عندما أسلم اليهود يسوع إلى بيلاطس، سأله بيلاطس: "أملك اليهود أنت؟" أجابه يسوع: "إنّ مملكتي ليست من هذا العالم". فسأله من جديد بيلاطس: "أنت إذن ملك؟" فقال له يسوع: "أنتَ قلتَ. إنّي ملك. وإنّي لهذا وُلدتُ ولهذا جئتُ إلى العالم: أن أشهدَ للحقّ. فكلّ من كان من أهل الحقّ يسمع صوتي" (يوحنا 33:18-37). كثيرًا ما يتساءل الناس عن معنى الحياة. في قول يسوع: "لهذا وُلدتُ ولهذا جئتُ إلى العالم: أن أشهدَ للحقّ"، جواب عن هذا السؤال. الشهادة للحقّ تعطي معنى لحياة الإنسان. فالصراع منذ بدء الخليقة هو صراع بين الحقيقة والضلال، وكلّ الأنبياء جاؤوا ليبشّروا بالحقيقة ويشهدوا لها في كلامهم وفي حياتهم. لقد أحبّوا الحقيقة حتى صارت جزءًا مكوّنًا لإنسانيّتهم، وهم مستعدّون للموت في سبيلها. إنّ الذين يموتون في سبيل الحقيقة نعدّهم شهداء. فإن ماتوا في سبيل إيمانهم، نعدّهم شهداء الإيمان، وإن ماتوا في سبيل الوطن، نعدّهم شهداء الوطن. وفي كلتا الشهادتين يموتون هم، لكنّ الحقيقة التي ماتوا من أجلها تبقى، وفي بقائها، تستمرّ حياتهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول