع في انحاء البلاد. وأضاف أمام صحافيين في "البنتاغون": "سيتمكنون من شن هجمات محدودة في المستقبل"، مشيراً الى ان لا معلومات لديه عن التحضير لهجوم جديد. وحذر من أن "عليهم التيقظ بينما يدرسون آلية تنفيذ هذه الهجمات والقلق لأننا نراقبهم ولدينا القدرة على ضربهم مجدداً اذا دعت الحاجة الى ذلك".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت في 13 نيسان الجاري أكثر من 100 صاروخ على ثلاثة مواقع سورية بينها مركز كبير للأبحاث في دمشق رداً على هجوم كيميائي مفترض في دوما أوقع أكثر من 40 قتيلاً.

وأظهرت صور بالاقمار الاصطناعية عرضها "البنتاغون" تدمير هذه المواقع تماماً. وقال ماكنزي: "لقد حققنا مستوى النجاح الذي أردناه ضد هذه الأهداف الثلاثة... نعتقد أن هناك على الأرجح بعض الكلور ومن الممكن غاز السارين في كل هذه المواقع".

ولاحظ ان النظام السوري عاد الان الى "وضع طبيعي"، وختم: "لا أعتقد اننا أردنا تغيير التوازن الاستراتيجي في سوريا من خلال تلك الضربات بل تلقينه درساً بأنه أمر سيئ استخدام الغاز ضد النساء والاطفال".


الرد الروسي

وفي المقابل، تحدثت روسيا عن العثور على اسطوانات مصدرها المانيا تحتوي على مادة الكلور و"قنابل دخانية" بريطانية في الغوطة الشرقية.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بان "القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من المانيا... وقنابل دخانية تم تصنيعها في سولزبري (بجنوب انكلترا)".

وسولزبري هي المدينة التي تعرض فيها العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا للتسميم بغاز للاعصاب في 4 آذار الماضي. واتهمت لندن موسكو بالوقوف وراء الأمر، بينما تصر روسيا على ان لا يد لها فيه وتندد بـ"استفزاز".

وانتقدت روسيا مراراً في الايام الاخيرة "اخراجاً" للفصائل المعارضة للهجوم المفترض في 7 نيسان في دوما الذي أوقع 40 قتيلاً على الاقل بحسب أجهزة الاسعاف.

ونشرت روسيا الاربعاء ما قالت انه شهادة فتى سوري أكد المشاركة في "اخراج" للهجوم قامت به الفصائل المعارضة.

كما أعلنت روسيا الاربعاء العثور على "مختبر كيميائي ومستودع لمواد كيميائية" في دوما، فيه مواد تستخدم في تصنيع الكبريت وغاز الخردل بالاضافة الى اسطوانة للكلور. وكانت موسكو أعلنت في الثالث من اذار العثور على "مختبر تحت الارض لتصنيع مواد سامة بشكل يدوي" في سوريا. كما أعلنت في الـ14 منه العثور على "مختبر آخر" في بلدة افتريس في الغوطة الشرقية.

ولا يزال يتعذر على فريق الامم المتحدة المكلف التحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض التوجه الى المكان لأسباب أمنية. كما تعرضت مهمة استطلاع للأمم المتحدة لاطلاق نار قبل أيام.

واتهمت وزارة الخارجية الأميركية روسيا وسوريا بمحاولة "تطهير" موقع الهجوم الكيميائي المفترض.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن مقاتلي المعارضة السورية يمنعون مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى دوما. ويواصل مجلس الأمن عقد جلسات في محاولة للتوصل الى اتفاق بين روسيا والدول الغربية على مسودة مشروع قرار يتعلق بسوريا وخصوصاً آلية جديدة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي.

وعلى صعيد آخر، كشفت الخارجية الروسية ن لديها معلومات تؤكد أن "الإرهابيين" في جنوب سوريا يعملون على إقامة نظام حكم ذاتي في المنطقة في إشراف الولايات المتحدة. وقالت زاخاروفا: "لقد رأيت التقارير في هذا الشأن ويمكنني أن أفيد أننا أيضاً نملك هذه المعلومات، وهي تتوافق مع الحقيقة ونحن نرصد هذه التحركات".


لقاء عسكري روسي - أطلسي

وفي مسعى لاحتواء التوترات بين روسيا والغرب الناجمة عن الوضع في سوريا ومناطق أخرى من العالم، التقى رئيس الاركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال كيرتس سكاباروتي وجهاً لوجه في اجتماع نادر من نوعه في باكو عاصمة جمهورية اذربيجان السوفياتية السابقة.

وقال حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع الروسية في بيانين منفصلين، إنهما بحثا في الاجتماع في مناورات عسكرية وتحركات للقوات، إذ يتهم كل طرف الآخر بنشر قوات على نحو يمثل خطراً في دول البلطيق وشرق أوروبا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية إن سكاباروتي وغيراسيموف، بحثا في "شؤون حلف شمال الأطلسي والنشاطات العسكرية الروسية في أوروبا".

وقال الحلف إن الاجتماع "تركز على قضايا تتعلق بالوضع العسكري والتدريبات" وهو تعبير دفاعي يقصد به كيفية تجنب حوادث عسكرية قد تؤدي إلى حرب. وأضاف: "اغتنم القائدان العسكريان الفرصة... لتعزيز الشفافية والقدرة على توقع (الأحداث)".

وقال الجانب الروسي إن المسؤولين تحدثا كذلك عن الحرب الأهلية الدائرة منذ سبع سنوات في سوريا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر من أن شن ضربات أخرى على سوريا من شأنه أن يثير فوضى عالمية.  

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم