الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

أمَا كان "بيان الأزهر" قمة ما يمكن أن تعلنه القمة العربية وتُفَعِّلَه؟

المحامي عبد الحميد الأحدب
A+ A-


هل العالم يسير الى الأحسن أم الى الأسوأ؟ وما هو بالتحديد وضع الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية؟ وهل كان بيان القمة العربية على مستوى التحديات؟
الإحصاءات تقول إنّ العالم يسير الى الأحسن، وبحسب احصاءات Max Roser من أوكسفورد وSteven Pinker من هارفرد وJohan Norberg من أسوج (منشورة في مجلة L'Express العدد الصادر في 20 آذار 2017)، العالم يتقدم بخطوات سريعة وثابتة على الصعيد الاقتصادي والصحة والأمن والحرية لأن:
أ‌ - 50% من الإنسانية كانت تعيش على دخل أقل من دولارين اثنين في اليوم، ونزلت هذه النسبة الى 10% سنة 1980.
ب‌ - 50% من الإنسانية كانت تعاني من سوء التغذية سنة 1950 مقابل 10% في الوقت الحاضر.
ت - اكثر من 90% من الإنسانية أصبحت المياه متوافرة لها.
ث‌ - الأعْمار الإنسانية صار معدلها في البلاد الفقيرة 70 سنة، وفي المجلة الطبية The Lancet فإن عمر الإنسان في البلاد الغنية سيصل سنة 2030 الى تسعين عاماً.
ج‌ - 90% من الإنسانية كانت تعاني من الأمية في القرن التاسع عشر. الأمية اليوم هي 10% في العالم.
ح‌ - 30% من الأطفال كانوا يعملون بعد الحرب العالمية الثانية صاروا 10%.
خ‌ - سنة 1900 لم تكن هناك أي دولة تعطي المرأة حق التصويت في الانتخابات، وقد أصبح هذا الأمر محلولاً بشكل شبه كامل في الوقت الحاضر.
د‌ - تراجعت نسبة الانتحار وضحايا الإرهاب (في أوروبا الغربية) عما كانت عليه سنة 1970.
في البلاد العربية الوضع معكوس تماماً! إحصاءات القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي في 12 - 14 شباط 2017 وحضرتها 138 دولة، تقول:
أ‌ - ان 57 مليون عربي لا يعرفون القراءة و13,5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة هذا العام.
ب‌ - 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر.
ت‌ - 5 دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم.
ث‌ - 75% من لاجئي الحروب في العالم عرب.
ج‌ - 68% من وفيات الحروب في العالم عرب.
ح‌ - 20 الف كتاب ينتجها العالم العربي بأسره أي بمقدار ما تنتجه دولة رومانيا.
خ‌ - 410 ملايين عربي لديهم 2900 براءة اختراع بينما 50 مليون كوري لديهم عشرون الف براءة اختراع.
د‌ - من سنة 2011 الى 2017 حصل تشريد 14 مليون عربي وتدمير البُنْيات التحتية العربية بقيمة 460 مليار دولار.
وفي هذه الفترة بلغت الخسائر في الناتج المحلي العربي ما قيمته 300 مليار دولار. فهل كان مؤتمر القمة العربية الـ 28 الذي عقد في عمان في 29 آذار 2017 ملبياً لهذه التحديات العربية؟ لا سيما أن العالم العربي يتفتت والمذابح تجتاح كل أراضيه والمشروع الإيراني يتقدم والفقر يزداد والحرية في غياب تام!
مؤتمر القمة في بيانه الختامي ركز على فلسطين اولاً، وتحرير فلسطين منذ سنة 1948 أدى الى تساقط كل الديموقراطيات في البلاد العربية بذريعة ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، والآن اتفق الفلسطينيون مع الإسرائيليين ووقعوا اتفاقاً والمفاوضات تتقدم وتتراجع وهم بحاجة الى دعم عربي! ولكن اذا سمحت القمة العربية للشعوب العربية بأن تقول انه في الوقت الحاضر ليس الهمّ الفلسطيني هو الخطر الأول الذي يهدد مصير العالم العربي...
الثورة السورية اخذت من القمة اعتماد حلّ سلمي، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال، ثم العراق الذي يعاني التسلط الإيراني والفساد، الى جوع شعبه وقسْمه وفتح الطريق الى "داعش". فالقمة اعطته تأكيد الاهتمام بوحدة أراضيه مع ان الموضوع الكردي الذي كان استخدام الكيميائي اول ما استخدم قبل سوريا لإبادة الأكراد فهو موضوع لم ينل أي اهتمام! القمة أعطت اليمن برَكة، في حين ان اليمن الذي يعاني من الاجتياح يعاني أيضاً المجاعة والإبادة من المشروع الإيراني، وليبيا نالت ترضية من القمة، والقلق من "الإسلاموفوبيا" نال ترضية ايضاً من القمة، ولكن "الإسلاموفوبيا" لا تعالج في البيانات والقمم بل بتفعيل خطوات عملية مثل بيان الأزهر الصادر في اول آذار 2017.
لو شاء مؤتمر القمة ان يكون على مستوى التحديات التاريخية المحدقة بالعالم العربي، لكان يجب ان يكون اول بند في المقررات هو تبنّي بيان الأزهر والأمر بتعميمه على المدارس والجامعات العربية لإدخاله في برامج التدريس، ولكان امر بأن يتناوله بالتبني والدعم خطباء يوم الجمعة في المساجد، ففي بيان الأزهر أضواء تنير طريق الخروج من الجحيم الذي يتخبط به العالم العربي.
ماذا في بيان الأزهر؟
1 - ان مصطلح "المواطنة" هو أصل في الإسلام.
2 - يدعو للعيش المشترك في المجتمع الواحد الذي يقوم على التنوع والتعدد والاعتراف المتبادل.
3 - الأديان كلها تدين الإرهاب.
4 - النخب الوطنية والثقافية تتحمل مسؤولية كبرى في مكافحة ظواهر العنف المتفلت.
5 - يجمعنا انتماء ومصير واحد ويدعونا الى التضامن لحماية وجودنا الإنساني والإجتماعي والديني والسياسي.
6 - نحن أهل سفينة واحدة ومجتمع واحد ونريد بالمصير المشترك ان نساهم في انقاذ مجتمعاتنا ودولنا.
7 - يجدد المسلمون والمسيحيون رفضهم أي محاولة للتفرقة بينهم.
بيان الأزهر عالج الأزمة التي تفتك بالعالم العربي التي هرب منها مؤتمر القمة!
أما كان بيان الأزهر وتفعيله قمة ما يمكن ان تعلنه القمة العربية؟


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم