كالحناجر التي تأخذ شكل الوطن في الهواء

كتابة

أختار الغابة الأكثر كثافةً 

في هذا العالم

أبدأ بحفر أحرف اسمكِ

كما يفعل الهواة

أختار الغابة الدانماركية الأكثر كثافةً الآن

كتدريب أولي

لا أريد أن أنتهي منكِ بسرعة

وأن تستغرق حياتي

هذه الكتابة الشجرية

وبعد قرون عدة

سيكتشف كائن ما

هذه الألواح الخشبية

سيأخذونها إلى المتاحف

ويكتبون تحتها

هذا ما تبقى

من تلك الحضارات البائدة.

***

بحيرة سوداء

يموت القتلة في ظروف غامضة

هذه البحيرة السوداء الصامتة

هذه الدائرة المجهولة

هذا الفرجار المدبب

الذي ينصف الغرقى

ولو

بعد

حين.

***

صافرة

الفرح مطر أول الشتاء

دوّامة النهر

البرق أثناء تناغم غيمتين

الماء لحظة تحوله إلى شلال

المدن السورية أيام الجمع

الهتاف بتحولاته كافةً

الحناجر التي تأخذ شكل الوطن في الهواء

موت الخوف وقيامة الإنسان

الفرح انسياب حلب كراقصة فوق الجليد

تقفز إلى الأعلى وتحطّ بأناقة حمامة

السليمانية عصر أيام الآحاد

الفرح رذاذ نوافير الحديقة العامة

صخب طلاب المدارس في الانصراف

صراخ باعة باب جنين

انتظاركِ في كل المواعيد

لحظة وصولكِ كأن مدينة تأتي بأحيائها

قلبي الطفل وهو ينعم بيدكِ

غرقي فيكِ كقارب في بحر

 وأرفض حتى أن أطلق صافرة إنذار واحدة .