أنتونيو بيازّا: المافيات انخرطت في الأعمال ولم تعد تحتاج للقتل

 حادثة قتل الفتى بالحمض على يد الخاطفين هزّت كيان السينمائيَيْن، ابنَي الجنوب، فقررا أفلمتها مع إدخال عناصر خارجية إليها كقصّة الحب بين الفتى ورفيقته. “قصّة شبح صقلي”، عمل شديد الامعان في التفاصيل، يلهث خلف المشاعر الآدمية والرقة على الرغم من المأساة والقسوة اللتين تحاصران المراهقين. في مناسبة عرضه في بيروت هذا المساء (الساعة الثامنة والنصف) في مجمّع “متروبوليس” ضمن الاستعادة المحلية لـ”أسبوع النقّاد” (٣٠ حزيران - ١٠ تموز)، ننشر المقابلة الآتية مع الثنائي السينمائي الإيطالي الصاعد.   أين كنتما طوال السنوات الأربع الأخيرة؟أنتونيو بيازا: بعد إنجاز “سالفو”، أمضينا الكثير من الوقت نجوب العالم. طوال أكثر من عام، رافقنا الفيلم إلى المهرجانات. أردنا الاستمتاع بتلك اللحظات النادرة. ثم بدأنا نعمل على “قصة شبح صقلي” في نهاية العام ٢٠١٤. تطلّب الفيلم الكثير من الجهد، استغرق تحقيقه نحواً من خمس سنوات. فاجأني أنّه مقتبس من قصة حقيقية.أنتونيو: الفيلم مستوحى من قصة جيوسيبّي دي مارتيو. اشتهرت قضيته آنذاك كثيراً في المنطقة التي حدثت فيها. كان جيوسيبّي ابن أحد المتحالفين مع عناصر الشرطة ومدّهم بالمعلومات عن المافيا. بدأ كمافيوزي، ثم انتقل للتعاون مع الشرطة. توّرط في قضية مقتل القاضي فالكوني، وعندما قبضوا عليه للادلاء بشهادته، خطفت المافيا ابنه لمنعه من الكلام. كانوا مقتنعين بأنّ خطف الابن سيأتي بنتيجة إيجابية ويردعه عن الكلام، ولكن لم ينجح مخططهم. فباتوا لا يعلمون ماذا يفعلون بهذا الفتى. خصوصاً أنّه كان يتحدّر من عائلة ضليعة في المافيا. استمر احتجاز الفتى ٧٧٩ يوماً، وأبقوه في مكان شبيه بالمكان الذي نراه في الفيلم. هل حصلت الحوادث في المكان الذي نراه في الفيلم؟أنتونيو: لا، لأننا أردنا فيلماً أشبه بحكاية خرافية. الجريمة حدثت في صقلية، ولكن صقلية هذه مختلفة عن تلك التي في الفيلم. في عملنا، نرى الكثير من الطبيعة والغابات والبحيرات. القصة الحقيقية حدثت في المنطقة التي حول باليرمو. اللافت أنّ الرأي العام لم يدرِ بالخطف إلا بعد مقتل الفتى. لأن...