الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لين، ياسمين، شهد وبيان... "ساعات مضت على اختناقهن في السيارة"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
لين، ياسمين، شهد وبيان... "ساعات مضت على اختناقهن في السيارة"
لين، ياسمين، شهد وبيان... "ساعات مضت على اختناقهن في السيارة"
A+ A-

في منزل جدهن التقين، فرحن باجتماعهن معاً، قبل أن يقررن الخروج الى الباحة للعب. ركضن وضحكن، وعندما شاهدن سيارة قريبهن مركونة في الخارج، صعدن للجلوس داخلها، لكن قفل بابها المركزي انقفل، مرّ وقت من دون أن يقوين على فتحه، ضاق نفسهن، قبل ان يختنقن ويكتشف امرهن بعد ست ساعات من الاحتجاز... هنّ لين حسين جاسم، ياسمين صالح العزو، شهد معين الحسن، بيان احمد الحسن، اللواتي صدم خبر وفاتهن أهلهن وبلدتهن لا بل لبنان بأكمله.




ساعات قبل اكتشاف المصاب

كتب على اشقاء اربعة، رجلين وسيدتين، ان يخسر كل منهم واحدة من بناته، بعدما قرروا الاجتماع في منزل الجد المتوفى في حوش الحريمة، ولم يتوقع احد منهم ان تنتهي حياة فلذة كبده بهذه الطريقة المأسوية. وبحسب ما شرح قريب من العائلة "عند الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس خرجت الفتيات اللواتي تراوح اعمارهن بين 3 و5 سنوات للعب، لا احد يعلم ما خطر ببالهن للجلوس داخل سيارة جيب trailblazer ذات زجاج داكن، بعد مرور وقت قصير فقد الأهل اثرهن، بحثوا عنهن في محيط المنزل من دون أن يعثرن عليهن. عند الساعة الرابعة من بعد الظهر قرروا ركوب الجيب لتوسيع رقعة البحث، اكتشفوا الكارثة، الصغيرات ممددات في الصندوق، من دون ان يحركن ساكناً، حاولوا ايقظاهن، لكن من دون فائدة، اتصلن بالاسعاف، نقلن الى مستشفى حامد فرحات، لكن للاسف وصلن جميعهن جسداً من دون روح".




نقص الأوكسيجين سبب الوفاة

طبيب الطوارئ في مستشفى فرحات محمد معصراني أكد لـ "النهار" أن "لا واحدة من الفتيات الأربع كانت على قيد الحياة عندما وصلن الى المستشفى"، شارحاً "بداية وصلت ثلاثة منهن مع الاهل في جيب وبعد نصف ساعة وصلت الرابعة بسيارة اسعاف، علامات الوفاة التي بدت عليهن تؤكد انهن فارقن الحياة قبل ساعات، من خلال زرقة لون جسدهن، واتساع حدقة عينيهن وتخشب اطرافهن". وأضاف ان "نقص الاوكسيجين هو سبب موتهن، كما اضطلع ارتفاع درجة الحرارة دوراً في اختناقهن ولأنهن صغار لا يتحملن دقائق في مكان مغلق فكيف ساعات".




استلم التحقيق مخفر جب جنين، بعدما "حضرت الادلة الجنائية وكشفت على الجثث والجيب، كما حضر الطبيب الشرعي الذي ارجع في تقريره سبب الوفاة الى نقص في الاوكسجين مقدراً انها حصلت قبل نحو ست ساعات"، بحسب ما قاله مصدر أمني لـ "النهار". وتابع "بعدما وضع الطبيب الشرعي تقريره وانتهت اجراءات المستشفى استلم الاهل جثث اطفالهن، ووُورين في مدافن البلدة".




جنباً الى جنب التحفت الفتيات الاربع التراب، بعدما رفضن الافتراق عن بعضهن، فلعبة الموت انتصرت عليهن، لكنها لم تقوَ على كسر رابط الحب الذي جمعهن، وان كسرت قلب عائلاتهن مدخلة بلدتهن في حداد لن تستطيع الايام أن تمحو سواده... هو القدر، شاء ان تنتهيَ قصتهن قبل ان تبدأ رحلتهن في الحياة!



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم