السبت - 11 أيار 2024

إعلان

توفيا بعد 48 ساعة من إصابتهما بالإنفلونزا... والسبب تعفن الدم!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
توفيا بعد 48 ساعة من إصابتهما بالإنفلونزا... والسبب تعفن الدم!
توفيا بعد 48 ساعة من إصابتهما بالإنفلونزا... والسبب تعفن الدم!
A+ A-


توفي كل من الفتى ديلان داي ابن 12 سنة والشابة بريت (20 عاما) بعد 48 ساعة من إصابتهما بالإنفلونزا "أ" و"ب"... أعراض بسيطة تحوّلت في غضون ساعات الى قاتلة بسبب مرض تعفن الدم. قصتان متشابهتان انتهت بطريقة مأسوية، فما هو مرض تعفن الدم؟ وكيف يمكن تشخيصه وتمييزه عن أعراض الYنفلونزا؟ وكيف يمكن علاجه قبل ان يُسبب الوفاة؟  

نُقل ديلان داي (12سنة) إلى الطبيب العام بعد أن شعر بصداع قوي والتهاب في الحلق. ولكن، في غضون ساعات، تم نقله إلى مستشفى ألدرهاي في ليفربول بسيارة إسعاف بعدما أصبح تنفسه غير منتظم وازدادت حالته سوءاً، لتلقي العلاج المتخصص. فتبيّن أنّه أصيب بفيروس انفلونزا "ب" التي تسبّبت بإصابته بمرض تعفّن الدم، وتالياً وفاته، بحسب ما ذكر موقع "ميرور" البريطاني.

 وعلقت والدة ديلان، سارة :"حدث كل شيء بسرعة كبيرة. حاولنا القيام بكل ما نستطيع القيام به لمعالجته، لكنّ المرض سيطر عليه". وتحضّ سارة الآباء والأمهات على الاطلاع أكثر على أعراض مرض تعفّن الدم والانفلوانزا، لحماية أبنائهم ومعالجتهم بأسرع وقت ممكن.  

 من ألم في الحلق...الى الوفاة 

في حين عانت بريت آلاماً حادّة في الحلق، فقلقت والدتها كثيراً. لكنّ بريت تناولت بعض الأدوية من دون وصفة طبية، وطمأنت والدتها. إلّا أنّ أعراض المرض عادت في اليوم التالي، وعند الظهيرة، لم تستيقظ بريت ولم يكن في جسدها نبض. فاتصلت والدتها على الفور بالإسعاف ونقلت إلى المستشفى.

تمكّن الأطباء من إعادة النبض إلى بريت، وأمروا بنقلها إلى مستشفى في مدينة سو فولز في ولاية داكوتا الجنوبية. لكنّ حالة بريت ازدادت سوءاً في المستشفى في سو فولز، وأكّد الأطباء أنّها مصابة بفيروس إنفلوانزا "أ" التي تصيب بشكل خاص الطيور وبعض أنواع الثدييات، إضافة إلى تعفّن الدم الذي يؤدي إلى فشل الأعضاء.

حاول الأطباء معالجة وضعها، لكنّ قلبها توقّف مرتين في غضون دقائق. فأجبرت عائلتها على اتخاذ قرار قاس بإيقاف محاولات إنقاذ حياتها. وعبّرت والدتها بحزن:" لم تظهر أي أعراض مرض على بريت. شابة نشيطة وبصحة جيّدة، تفارق الحياة فجأة خلال 48 ساعة. سيطر مرض تعفّن الدم على جسدها".

اقرأ ايضاً: مشاهير أصابتهم "الذئبة الحمامية"... أعراضه مشابهة لأمراض عدة وتشخيصه صعب!

 بكتيريا خطيرة ومقاومة  


تشرح الاختصاصية في الطب الداخلي وأمراض المناعة السريرية ديزي سماحة ان " تعفن الدم او ما يُعرف بالـ Septicemia يعني اصابة الشخص ببكتيريا تصل الى الدم بدل ان تُسبب التهاباً في عضو معين وتالياً يؤدي الى التهاب بالدم. اسباب كثيرة تجعلنا نصاب بها واهمها الإصابة ببكتيريا خطيرة (تختلف كل بكتيريا عن غيرها لكن خطورتها تكون بحسب شكلها ولونها ومدى مقاومتها...) ومنها " streptococcus" و "E.coli" و" pseudomonas"... إلخ. 

كيف يمكن الاصابة بهذه البكتيريا؟ برأي سماحة ان "البكتيريا تكون في كل مكان وقد يكون التهاباً في الرئة ليتحول في ما بعد الى التهاب في الدم في حال وصلت البكتيريا الى الدم. من المهم ان نعرف ان اي التهاب في البول او الرئة او المصران يمكن ان يتحول الى التهاب في الدم والانتقال من التهاب في عضو معين الى التهاب في الدم.

أحياناً يؤثر بعض العوامل على زيادة خطورة الإصابة بإلتهاب الدم كالخضوع لزرع الأسنان حيث تمر البكتيريا من الاسنان الى الدم او عند الأشخاص الذين لديهم جسم غريب (مصل- جسم اصطناعي...).

 تعفن الدم... أهمية التشخيص المبكر 

اما خطورة مرض تعفن الدم تكمن في انها قاتلة في حال لم تُشخص باكراً وفق الاختصاصية في الطب الداخلي وأمراض المناعة السريرية التي تضيف "احياناً تُسبب الفيروسات كالإنفلونزا بإلتهاب رئوي يُضعف الرئة والمناعة حيث تنجح البكتيريا بإجتياز الرئة والمرور بالدم وتالياً التسبب بتعفن الدم".

لكن ماذا عن اعراضها الشبيهة بأعراض الانفلونزا وغيرها من الأمراض الاخرى، تشدد سماحة على ان "اعراضها تختلف بين شخص وآخر بحسب مكان الإلتهاب (لتهاب رئة- بول – مصران) وقد يعاني المريض بداية من سعال، حرارة، دقات قلب سريعة، تعب... وتتحول الى اعراض خطيرة بحيث يشكو المريض من عدم التركيز والنعاس وانخفاض الضغط وعدم انتظام في دقات القلب.


لذلك من المهم كما تقول سماحة التشخيص المبكر حتى نتمكن من التدخل سريعاً وعلاجه. ويقتصر العلاج على المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا وسمومها في جسم المريض. لكن علينا ان نعرف ان حالة المريض العامة وتاريخه الطبي وعمره كلها عوامل مؤثرة في خطر الإصابة بهذا المرض مقارنة بغيرها.  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم