السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بلدية رحبة العكّارية مهدّدة بالإقفال... "لا نرضى بأن ترمى إلى المجهول"

المصدر: "النهار"
مشهد عام من عكار.
مشهد عام من عكار.
A+ A-
بات واضحاً أن معظم البلديات في عكار كما في غيرها من المناطق اللبنانية تعاني عجزاً كبيراً عن القيام بالمهام المناطة بها كإدارة محليّة منتخبة، وذلك نتيجة قلّة الموارد المالية، وعدم قدرة الدولة على دفع المستحقات المالية المتوجّبة كعائدات لهذه البلديات، بالإضافة إلى ضعف القيمة الشرائية للّيرة اللبنانية.
 
إلى ذلك، فإن القسم الأكبر من هذه البلديات تعاني تصدّعات بنيويّة نتيجة الخصومات المحليّة والزعاماتيّة والخلافات السياسية التي تطبع الحياة العامة في لبنان والسعي الدائم إلى التغيير.

وبلدة رحبة قد تُعتبر نموذجاً لهذا الواقع المؤسف، حيث إن رياح الاستقالات لعدد من أعضاء المجلس البلديّ تهدّد بفقدان النصاب القانونيّ، وبحلّ المجلس البلدي تالياً، والذي يرأسه حالياً فادي بربر،  الذي أصدر بياناً عن هذا الواقع مشرّحاً ما هو قائم بالقول:

"لقد حاولت جاهداً النأي بالبلديّة عن الصراعات والحسابات الضيّقة، لتكون للإنماء فقط، فأُعلنت علينا حرب الاستقالات، بهدف حلّ البلدية (فرطها) وها هو الأسلوب نفسه يتابع اليوم، وكأنّ التمسّك ببقاء البلديّة منفعة شخصيّة لي، أو لأيّ من أعضائها".
 
ثم توجّه إلى "الّذين يصوّبون على البلديّة إنّكم لا تستهدفون رئيسها فادي بربر، بل تستهدفون رحبة وأهلها الطيّبين. إنّ فرط البلديّة يريح رئيساً لها ارتضى، متحسّساً وجع الناس، أن يغطّي من جيبه الخاصّ كلّ عجز في البلديّة".
 
وتابع: "مررنا بعجز واضح في ميزانيّة مولّدات الكهرباء، وعجز الجهات الرسميّة عن تأمين المازوت لضخّ المياه وما زلنا نعاني من ذلك، وكذلك تبلغ تكلفة جمع النفايات 2500 دولار في الشهر الواحد، وغيرها من النفقات الضروريّة في ظلّ العجز القاتل في البلديّة، وعدم القدرة على تسديد الأجور والمصاريف اللوجستيّة، حيث لم ترث البلديّة سوى الديون".
 
وسأل: "هل من داع للتذكير بأنّ الشعب اللبنانيّ يعيش أسوأ مراحل تاريخه على الإطلاق؟ وأنّ ميزانيّة البلديّات أصبحت لا تساوي فلس الأرملة؟ وأنّ عائدات الصندوق البلديّ المستقلّ، وعائدات الهاتف لم تصرف للبلديّات منذ أعوام؟".
 
وتساءل: "ألا يستدعي ذلك من فاعليّات رحبة وقواها الاجتماعيّة والسياسيّة المبادرة والتلاقي لإيجاد الأطر المناسبة للحدّ من مخاطر الأزمة الاجتماعيّة والمعيشيّة؟
أين هم مدّعو محبّة رحبة وفاعليّاتها من نواب ومتموّلين؟ وكلّ من يكثر من الانتقاد ويعزف عن الفعل؟".
 
وأوضح بأنّه "سبق ووضعت استقالتي بتصرّف أبناء رحبة في اجتماع عام، تداعى إليه الّذين يعانون من أزمة المياه ويهدّدهم العطش"، مؤكّدا استمراره في الوقوف إلى جانبهم، ومذكّراً بمبادرات وتبرّعات مغتربي ليبيريا، شاكراً إيّاهم "وبعض المبادرات المحليّة المحدودة".
 
وشدّد بربر على اعتبار "أنّ الانتخابات النيابيّة الأخيرة كانت استفتاء واضحاً في رحبة"، وبالرغم من ذلك "ندعو إلى استفتاء جديد إن رغب البعض، هل يريد أبناء رحبة استقالة البلديّة؟ وهل الّذين اشهروا سلاح الاستقالة واستخفّوا بحاجات أبناء رحبة هم أمناء للمسؤوليّة التّي حمّلهم أيّاها الناس؟".
 
وختم بالقول "إذا كانت استقالة البلديّة هي الحلّ، نحن جاهزون لها. وإذا كان هناك بديل واضح، من خلال استكمال تنظيم عمل اللجان الأهليّة المدنيّة، فنحن منفتحون على كلّ الخيارات. وقد بدأنا بتنظيم هذه اللجان"، مشيراً إلى أن "محبتنا لرحبة وأهلها تدفعنا إلى الصمود ، ولا نرضى بأن ترمى إلى المجهول من أجل تحقيق شهوات البعض ومصالحهم الضيّقة".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم