لطالما شكلت الرياضة عنصراً أساسياً في توطيد العلاقات السلمية بين البلدان والشعوب، وتحولت من مساحة لملء الفراغ ووسيلة للحفاظ على الصحة النفسية والبدنية، الى صناعة تستثمر فيها الملايين على المستويين الفردي والدولي.
وعالم الرياضة واسع الأفق لا يحتاج الى لغة موحدة بين الأمم سوى لغة التنافس الشريف والروح الرياضية. ويوفر فرصاً قوية لإرساء العلاقات الوطيدة بين الدول من خلال المسابقات الدولية والألعاب الاولمبية التي تحولت في كثير من الحالات مناسبة لنزع فتيل التوتر بين الدول، ولبناء جسور عابرة للحدود والطوائف والمذاهب.
ولكي تكون الرياضة شريكة في بناء الوطن على الدولة أن تعيرها العناية من خلال دعمها ومساعدة نشرها وتأمين مستلزمات النجاح لها من خلال المنشآت المتطورة والكوادر التدريبية المتخصصة والقيادات الادارية الخبيرة.
وطن على صورة الرياضيين، هو وطن مجتمعه يملك قوة تغييرية. فالمجتمع الرياضي هو مجتمع في غالبيته منفتح يؤمن بالتعددية وبالروح الرياضية. مجتمع يخسر من دون انكسار، وينتصر من دون غرور. مجتمع يتقبل الآخر ويحترمه. مجتمع يرفض الفساد والتلاعب والرشوة. ولكن للوصول الى هذا المجتمع ولكي تصبح هذه المفاهيم والقناعات ثابتة وراسخة، لا بد من اعادة مادة التربية المدنية الى المنهاج الرسمي، وأن تتحول الرياضة البدنية الى مادة اساسية في المنهاج الرسمي التربوي، وان يقرّ قانون احتراف يحمي اللاعب ويحفظ حقوقه وحقوق النادي على حد سواء، وان يزداد عدد المنشآت الرياضية، وان يوفر التمويل للابطال لتحقيق الميداليات والكؤوس، وان توضع استراتيجية شاملة لبناء جيل رياضي يكون الحجر الاساس في بناء وطن على شاكلته.