الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ميشلين مجاعص وجه شبابي مشرق... الى المخترة مجدداً في ضهور الشوير

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
ميشلين مجاعص وجه شبابي مشرق... الى المخترة مجدداً في ضهور الشوير
ميشلين مجاعص وجه شبابي مشرق... الى المخترة مجدداً في ضهور الشوير
A+ A-

كم تغيّرت صورة مختار القرية المرسومة في البال وفي الأغاني التراثية التي تحدث عنها "الأخوين رحباني" وفيروز في مسرحياتهم الغنائية. لا شك في أن عاصي ومنصور رسما صورة المختار من الواقع الذي عايشاه صغاراً في قرية عين السنديانة ومقهى الينابيع في ضهور الشوير. ويا ليتهما عاشا حتى اليوم ليضيفا الى قصصهما الخالدة صورة المختارة - المرأة التي أصبحت من ركائز قرية الشوير الشهيرة بتلالها السبع المعروفة بضهور الشوير... لربما جعلا امرأة مسنّة تجلس الى جانب المختارة الشابة في مناسبة عامة في القرية، وتقترب توشوشها: "دخلك هيدي يللي فاتت هلق قديش عمرا"؟، فتجيبها المختارة مبتسمةً: "شو بَعرّفني"! فتقول المرأة مستغربةً: "ولو... كيف ما بتعرفي، ما إنت مختارة"!... فالمختار عمومًا، بنظر الناس العاديين، يعرف أعمار الناس وأسرارهم، فكيف الحال مع مختارة امرأة؟ وهذا ما حصل في الحقيقة مع مختارة ضهور الشوير الشابة ميشلين عامر الخوري مجاعص في الأيام التي تَلَت نجاحها الأول في انتخابات المخترة قبل ستة أعوام. وها هي اليوم تترشح مجدداً وتنتظر تأكيد ثقة أهالي الشوير بها من خلال صناديق الاقتراع التي سترسم صورة القرية بأركان بلديتها التي تجمع الشوير وعين السنديانة ومخاتيرها الأربعة، الأحد المقبل في 15 الجاري.
كيف تصف المختارة مجاعص تجربتها في المخترة خلال السنوات الست الماضية؟ وما الذي يحدوها للترشح مجدداً ومواصلة القيام بمتطلبات هذا العمل بشغف كبير؟


تجيب: "لقد أحببت هذا العمل الاجتماعي في خدمة أهل قريتي منذ اللحظة الأولى لأنني في الأساس أحب الناس وأرتاح لخدمتهم، وقد ترشحت في المرة الأولى عام 2010 نزولاً على رغبة كثيرين في عائلتي الكبيرة لأنني ناشطة في جمعيات القرية الاجتماعية والخيرية، وفي نشاطاتها الرياضية والثقافية". وتضيف: "لم يكن أحد من عائلتي مختاراً من قبل، مع أن عائلة مجاعص كبيرة وكان فيها مخاتير، ولكن جبّ عامر الخوري مجاعص لم يحصل أن كان فيه مختار، وجاء اختيار العائلة لي أن أمثّلهم، ونجاحي كشابة في الانتخابات السابقة، خير دليل على تطور الأفكار والمستوى العلمي والثقافي لدى ابناء بلدتي".


ميشلين متخصصة في المحاسبة وتعمل بدوام كامل في إحدى الشركات في ضبية منذ أكثر من 16 سنة. ولم تحصل على لقب المختارة من خلال كونها زوجة مختار، ولا ورثته من والدها (كما هو التقليد في كثير من الأحيان) بل حصلت عليه رسمياً من خلال منافسة ديموقراطية شريفة. وهي تحب هذا اللقب وتشجع النساء على الترشح لهذا المنصب، لأن المرأة قديرة في الأعمال التي لها علاقة بخدمة الناس وتنظيم أمورهم.


ترتاح ميشلين لتعامل الناس معها واحترامهم لها ولموقعها، وإظهار لهفتهم عليها كلما التقوها في مكان عام. هم يدعونها الى النشاطات التي تقام في قريتها والقرى المجاورة وهي تلبي أكثرها وترغب دوماً في أن تكون حاضرة الى جانب الناس في أفراحهم وأحزانهم، وتتمنى أن تشارك في كل الدعوات، لا سيما الندوات والمؤتمرات خارج القرية التي تردُها من هيئات مختلفة، ومنها التي تطالب بإنصاف المرأة في القوانين وقضايا العنف ضد المرأة ومنح الأم الجنسية لأولادها وغيرها، ولكن عملها في الشركة الخاصة، وهو مورد رزقها الوحيد، يحول دون تلبية بعض الدعوات، فالعمل بالنسبة إليها أساسي لأنها من خلاله تتمكن من أن تنفق على متطلبات المخترة التي لا تتقاضى منها شيئاً، وفق تأكيدها.


تتحدث المختارة عن أهل قريتها بفرح واعتزاز: "إنهم رواد في أمور كثيرة، فها هي الشوير تسبق كل القرى والبلدات اللبنانية في توحيد عيد الفصح واحتفالاته الدينية، وتفتخر بما أنجزته في هذا المجال، لذلك كان ترشحي على المخترة في الدورة السابقة ونجاحها، خطوة محببة لدى أبناء قريتي الذين يميلون الى كل ما هو جديد ومميز". ولا بد من الإشارة الى أن في قضاء المتن الشمالي خمس مختارات، هن عن ضهور الشوير، الزغرين، سد البوشرية، بيت شباب والرابية حيث تُعتبر مختارتها السيدة نبيلة فارس، أول وأقدم مختارة في لبنان والعالم العربي، وتمارس عملها منذ أربعين سنة ونيّف.
"تغيّر الزمن الذي كان فيه المختار يكتفي بالأوراق أمامه لملء استمارات الولادة أو الزواج أو معاملات تسجيل النفوس في الدوائر الرسمية"، تقول ميشلين، "وكم من أخطاء حصلت في هذا المجال في الأسماء وتواريخ الولادة وغيرها بسبب البساطة التي كان يتحلى بها المختار، على رغم دوره الكبير في القرية، خصوصاً في المواقف الأساسية والمصالحات". اليوم باتت التكنولوجيا من تطبيقات الكومبيوتر و"الواتس آب" في خدمة الناس بشكل أسرع وأدق، و"أنا أعتمد عليهما في تسيير العمل والتواصل مع الناس والهيئات والجمعيات المختلفة".


ميشلين وحيدة تنافس خمسة رجال؟


تواجه ميشلين خمسة مرشحين رجال يتنافسون على ثلاثة مقاعد للمخترة في الشوير وضهور الشوير. وهي وإن كانت متحالفة مع إحدى اللائحتين المتنافستين للإنتخابات البلدية في قريتها لكنها تؤكد انتماءها للجميع وبيتها مفتوح لمساعدتهم.
وما هي الأهداف التي تتمنى تحقيقها في المرحلة المقبلة؟
"أن تزيد الإلفة والمحبة بين أبناء قريتي، خصوصاً بين الأولاد والشباب، فيتكاتفون ويتعاضدون كلما التقوا في أي مكان تحت الشمس".


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم