الحلقة الأولى من "لعبة العروش" Game of Thrones الموسم السابع-"دراغونستون": هل نبدأ؟

حلّ الشتاء وأخيراً في مسلسل "لعبة العروش" أو "صراع العروش" (#Game_of_Thrones) مع تجمّع أعداد لا تحصى من عشّاق الظاهرة العالمية وعودتهم إلى عالم A Song of Ice and Fire (اسم الكتاب الذي اقتُبِس منه المسلسل). وفي ما تبقّى من السلسلة 15 ساعة فقط قبل النهاية (أعلن القيّمون عليها أنه تبقّى منها موسمان: الموسم السابع من سبع حلقات والثامن من ست حلقات)، على القيّمين على المسلسل أن يدفعوا بالقصة نحو الأمام بطريقة فاعلة. 

يبدأ الموسم السابع وعنوانه "#دراغونستون" أو "حجارة التنانين"، بملخّص مطوّل وضروري جداً من أجل التركيز على بعض الخطوط في القصة، وكذلك تذكير الجمهور بوضعية جميع شخصيات قارة ويستروس على رقعة الشطرنج الضخمة.

تبدأ الحلقة قبل عرض جينيريك البداية. والدر فراي، الذي ظهر في آخر مشاهده ميتاً – ويطلّ من جديد على قيد الحياة في الموسم السابع، يشرب نخباً مع رجاله احتفالاً بانتصاراتهم الأخيرة.

تتخذ الأحداث منحى تصاعدياً مع انكشاف أمر آريا التي تدسّ السم لسلالة فراي بكاملها. على الرغم من أن معظم المشاهدين أدركوا ربما اللعبة التي تلعبها آريا، إلا أن انكشاف هذا الأمر أضفى مزيداً من القوة على المشهد.

في الوجه الآخر للعملة، إنها نسخة مخيفة إلى حد كبير عن آريا كما عرفناها سابقاً، ويشير كثرٌ إلى أنها ربما تؤدّي شخصية لايدي ستونهارت من الرواية التي اقتُبِس منها المسلسل.

آريا: عندما يسأل الناس، ماذا جرى هنا، أجيبهم أن الشمال يتذكر. قولوا لهم إن الشتاء حلّ على منزل فراي.

وينترفيل

من جهة أخرى، لا يبلي جون وسانسا جيداً، ويتصادمان على خلفية آرائهما المتضاربة حول الحكم. على الرغم من أن سانسا تعترف لجون بأنه حاكم جيد، تلفت إلى أن عليه أن يكون أكثر ذكاءً من نيد وروب اللذين ارتكبا "أخطاء غبيّة" تسبّبت بمقتلهما.

غير أن العنصر الأبرز في ذلك المشهد هو إعجاب سانسا بسيرسي. لا بأس بذلك لو كان إعجابها بـ"الملكة المجنونة" يقتصر على الكلام، غير أن سانسا تعتمد الآن تسريحة شعر مشابهة تماماً لتسريحة سيرسي عندما كان شعرها أشقر طويلاً.

وهذا يعني سلوك فتاة أخرى من فتيات ستارك مساراً مظلماً، وعلى الرغم من أن آريا تختار العنف، تختار سانسا السياسة.

في مرحلة لاحقة من الحلقة، تُثبت سانسا أنها قادرة الآن على التعامل مع "الخنصر" (ليتل فينغر)، وتعرف بالضبط ماذا يريد وكيف ستستخدم ذلك لمصلحتها.

سانسا: لا داعي لالتقاط الكلمة الأخيرة لورد باليش، سأفترض أنك كنت ستقول أمراً ذكياً.

كينغز لاندينغ

غير أن الشقيقتَين ستارك ليستا الوحيدتَين اللتين بلغتا مرحلة الانفصال والتباعد، إذ يبدو أن سيرسي لانيستر وشقيقها جايمي لم يعودا في جنّتهما حيث تجمع بينهما علاقة عاطفية حميمة ومحرّمة. البارانويا التي تشعر بها سيرسي انطلاقاً من اعتقادها بأنها محاطة بالأعداء تتسبّب بالإزعاج لجايمي.

يُشار إلى أنه في المرة الأخيرة التي جلس فيها أحدهم على العرش الحديدي وسمح للبارانويا والتعطش للسلطة بالتحكّم به، تلقّى طعنة سيف في ظهره.

عندما حاول جايمي أن يُعيد سيرسي إلى النور عبر تذكيرها بأولادها، كشف جوابها له عن رغبتها في إطلاق "سلالة حاكمة يمكن أن تستمر لألف عام وعام".

الاستراتيجيا التي تعتمدها سيرسي لتحقيق النصر تقوم على التحالف مع يورون غريجوي. تستمتع سيرسي بمشاهدته يتناوش بالكلام مع أوبرين مارتل، وتبدو مفتونة إلى حد ما بذهنية يورون.

يبدو أن الملكة العظيمة وقعت على شخص يعشق السلطة مثلها.

الدينامية هنا لافتة للاهتمام إلى حد ما، وتجلعنا نترقّب مسار الأحداث وهوية الشخص الذي سيبقى واقفاً على قدمَيه في رقصة التانغو التي يؤدّيها الثلاثة للسيطرة على العرش.

جايمي: لا يمكننا الفوز بهذه الحرب بمفردنا.

سيرسي: أتعتقد أنني أصغيت إلى والدنا طوال أربعين عاماً ولم أتعلّم شيئاً؟

أولد تاون

التدريب الذي يخضع له سام في أولد تاون ليس كما توقّع، ويبدو أن لا أحد يريد الإصغاء إليه أو دفعه إلى اكتشاف ما عليه اكتشافه بحسب المخطط.

بعدما ضاق سام ذرعاً، يتسلل إلى المنطقة المحظورة على طريقة "عباءة التخفي" في سلسلة هاري بوتر، ويجد بعض الكتب التي سوف تساعد كتّاب المسلسل على توضيح الوقائع.

يكتشف الجمهور، من خلاله، أن "دراغونستون" تربض على كمية كبيرة من زجاج التنانين (دراغون غلاس)، وأن جوراه الأندالي موجود في زنزانة في أولد تاون ينتظر الحصول على علاج شافٍ.

فيما يقرأ جوراه مع جيلي الكتب القديمة الكبيرة، يتساءل المشاهد ماذا سيكتشفان أيضاً وهل سيتمكّنان من إبلاغ الآخرين في الوقت المناسب.

سام: هذا مهم. يجب إبلاغ جون بالأمر.

الشمال

يصل كليغان وزمرة "بروذرهود" (أو "الأخوية") إلى منزل ريفي صغير، حيث يجد كليغان الملقّب بـ"كلب الصيد"، نفسه متورطاً أكثر فأكثر مع جماعة "إله النور".

الحوار في هذا المشهد عبارة عن تبادل آراء بين مؤمن وملحد ما يمنح الحلقة طابعاً مُرضياً إلى حد ما. ويُرجِّع أيضاً صدى المشاهد التي تضمّنها المسلسل في مواسم سابقة.

يقتنع كليغان بالتحديق في النار، وعندما يفعل ذلك، يشهد على تحوّل قاتم بعض الشيء في مسار الأحداث.

إنها دينامية أخرى يمكن أن يتأتّى عنها تطوير مدروس للشخصيات وحبكة تحفّز على التفكير والتمعّن في أحداث المسلسل.

كليغان: الموتى هم ماضٍ متحرّك. الآلاف منهم.

بيريك دون داريون: هل تصدّقني الآن، كليغان؟

دراغونستون

تصل دينيريس تارغيريان وأخيراً إلى المنزل وتدخل قلعتها، وتسحب راية براثيون، وتدخل غرفة الحرب وتلفظ الكلمات الأخيرة في الحلقة على مسامع معاونها تيريون لانيستر.

إنها لحظة خالدة ينتظرها العالم بأسره.

دينيريس: هل نبدأ؟

تركّز الحلقة بصورة أكبر على نساء قارة ويستروس، ومسيرتهن نحو الظلمة أو النور. النبضات الأربع الأساسية في الحلقة، أو يمكن حتى القول فصول الرواية الأربعة الأساسية، كانت آريا وسانسا وسيرسي ودينيريس، وفي ضوء الحاجات الدراماتيكية لكل واحدة منهن، يبدو أن "لعبة العروش" بدأت مرة أخرى.