الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

"النهار" في فوج إطفاء بيروت... الحلبي: نقصٌ في العديد والآليات وأجهزة الاتصال

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"النهار" في فوج إطفاء بيروت... الحلبي: نقصٌ في العديد والآليات وأجهزة الاتصال
"النهار" في فوج إطفاء بيروت... الحلبي: نقصٌ في العديد والآليات وأجهزة الاتصال
A+ A-

رن هاتف غرفة العمليات، ما هي إلا دقيقة ونصف الدقيقة حتى أصبحت سيارة الاطفاء جاهزة بعناصرها عند البوابة. أما زمن الرحلة للوصول إلى مكان الحريق فيتوقف على زحمة السير وأخلاق اللبنانيين في فتح طريق لسيارة فوج اطفاء بيروت، خصوصاً في غياب أي خط سير للطوارىء في بلدنا، فضلاً عن أن السائق لا يملك جهازGPS لتحديد المواقع او ملاحقة آليات آخرى، وقد يتفاجأ بشارع ضيق أو زاروب لا تستطيع سيارة الاطفاء دخوله، ورغم ذلك فإن الرهان يبقى على كفاءة العناصر وخبرتهم ومواصلتهم العمل بالامكانيات المتوافرة لها سواء بالعديد أو العدة.


"النهار" زارت فوج اطفاء بيروت-مركز الكرنتينا، حيث التقت بالمقدم في الجيش محمد الحلبي الذي استلم منذ شهر ونصف الشهر قيادة الفوج بعدما تم تعيينه منذ نحو 6 أشهر بالتنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، وكان لا يزال الحديث طاغياً على حريق وادي شحرور ومشاركة الفوج في اخماده، ولم تعد المهمات مقتصرة على العاصمة بيروت بل تمتد الى الخارج لكن بقرار من محافظ بيروت وبالتنسيق مع المؤسسات الأخرى.



معهد للتدريب
وللفوج ثلاثة فروع: الكرنتينا - الباشورة - الملعب البلدي، ولا تقتصر مهماته على الاطفاء فحسب، بل تمتد إلى الانقاذ البحري والاسعاف ومعالجة الحروق، ويقول الحلبي: "نقوم بكل المهمات داخل بيروت لكن أي مهمة خارج العاصمة فتحتاج إلى اذن من المحافظ زياد شبيب الذي يتعامل بإيجابية دائماً مع الفوج".
واضافة إلى مهمات الفوج، فانه اتخذ على عاتقه تدريب عناصر من الجيش وافراد من شركات ومصارف وفنادق على عمليات الاطفاء والانقاذ في معهده، اضافة إلى الزيارات الدائمة من المدارس للتعرّف على مهنة أشخاص يعرضون حياتهم للخطر من أجل انقاذ الآخرين، وصور شهداء الفوج حاضرة في المبنى وأذهان بقية العناصر وآخرهم الشابان عادل سعادة ومحمد المولى اللذان استشهدا خلال تأدية واجبهما لاطفاء حريق شبّ في مطبعة ومستودع في مار الياس، وحينها طغى الحديث عن امكانيات الفوج وعدم توافر أجهزة اتصال حديثة، ربما كانت حالت دون وقوع الحادث المأسوي.



نقص في العديد والعدة
يتحدث الحلبي عن العناصر، فهو يلحظ نقصاً في العديد، ويقول: "عندما كان عديد سكان بيروت 500 ألف، كان عديد الفوج نحو 850 شخصاً، لكن اليوم أصبح عدد سكان بيروت نحو مليون و800 ألف وعديد الفوج لا يتجاوز 320 عنصراً بينهم 24 ضابطاً".
يقبض العناصر رواتبهم من مجلس بلدية بيروت، وأصبح باستطاعتهم الحصول على قرض سكني بفائدة مشابهة للتي يحصل عليها العنصر في الجيش، ويؤكد الحلبي ان "كفاءة العناصر ممتازة، لكننا نعاني نقصاً والمشكلة ترتبط بايجاد اعتمادات في المجلس البلدي لتغطية رواتب ومسلتزمات الجدد، وقدمنا طلب تطويع عناصر من سائقين وفنيين وننتظر موافقة المجلس البلدي"، ويقصد بفنيين الأفراد الذين يستطيعون صيانة الآليات والماكينات داخل الفوج.
فوج اطفاء بيروت يعاني نقصاً في سيارات الاسعاف، ويوضح الحلبي: "السيارات الحالية قديمة العهد ومهترئة وغير مجهزة لإسعاف المصابين"، كما النقص يطال سيارات الاطفاء الصغيرة التي تسهل العمل في الاحياء الضيقة، كما يشدد الحلبي على أهمية الحصول على أجهزة اتصال تعمل أثناء الحريق وأنظمة GPS في الآليات وللعناصر، ويعمل على اخضاع كل العناصر لدورات اسعافات أولية "فاذا استطعنا الحصول على سيارات مجهزة ومتطورة لتغطية كامل بيروت فسننطلق بفكرة نقل المرضى الى المستشفى وليس المصابين فحسب".



النفايات والاحتكاك الكهربائي
تتعدد أسباب الحرائق في العاصمة، لكن أهمها الاحتكاك الكهربائي أو تسرب الغاز أو نسيان عين الغاز مشتعلة واضيف عليها حرق النفايات، ويوضح الحلبي: "غالبية الحرائق حاليا تندرج في سببين الأول الاحتكاك الكهربائي بسبب سوء توزيع أسلاك او كابلات الكهرباء في المباني، خصوصا في ظل وجود موتورات الاشتراك والتوزيع العشوائي للشبكة".
السبب الثاني الذي يعاني منه الفوج هو احتراق النفايات، ويقول الحلبي: "الاتصالات كثيرة في شأن الحرائق وهناك منها ما هو مزيف، وفي الفترة الأخيرة نتلقى اتصالات بسبب احتراق النفايات وانزعاج الاهالي من رائح الدخان، ونسارع إلى اطفائها حرصاً على السلامة العامة لكن فور عودتنا يعود شبان في الحي ويشعلونها ما يدفع الاهالي الى الاتصال بنا من جديد".
كما شهدت بعض المطاعم في بيروت وآخرها في الحمرا حرائق منها بسبب الاحتكاك الكهربائي لكن الأخير كان بسبب سوء تركيب المداخن، لهذا يكشف الحلبي عن قرار قريب بمراقبة المطاعم من ناحية السلامة العامة.



تتبع الآليات والعناصر
اولى الخطوات التي بدأ فيها الحلبي هي ادراج كل "داتا" الفوج على الكمبيوتر، ويؤكد أنه من "مطلع السنة الجديدة ستكون كل الداتا قد تأرشفت وسيكون عملنا الاداري بأكمله على الكمبيوتر، خصوصا المراكز"، كما يهتم الحلبي بتطوير غرفة العمليات التي تتلقى حاليا نحو 7 اتصالات في الوقت نفسه، ويضيف: "اذا حصلنا على أجهزة اتصال حديثة و GPS فيمكننا حينها من الغرفة تتبع كل آلية وعنصر".
سألنا الحلبي عن غياب الفوج على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انه لا يملك موقعاً خاصاً، يجيب: "موضوع الاعلام يرتبط بوحدة مخصصة له في بلدية بيروت، ولا شك ان لدينا الرغبة بحسابات على مواقع التواصل وموقع مثل بقية المؤسسات، وذلك بهدف توعية الناس حول مخاطر الحرائق وتلقي الشكاوي والتفاعل مع المواطنين". والفوج يحضر أيضاً في الرياضة، فهو وصل إلى النهائيات في بطولة كرة اليد من دون مشاركة أي أجنبي، كما يسجل مشاركة جيدة في التجديف.


وحصلت "النهار" على عدد المهمات التي قام بها فوج اطفاء بيروت ونوعها منذ بداية عام 2016.





[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم