الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

الأندية أسقطت نفسها في محاسبة الاتحاد... فلتتحمل المسؤولية!

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
الأندية أسقطت نفسها في محاسبة الاتحاد... فلتتحمل المسؤولية!
الأندية أسقطت نفسها في محاسبة الاتحاد... فلتتحمل المسؤولية!
A+ A-

عندما تختار معظم أندية #كرة_القدم الأشخاص ذاتهم ممن انتقدت عملهم سابقاً واتهمتهم بمخالفة القوانين وأنظمة اللعبة، في العودة إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد لولاية جديدة، فلا بد من أن تتحمل تلك النوادي مسؤولية قرارها.

في موسم 2016-2017، الذي كان الأسوأ في تاريخ كرة القدم بحسب النقاد، أطلق معظم رؤساء الأندية صرخة في وجه اتحاد اللعبة، وطالبوا تنفيذ قوانينه وأنظمته، وتحديداً أندية السلام زغرتا والاجتماعي وطرابلس والانصار والنبي شيت والتضامن صور وغيرها.

وإذا كانت بعض الاندية طالبت علناً بتغيير الاعضاء، إلاّ ان باقي النوادي كانت تتحدث بشكل "خفي" عن ضرورة تغيير الاتحاد بشكل كامل، في ظل فرضه سياسياً على اللعبة، التي تراجعت فنياً وإدارياً وجماهيرياً ومالياً، بحسب النقاد.

يوم السبت الماضي، نفذت الجمعية العمومية ما اتفقت عليه القيادات السياسية وجددت للجنة التنفيذية، 9 أعضاء من الوجوه القديمة وعضوين جديدين، ولاية جديدة، علماً أنها كانت تتهم تلك اللجنة بمخالفة القوانين وتراجع اللعبة وعدم مراقبة الجسم التحكيمي.

نعم، الأندية التي طالبت برحيل الاتحاد، عادت وصوتت له لقيادة اللعبة بدلاً من محاسبته في يوم "الحساب"... لكن لا يمكن لومها، فهي نفذت تعليمات مرجعياتها السياسية، ككل شيء في لبنان.

فهل يتذكّر نادي الانصار البيان الذي أصدره في نيسان الماضي، والذي جاء فيه: "إن ادارة الأنصار تأمل من الاتحاد القيام بدوره القيادي، وأن يكون الراعي الفعلي والمسؤول عن هذه اللعبة، وتدعوه الى اتخاذ القرارات الحازمة، والتي تحفظ هيبة لعبة كرة القدم وبالتالي احترام القوانين والأنظمة الموضوعة وتطبيقها حفاظاً على حقوق الأندية. ويهم نادي الأنصار تذكير الاتحاد الكريم بوجود لجنة طوارئ ومن مهامها البت بالأمور المستعجلة في الفترة الواقعة بين اجتماعين للجنة التنفيذية"؟

وهل يتذكّر رئيس النادي "الأخضر" نبيل بدر المؤتمر الصحافي الذي عقده في كانون الثاني الماضي وتحدث خلاله عن الظلم التحكيمي، عارضاً كل الحالات التحكيمية غير الصحيحة التي رافقت مباريات فريقه امام النجمة والصفاء والعهد وشباب الساحل والراسينغ؟

وهل تتذكّر اندية الشمال (السلام زغرتا والاجتماعي وطرابلس والرياضة والادب) المؤتمر الصحافي الذي عقدته يوم 6 آذار الماضي وقررت خلاله تعليق مشاركاتها في كافة مباريات بطولات لبنان في كرة القدم، قبل ان يتضامن النبي شيت والتضامن صور مع هذا القرار، وذلك حتى ينفذ الاتحاد مقرراته الصادرة في22 شباط الماضي المتعلقة بتعيين حكام أجانب في المباريات الحساسة؟

وهل يتذكّر رئيس نادي السلام زغرتا الأب اسطفان فرنجية عندما اكد ان المراهنات تضرب الاندية اللبنانية، واعتبر ايضاً ان ما يحصل ضد فريقه تحديداً هو لكونه فريقاً مسيحياً، وقال: "لا نقبل ان نعامل كأبناء جارية في هذا البلد خصوصاً في كرة القدم"؟

وهل يتذكّر مدير نادي طرابلس مازن خالد عندما اكد ان المراهنات في لبنان باتت "على عينك يا تاجر"؟

أما البيان الذي لا يمكن ان ينساه نادي السلام زغرتا، هو الذي اصدره في شباط الماضي، فجاء فيه: "عقدت الهيئة الادارية لنادي السلام زغرتا اجتماعاً استثنائياً درس خلاله المجتمعون ما يجري في الدوري اللبناني لكرة القدم والحالة المزرية لأوضاع الاتحاد اللبناني لكرة القدم. وأكد المجتمعون أن الاخطاء التي ترتكب من قبل الاتحاد تضر بمصالح الأندية عموماً ومصلحة نادي السلام خصوصاً".

وتابع: "الاتحاد اللبناني لكرة القدم ليس جزيرة مقطوعة عن العالم بل هو عضو في الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، لذلك قررنا جمع كل هذه المخالفات الموثقة بالأدلة والصور ومراسلة "الفيفا"، وتعيين محام دولي لمتابعة الملف وذلك دفاعا عن جميع الأندية والرياضيين ومحبي كرة القدم، وابعاد تدخل السياسيين مهما كانوا في شؤون الاتحاد".

وهل يتذكّر نادي التضامن صور البيان الذي اصدره عن الاخطاء التحكيمية التي ضربت الفريق، والذي جاء فيه: "نتيجة للظلم التحكيمي الذي لحق بالفريق في الموسم 2014-2015، والذي اسقط النادي الى مصاف اندية الدرجة الثانية بعد سرقة 11 نقطة كان يستحقها باعتراف الخبراء والإعلاميين وبعض أعضاء الاتحاد، ولاننا نشعر ان السيناريو يتكرر هذا الموسم، والمؤامرة التي تستهدف سفير الجنوب لم تنته فصولاً، بعد ظلمه في 4 مباريات من اصل 7، حيث دخل مرمانا هدفان غير شرعيين أمام الأنصار، فضلاً عن عدم احتساب ركلتي جزاء أمام النجمة، وعدم احتساب ركلة جزاء واضحة لا غبار عليها أمام طرابلس، وأخيراً المهزلة في احتساب ركلة جزاء غير مستحقة لنادي الصفاء، تعلن الهيئة الإدارية لنادي التضامن الرياضي صور تعليق مشاركتها في الدوري اللبناني العام لاجل غير مسمى، ولحين اتخاذ قرارات جدية ومسؤولة من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم"؟

وهل يتذكّر النجمة كيف حرمه الاتحاد من تحديد ملعب مباراته أمام العهد في المرحلة 21 من الدوري اللبناني لكرة القدم، واعتبره خاسراً وشطب من رصيده 6 نقاط؟

وهل يتذكّر الراسينغ بيانه الناري الذي أصدره في آذار الماضي، وجاء فيه: "يأسف نادي الراسينغ ويستنكر ما وصلت اليه الامور في لعبة كرة القدم، خصوصاً من انباء عن تعليب وتركيب في نتائج المباريات الى أخطاء تحكيمية باتت لا تحتمل، الى محاولة خرق القوانين وتسيير الامور بحسب رغبة بعض الاندية... كما طالبنا الاتحاد الكريم بضرورة تنفيذ القانون وعدم تدوير الزوايا لارضاء فريق على حساب آخر، والنتيجة من وجهة نظرنا أن الاتحاد وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه وأصبح الاعتراض عاماً وشاملاً من كل الاندية"؟

وبالانتقال الى شباب الساحل، هل يتذكّر النادي بيانه الاخير، الذي جاء فيه: "ما شهدناه في بطولة الدوري الأخيرة من شوائب وخرق فاضح للقانون من قبل بعض الأندية من جهة، وتجاهل وعدم محاسبة من قبل اللجنة العليا للاتحاد من جهة أخرى، جعلنا نتيقن من النية المبيتة لمعاقبة نادي شباب الساحل؟".

لن نذكّر النوادي الاخرى ببياناتها ومؤتمراتها والكلام الذي كان يقوله رؤساء معظم الاندية بحق الاتحاد، لان "القطار فات"، لكن المطلوب اليوم من هذه النوادي عدم عقد اي مؤتمر صحافي او اصدار اي بيان يتعلق بأي مخالفة يرتكبها هذا الاتحاد او اي خرق للقوانين من قبله أو اي حالة تحكيمية تؤثر على نتيجة أي مباراة، لان من "جرب مجرّب كان عقله مخرّب"... فلتتحملوا مسؤولية اختياراتكم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم