الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

الدول الغربية لفرض "أقسى العقوبات" على كوريا الشمالية...الصين وروسيا تطالبان بالحوار لتجنب الإنزلاق الى حرب

المصدر: "النهار"
نيويورك - علي بردى
الدول الغربية لفرض "أقسى العقوبات" على كوريا الشمالية...الصين وروسيا تطالبان بالحوار لتجنب الإنزلاق الى حرب
الدول الغربية لفرض "أقسى العقوبات" على كوريا الشمالية...الصين وروسيا تطالبان بالحوار لتجنب الإنزلاق الى حرب
A+ A-

تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تقدم الأسبوع المقبل مشروع قرار يفرض "أشد الإجراءات العقابية" في مجلس الأمن على كوريا الشمالية رداً على تجربتها النووية الأخيرة. واتهمت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنه "يتوسل الحرب". فيما حذر نظيرها الصيني ليو جيي من أن بلاده "لن تسمح بالفوضى والحرب" في شبه الجزيرة الكورية. وطالب المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا بالعودة الى الحوار لتسوية الأزمة.

وعلى رغم اجماع أعضاء مجلس الأمن على التنديد بشدة بالتجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، ظهرت تباينات بين أعضاء مجلس الأمن على طريقة التعامل مع انتهاكات بيونغ يانغ لقرارات المجتمع الدولي. وأفاد ديبلوماسيون غربيون أن مجلس الأمن يمكنه فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية تشمل وقف صادراتها من النسيج الى الخارج، ومنع واردات النفط من الصين اليها وحظر التحويلات المالية من العمالة الكورية الشمالية في الخارج، وخصوصاً في روسيا. غير أن الصين وروسيا يمكن أن تعترضا على "خنق كوريا الشمالية". وتركزان على الحوار لتسوية الأزمة.

وفي مستهل الجلسة الطارئة العلنية التي عقدها مجلس الأمن أمس - على رغم عطلة عيد العمل الأميركي - بطلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس "يعول على بقاء مجلس الأمن موحداً وعلى القيام بالعمل المناسب"، مضيفاً أن "التطورات الخطرة الأخيرة تتطلب رداً شاملاً من أجل كسر حلقة الإستفزازات من كوريا الشمالية". واستدرك أن "الرد يجب أن يتضمن ديبلوماسية حكيمة وجريئة لكي يكون فاعلاً".

وتبعته المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي قالت: "كفى يعني كفى... لقد حان الوقت لاستنفاد كل الوسائل الديبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة، وهذا يعني بسرعة اتخاذ أشد الإجراءات الممكنة هنا في مجلس الأمن"، موضحة أن "أشد العقوبات هي التي ستمكننا فحسب من حل هذه المشكلة عن طريق الديبلوماسية". وأضافت أن "الفكرة التي اقترحها البعض لما يسمى تجميد مقابل التجميد مهينة". ورأت أنه "عندما يكون لدى نظام مارق سلاح نووي وصواريخ عابرة للقارات موجهة نحوك، لا تتخذ خطوات لخفض الإحتراس. لا أحد يفعل ذلك. نحن بالتأكيد لن نفعل ذلك". واعتبرت أن "هذه الأزمة تتجاوز الأمم المتحدة"، منبهة الى أن "الولايات المتحدة ستنظر الى كل بلد يقوم بأعمال تجارية مع كوريا الشمالية كبلد يقدم المعونة لنياته النووية المتهورة والخطرة". واتهمت كوريا الشمالية بأنه "تتوسل الحرب". وإذ شددت على أن بلادها "لا تريد الحرب"، استدركت أن "صبر بلدنا ليس غير محدود. وسندافع عن حلفائنا وعن أراضينا". وحذرت من أن "الأخطار لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك. إن الحاجة ملحة الآن. إن 24 عاماً من أنصاف التدابير والمحادثات الفاشلة تكفي".

واعتبر المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن "التهديد تغيّر من كونه اقليمي الى عالمي، ومن محتمل الى آني، ومن خطر الى وجودي"، مطالباً "باعتماد سريع لعقوبات جديدة من مجلس الأمن". وحض على "التطبيق الحازم للغاية للعقوبات الموجودة من كل الجهات المعنية"، في إشارة الى الصين وروسيا من أجل "وضع أقسى الضغوط على النظام الكوري الشمالي".

لاحظ المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن "كوريا الشمالية تمثل تهديداً ليس فقط للإقليم الموجودة فيه بل حقاً للسلم والأمن العالميين"

وذكر المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيي بأن بلاده نددت على الفور بالتجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، داعياً بيونغ يانغ الى "وقف القيام بأعمال خاطئة"، لأن "تردي الوضع لا يتفق ومصالحها". وطالب بالعودة الى الحوار من خلال أن تأخذ كل الأطراف "على محمل الجد" اقتراح بيجينغ لما يسمى "التجميد مقابل التجميد". بيد أنه حذر من أن "الصين لن تسمح البتة بالفوضى والحرب في شبه الجزيرة" الكورية.

ونبه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الى أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تسوي المشاكل في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً أن "هناك حاجة ملحة للحفاظ على الرأس البارد والإمتناع عن أي عمل يمكن أن يصعد التوترات". وقال إن "التسوية الشاملة للمواضيع النووية وغيرها من التي تعصف بشبه الجزيرة الكورية يمكن التوصل اليها فقط من خلال القنوات الديبلوماسية السياسية، بما في ذلك عبر الإفادة من جهود الوساطة للأمين العام للأمم المتحدة".

وقال المندوب الكوري الجنوبي تشو تاي يول إن "تطلعات كوريا الشمالية الوهمية الى أن تصير دولة مسلحة نووياً صارت هي السبب الوحيد لوجود اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية"، مضيفاً أن ذلك "يجب أن ينتهي فوراً". ودعا كل الدول، بما فيها أعضاء مجلس الأمن، الى أن "تتخذ قرارات حازمة وإجراءات حاسمة لتحقيق هذه الغاية". وناشد كوريا الشمالية أن "تتوقف عن السير في طريق التدمير الذاتي" وأن "تتخذ قراراً استراتيجياً، من دون مزيد من التأخير، لسلوك مسار نزع السلاح النووي، فهو الخيار الوحيد والطريقة الصحيحة لضمان بقائها". وحذر من أن "تمسكها بالمسار الحالي للتدمير الذاتي أو إعادة توجيه نفسها نحو مسار البقاء على قيد الحياة هو خيار كوريا الشمالية وحدها".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم