السبت - 04 أيار 2024

إعلان

عصيان الايام العشرة يعيد الى القدس روحها ...هكذا فك الفلسطينيون حصار الاقصى!

المصدر: "النهار"
عصيان الايام العشرة يعيد الى القدس روحها ...هكذا فك الفلسطينيون حصار الاقصى!
عصيان الايام العشرة يعيد الى القدس روحها ...هكذا فك الفلسطينيون حصار الاقصى!
A+ A-


ليست تغريد خلف، المحامية الفلسطينية المقيمة في #القدس، وحدها من شعر بفرح الانتصار المجبول بالخوف، بعد إزالة #اسرائيل البوابات الالكترونية وكاميرات المراقبة التي كانت وضعتها على مداخل #الاقصى. فمنذ منتصف الليل ساد بين المقدسيين شعور بانتصار تحركهم الذي استمر عشرة أيام. ولكن هذا الفرح شابه قلق من نيات اسرائيلية مبيتة حيالهم.

 فعلى رغم العنف الذي لجأت اليه اسرائيل لفرض اجراءاتها التعسفية، أًصر الفلسطينيون على المضي في اعتصامهم رفضاً للقيود التي تشكل اذلالاً لهم وتعدياً على مقدساتهم وحريتهم.

ضاق المقدسيون ذرعاً بالاجراءات التصاعدية التي تتخذها الدولة العبرية في حقهم. من التضييق الاجتماعي والاقتصادي، الى الخناق الامني، والتمييز العنصري، وصل بها الامر أخيراً الى اغلاق الاقصى في وجههم.

وتروي المحامية فرح لـ "النهار" في حديث عبر "فايسبوك" من القدس التطورات منذ 14 تموز عندما نصب الاسرائيليون البوابات الالكترونية، قائلة إن المقدسيين صلوا على الاسفلت في كل مواعيد الصلاة وامتنعوا عن دخول الاقصى عبر البوابات الاسرائيلية.



وخلال الاعتصام، لم تتوان اسرائيل عن استهداف طواقم الاسعاف والصحافيين، وقد سجلت اصابات في الرأس والرقبة والصدر. ومن بين المصابين الصحافية فاطمة بكري اثناء تغطيتها الاحداث الثلثاء وهي تقف الى جانب سيارات البث.


الى ذلك، أوقفت السلطات الاسرائيلية عدداً كبيراً من المعتصمين لا يزال مصيرهم مجهولاً. ورغم سقوط ثلاثة شهداء، أحدهم برصاص مستوطن، بقي الشارع المقدسي صامداً ومصراً على رفع كل القيود.

 وخلال الايام العشرة الاخيرة، زادت اسرائيل عدد جنودها والقوات الخاصة، وخصوصاً عند باب الاسباط لقمع المعتصمين، مع أن الاعتصام كان سلمياً، والمشاركين فيه اكتفوا بالصلاة.

ومع ابقاء البوابات الالكترونية، راح عدد المعتصمين يزداد يومياً ووصل الى الالاف، في رسالة واضحة للاسرائيليين أن الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين مصرون على رفع كل القيود المفروضة على دخول الاقصى.

ويوم الثلثاء، أزالت اسرائيل البوابات، وأقامت جسوراً حديدية تمهيداً لوضع كاميرات ذكية، وهو ما رفضه أيضاً المعتصمون وبقوا في محيط الأقصى.

الى ذلك، تلفت تغريد الى أنه ثمة سبع بوابات للأقصى مقفلة، وأن ثلاثة فقط وضعت عليها بوبابات الكترونية، وهي باب الاسباط والسلسة والمجلس.

وشكت منظمة "الحق الفلسطينية" التي تعنى بحقوق الانسان من أن أكثر المحال ال54 داخل السوق التاريخية في القدس القديمة بقيت مقفلة منذ بدء الاجراءات العقابية الاسرائيلية.

وكان مقرراً أن يتقدم بطريرك القدس للاتين ميشال صباح مساء اليوم مسيرة لممثلي الكنائس المسيحية في القدس للإنضمام إلى المعتصمين في باب الاسباط والصلاة هناك. وسميت المسيرة: " مسلم مسيحي يد واحدة وسجادة الصلاة طريقنا للأقصى والقيامة".

أما يوم غد الجمعة فكان مقرراً أن يكون يوماً للنفير على غرار الجمعة الماضي، وتقول تغريد: "كنا نتوقع حصول قمع، ولكن كان هناك اصرار على الصلاة حتى ولو على الاسفلت مجدداً للمطالبة بحقوقنا...فحتى المقدسيين الذين لا يصلون صاروا يصلون على الاسفلت".

أثبتت انتفاضة البوابات الالكترونية أن المقدسيين لم يعودوا قادرين على تحمل مزيد من الاذلال، ولن يقبلوا بسيطرة اسرائيل على مقدساتهم. وما حصل في الايام الاخيرة يوجه رسالة واضحة الى اسرائيل ودول العالم أن محاولات تهويد القدس والسيطرة على الاقصى تنذر بانتفاضة دموية.

ومع أن سيطرة اسرائيل على القدس بالقوة العسكرية ليست جديدة، فان ما حصل أخيراً هو تذكير قاطع بأن استغلال اسرائيل للوضع القائم لتكريس يهودية الدولة، يؤذن بتدهور خطير.


وبالنسبة الى الخبير في القانون الدولي غاندي أمين أن "ما يحاول الاحتلال تكريسه هو تهويد القدس ليخدم مشروعهم في يهودية الدولة".

فعلى رغم القرارات الدولية وعدم الاعتراف الدولي بهذه السيطرة، تصر اسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون. ويقول غاندي: "ليس الفلسطينيون ولا العرب من وضعوا القانون الدولي، وإنما المجتمع الدولي الذي يتعين عليه تحمل مسؤولياته في الضغط لانهاء الاحتلال". وذكر بأن الدولة التي تدعي بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط هي الدولة المنتهكة للقانون الدولي وترفض الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني او حتى بشخصيته القومية والقانونية.

 وتمنى على جامعة الدول العربية شراء كل عقارات القدس واتباعها بالوقف.

وعلى رغم الضغوط الدولية على اسرائيل للتراجع عن اجراءاتها، اعتبر ان ما حصل انتصار للعصيان المدني "وخصوصاً أن أهل القدس جميعهم خرجوا في مشهد لا سابق له".




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم