الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

كيف تنظر إيران الى عودة الحريري وما الصيغة التي تراها مناسبة للتسوية اللبنانية؟

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
كيف تنظر إيران الى عودة الحريري وما الصيغة التي تراها مناسبة للتسوية اللبنانية؟
كيف تنظر إيران الى عودة الحريري وما الصيغة التي تراها مناسبة للتسوية اللبنانية؟
A+ A-

واذا كان تصريح الجعفري يأخذ بعداً اقليمياً أكثر منه لبنانياً، فإلى اي مدى يكمن ان يساهم في تحصين شروط "حزب الله" في اطار التسوية المرتقب نسجها؟

يتفرّع هذا التساؤل الى مجموعة أجوبة متكاملة تلخّص موقف ايران من التطوّرات السياسية الأخيرة عقب تقديم الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية وحتى عودته الى بيروت وفي يده يلوّح بورقة بيضاء، لا بد ان تمرغ بحبر تسويةٍ جديدة. الموقف الايراني تعبّر عنه لـ "النهار" أوساط ايرانية على تواصل مع وزارة الخارجية الايرانية. وتفنّد الأوساط الموقف الايراني في عدّة بنود مترابطة ومتلاحقة، وهي كالآتي:

ـ تقف ايران الى جانب "حزب الله" في السلم كما في الحرب. وتعتبر ان سلاح "حزب الله" موجه ضد اسرائيل ما يجعلها تدعم اي حركة تتبنى برنامجاً لمواجهة الدولة العبرية. فيما الاحتفاظ بسلاح "حزب الله" موضوع يقارب على أساس مستويات عدة، لا مستوى واحد.

ـ ترى ايران ان أراضي لبنانية لا تزال ترزح تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي ما يجعلها تواجه الأطماع الاسرائيلية.

ـ تناول اللقاء الأخير الذي عقد بين الحريري ومستشار المرشد الايراني علي أكبر ولايتي وقوف ايران الى جانب الحكومة اللبنانية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار. وهذا الموقف ينال اجماع الايرانيين. والجميع يعلم ان ايران ساهمت في انتخاب الحريري رئيساً للحكومة.

ترحّب المواقف الايرانية بعودة الحريري الى لبنان وتشجع على قيام حوار بين الأطراف اللبنانيين، وهي لم تدخل طرفا في الجدل الحاصل. وهذا ما أكدته المكالمة الهاتفية التي دارت بين الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي أكد فيها روحاني على الترحيب بخطوة عودة الحريري والتفاهم مع الأطراف الأخرى.

ـ تعتقد ايران بضرورة ان تتسلّح الحكومة اللبنانية بالقوة من خلال التفاعل بين كلّ مكونات الحكومة اللبنانية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار الداخليين.

الحل اللبناني ـ الاقليمي

من المنطقي القول ان التسوية اللبنانية مرتبطة بشيءٍ او بآخر بتسوية اقليمية. هذا ان لم تكن مرتبطة وثيقاً بتسوية اقليمية. حتى ان بعض ردود الفعل التي تنتشر كالنار في الهشيم في الداخل اللبناني تتساءل عن جدوى التفاوض بين الحريري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله اذا كانت الانقسامات الايرانية السعودية عمودية ولا تتلاقى.

يؤيد مدير المركز العربي للدراسات الايرانية الدكتور الايراني محمد صالح صدقيان لجوء ايران والسعودية الى طاولة الحوار هو بمثابة مفتاح حل له انعكاسات ايجابية على الداخل اللبناني.

ويقول صدقيان لـ "النهار" إنه "لا بد من وضع المصالح قيد المفاوضات في سبيل تحقيق اتفاق ما. والعالم المتقدم يسبقنا في هذا الاطار. ولكننا للأسف نتحاور على صفحات الجرائد والاذاعات والقنوات التلفزيونية. انا من الشخصيات الايرانية التي كانت تطالب بجلوس الرياض وطهران الى طاولة المفاوضات. حتى ان الرئيس روحاني كان قد وصف السعودية بأنها دولة كبيرة في هذه المنطقة. وقال انه يريد ان يبادلها أفضل العلاقات. حصل ذلك سنة 2013 عقب وصوله الى السلطة بعيد الانتخابات الرئاسية الاولى".


ما الذي يمنع ايران والسعودية من التحاور؟ يقول صدقيان على ان شخصيات ايرانية في وزارة الخارجية زارت السعودية، منها وزير الخارجية السابق علي أكبر صالحي الذي زار المملكة مرتين. ولكن، وفي رأيه، الحكومة الايرانية لم تستطع فتح الحوار اثر التشبث السعودي الذي يسعى الى منع تدخل ايران في المنطقة، فضلاً عن عدم رغبة المملكة بالتحاور. فيما ايران تملك تجربة في هذا السياق، اذ انها جلست مع أكبر ستة دول في العالم واستطاعت ان تحقق ما تريده على اساس معادلة رابح ـ رابح، ما ساهم في التوصل الى اتفاق يرضي الدول الغربية وايران على حدٍّ سواء.

برأيك، ما هي الأسباب التي تمنع السعودية من الجلوس الى طاولة الحوار؟ يجيب صدقيان انها "قد تقرأ تفوقاً عسكرياً وسياسياً لايران في سوريا والعراق ولبنان، وأعتقد انها تخشى من ان يؤثّر التفوق الايراني على المفاوضات. ولكن الجلوس الى الطاولة لا يعني الاعتراف بالآخر بل السعي لتحقيق مصالح شخصية من طريق التفاوض. لنجلس، ويمكن ان نصل. وان لم نصل، المهم ان نجلس معا، لأن ايران لديها الرغبة في التفاوض".

وعن التوصل الى حد أدنى من التفاهم بين الدولتين، يقول: "انه كافٍ لاخماد الكثير من نيران التأزيم والتصعيد في المنطقة بدءاً من لبنان. والحوار يؤثر ايجاباً على الاوضاع المعيشية للمواطن العربي". ويعقّب: "اذا كانت ايران والسعودية ستجلسان الى طاولة عاجلا ام آجلا بعد سنوات، فلماذا لا نجلس الآن وفق صيغة رابح ـ رابح"؟

بن سلمان

كلام صدقيان عن حوار ايراني - سعودي لا بد منه ولو بعد 5 سنوات أو أكثر، يطرح تساؤلات حول نظرة ايران الى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. "تعتقد النخب السياسية في ايران ان القيادة السعودية كانت هرمة ومتكلفة ويجب تجديدها. لكنها ترحّب بالسعودية الجديدة التي يريد ادارتها الأمير محمد بن سلمان". هذا ما يؤكّده صدقيان مستنداً الى ما قاله له أحد المسؤولين في الخارجية الايرانية صراحة: "اننا نرحب بسعودية جديدة تستطيع ان تتعايش مع كافة دول المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار في الاقليم. ورغم الترحيب الايراني بالاصلاحات التي تتم داخل السعودية الا ان ما يهم ايران هو السياسة السعودية الخارجية".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم