الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

متى يستيقظ الرئيس حقاً؟ متى تستيقظ الجمهورية؟!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
متى يستيقظ الرئيس حقاً؟ متى تستيقظ الجمهورية؟!
متى يستيقظ الرئيس حقاً؟ متى تستيقظ الجمهورية؟!
A+ A-

عقل العويط 


يتلخص هذا المقال في موقفَين أساسيين من موضوعَين "كبيرَين" للغاية، بعد سدل الستار العسكري على معركة "فجر الجرود" التي انتصر فيها الجيش، لكنها انتهت بتأمين خروج الإرهابيين من لبنان إلى سوريا، تحت رعاية "حزب الله" المباشرة، وتحت "أنظار" الدولة اللبنانية النائمة. معاً وفي آن واحد.

تحرير الجرود، كتحرير الأرض في الجنوب والبقاع، واجبٌ وضروريّ. بل مقدّس. ليته تحقّق عندما كان ينبغي له أن يحدث. من أجل الدولة أولاً. ومن أجل الجيش ثانياً وأولاً. ومن أجل الكرامة الوطنية أولاً وثانياً وثالثاً.

ما هما هذان الموقفان؟

الموقف الأول، هو من إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم الاثنين 28 آب، معلناً انتصار اللبنانيين والسوريين على إرهابيي تنظيم "داعش" ودحرهم عن آخر حبّة تراب على الحدود اللبنانية – السورية، ومحدّداً يوم 28 آب عيد التحرير الثاني "سواء اعترفت به الحكومة اللبنانية أم لم تعترف"، وداعياً إلى الاحتفال بهذا النصر الخميس 31 آب في مدينة بعلبك.

موقفي هو هذا: لن أذهب إلى حيث يذهب الذين جيّروا الانتصار لأنفسهم، وأعلنوه بأنفسهم، من أجل الاحتفال بنصرٍ مسروقٍ من الدولة.

لن أكون مع هؤلاء.

هذه مسألة مبدئية لا تراجع عنها.

كنتُ لأذهب لو أن فخامة رئيس الجمهورية المؤتمَن على الدستور والقائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانيّة، هو الذي أعلن الانتصار باسم الدولة اللبنانية. وعندما تدارك نفسه، وأعلن متأخراً هذا الانتصار (أين كان؟!)، اليوم الأربعاء بالذات، في 30 آب 2017، في اجتماع ضمّه وقائد الجيش ووزير الدفاع، كان "اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب".

كنتُ لأذهب طوعاً وفخوراً، لو أنه، أي الرئيس، هو الذي دعا إلى هذا الاحتفال، وأيضاً باسم الدولة اللبنانية.

أما وأن الإعلان غير المسبوق بالنصر، جاء من طرفٍ لا يمثّل الدولة، ولا السلطة التنفيذية فيها، ولا عسكرها المغدور، فإني أدعو هذه الدولة اللبنانية أولاً، وسلطتها التنفيذية ثانياً، وسلطاتها الأخرى ثالثاً، وعسكرها المغدور بالطبع، ومواطني هذه الدولة، إلى عدم المشاركة في احتفالٍ، أقلّ ما يمكن أن يقال فيه إنه احتفال حزبيّ، فئوي، يأخذ من الدولة كلّ شيء، ولا يعطيها إلاّ الرماد المذرور في الأعين والعقول والقلوب.

لستُ معنياً كمواطن، بهذا الاحتفال. لأني لستُ فئوياً.

فأنا مواطن في دولة، هي الدولة اللبنانية.

وبما أن هذه الدولة منكفئة، لأسبابها المعلومة وغير المعلومة، فإني معنيّ كمواطن بتظهير هذا الانكفاء المخجل، من جهة، وبرفض أيّ حلولٍ محلّها من جهة ثانية.

كنتُ لأذهب إلى هذا الاحتفال، لو لم يحلّ معلنو الانتصار هذا، محلّ الدولة وسلطاتها وعسكرها، ولو لم يسمحوا بضمان ترحيلٍ آمنٍ ومشبوهٍ جداً للإرهابيين، من دون أن يتيحوا أمام الدولة (سارقين منها؟!) فرصة محاكمتهم على احتلال مناطق لبنانية، والقيام بأعمال إرهابية، وخطف الجنود، وتعذيبهم، وقتلهم بأبشع ما يكون القتل.

بل أخرجوا الإرهابيين (معقول؟!) بالطريقة المعروفة والمشهودة والكريمة جداً، وقد خلت من أيّ إحساسٍ بالكرامة الوطنية.

لن أشارك في احتفالٍ كهذا.

هذا موقفٌ شخصيّ بحت. لكنه موقف دولتيّ ووطنيّ. لذا أدعو المواطنين إلى الأخذ به. واعتبار كلٍ قفزٍ فوقه بمثابة إهانةٍ وطنية كبرى.

هذا بالنسبة إلى الموقف الأول، أما الموقف الثاني، فيتصل بمضمون فيديو تمّ تداوله اليوم الأربعاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر فيه السيد حسن نصرالله في 12 تشرين الأول 2016 معلناً الآتي: "الانتصار العراقي الحقيقي هو أن تُضرَب داعش وأن يُعتقَل قادتها ومقاتلوها ويُزجّ بهم في السجون ويحاكَموا محاكمة عادلة، لا أن يُفتح لهم الطريق الى سوريا. لأن وجودهم في سوريا سيشكل خطراً كبيراً على العراق قبل كل شيء".

ترى، هل العراق وسوريا ابنا ستّ، ولبنان ابن جارية، لكي يفتح "حزب الله" لقادة "داعش" وإرهابييه، الطريق الآمن لهم (إلى أين؟! إلى سوريا التي جاؤوا منها)، بدل أن تعتقلهم السلطة اللبنانية وتزجّ بهم في السجون بعد محاكمتهم محاكمة عادلة؟!

أما خلاصة الموقف الثاني فيتمثل في كشف الستار عن هذه المعادلة - الفضيحة:

الانتصار العراقي الحقيقي هو أن يُضرب "داعش".

فلماذا لا يكون الانتصار اللبناني الحقيقي، مثل الانتصار العراقي الحقيقي، بضرب "داعش" واعتقال قادته وارهابييه، "بدل تحريرهم" على يد "حزب الله" والنظام السوري؟

***

الحكومة اللبنانية، هل من حكومة لبنانية لتستيقظ؟

أما سؤال الأسئلة فهو الآتي:

متى يستيقظ الرئيس والجمهورية؟!


[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم