الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

"أنا الموقّع أدناه" يوري مرقدي: عودتي حقيقية ولن يتبعها غياب

نسرين الظواهرة
"أنا الموقّع أدناه" يوري مرقدي: عودتي حقيقية ولن يتبعها غياب
"أنا الموقّع أدناه" يوري مرقدي: عودتي حقيقية ولن يتبعها غياب
A+ A-

يوم أطلق يوري مرقدي أغنية "عربيّ أنا"، منذ تسعة أعوام، لفت الإنتباه إلى الخط الفني الذي انتهجه والذي يختلف عن الجو الفني العام. انقسمت حوله الآراء. البعض لم يستوعب اختلافه، والبعض الآخر انجذب إلى تطرفه الفني، لكن الجميع اتفق على فرادة أعماله في الأفكار والموسيقى التي تستحق التقدير في زمن التكرار والنسخ.


غاب يوري مرقدي عن الساحة الفنية تسعة أعوام، هاجر خلالها إلى كندا وعوّض بُعده عن بنتيه، فعاش معهما كأي والد ينشغل عن شغفه في الحياة بالأمور الحياتية اليومية. كما أن الأوضاع التي مرّ فيها العالم العربي شلّت تفكيره وأبعدته عن الجو الفني، كما لو أن كل ما يمكن قوله فنياً لا يساوي قيمة بحث المواطن العربي عن الإستقرار وعن لقمة العيش وعن الحياة بكرامة... لكنه شعر فجأة بوحشة غريبة، كما لو أن الأوكسجين لا يصل إلى دماغه، فقرر العودة، ومنذ أربع سنوات يعمل على ألبومه الغنائي الثاني "أنا الموقع أدناه".
في عنوان الألبوم "أنا الموقع أدناه" رسالة مباشرة من يوري مرقدي لخّصها بتحمّله كامل مسؤولية الغياب والعودة ومضمون العمل ونتائجه من البابوج إلى الطربوش.
أثناء غيابه تأكد مرقدي من حدة شغفه بالموسيقى ومن أن العودة ضرورية لزرع الفرح والأمل. ورغم انقضاء زمن الألبومات، اختار العودة بألبوم كامل، لأن غيابه الطويل لا يمكن أن تعوّضه أغنية منفردة واحدة. كتب مرقدي ولحّن أكثر من عشرين أغنية قبل أن يختار الأفضل لضمّها إلى ألبومه. عن الموضوعات التي بدت لافتة وتحمل أبعادا، أكد أنه بقدر حرصه على الموسيقى يبحث عن الموضوعات التي تعكس ببساطة واقع اليوم. "أنا فضّلت أن أنقل الواقع على طريقتي". ولماذا بالفصحى؟ أظن أن الفصحى تختارني، أجد نفسي أعبّر بتلقائية كبيرة... وأحياناً أكتب باللهجة اللبنانية أو المصرية. الأمر يختلف بحسب المزاج "بقعد وما بعرف شو بيطلع معي". يوري يعلم أن الفصحى تصل إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين، وهذا بالنهاية هدف شرعي للفنان، وقد يكون من الأسباب الأساسية التي جعلت شركة "مزيكا" تشاركه في إنتاج الألبوم وتوقّع معه بعد إعجابها بمستوى العمل ككل.
في غيابه كان مرقدي بعيدا وقريبا عن الوسط الفني، يتابع عن بعد من دون الغوص في الجو الموسيقي العام "ما بنكر في موسيقى كانت تزعلني كتير بمستواها الرديء، وفي قصص كانت مهمة". يرى في موسيقاه اليوم نضجاً كبيراً "بفترة التحضير انزويت بالستوديو اللي كان ملعبي ومهربي وممنوع حدا يخرق عالمي... اختفيت متل الدب القطبي..." (ضاحكاً).
رفض مرقدي العودة بعمل يعكس الواقع السياسي الذي نعيشه، لأن دور الفن برأيه أن يمحو المأساة وينشر الأمل. إلا أن أغنية "أحلام كبيرة" تعكس واقع الشباب اليوم الذين لا يجدون أُفقاً لطموحهم، وأحلامهم تتكسر "بفرح لما إسمع من الشباب كلمة فشيت خلقنا بهالغنية... علماً إني وصلت لنتيجة إنو الحلم اللي ناطرينو هوي راحة البال هوي إنو نشرب قهوتنا عرواق... يمكن الحلم عم يتحقق كل يوم بهالقصص البسيطة ونحنا مش عارفين".
وين موقعك على الساحة الفنية؟ يجيب سريعاً: "أنا في خانة من يكتب ويلحن ويغني... لا أحب المقارنة كثيراً". وعن اختلافه الذي لا يفهمه البعض يقول: "أنا بشبه DNA تبعي مش مفروض إشبه حدا وما بحب".
مرقدي فوجئ عندما أخبرته أن البومه هذا الأسبوع احتلّ المرتبة الثانية بنسبة المبيعات "من حسناتي وسيئاتي أن أي عمل أصدره يصبح خلفي واليوم بدأت بالتحضير لأعمال جديدة".
يوري اختار تصوير "لو سمحتي" لأن لهذه الأغنية مكانة خاصة، فبعدما انتهى من كامل أغاني الألبوم كتبها ولحنها وضمّها في اللحظات الأخيرة، وقد اختار تصويرها لأن قوتها في بساطتها. أما عمله التالي الذي ينوي تصويره فهو إما "أحلام كبيرة" أو "يا قاهرة".
وهل يمكن أن تقدم أعمالا من توقيعك لزملاء لك؟ "في السابق كنت أشعر بأن أعمالي جزء لا يتجزأ مني ولا يمكن أن أتخلى عنها، لكن اليوم لديّ بعض القصص التي أتمنى أن أسمعها بأصوات أخرى". متل مين؟ يتردد. "لم أفكر في هذا الموضوع، لكن قد تكون الفنانة كارول سماحة من هذه الأسماء فهي تعطي حقا لكل أغنية تؤديها". ويضيف: "ضروري يكونوا الفنانين قريبين من خطي الفني. إنو ما فيني أعمل غنية دبكة مثلاً لأن مش شغلتي".
يوري مرقدي في "أنا الموقع أدناه" يسجل عودة حقيقية لن يتبعها غياب، وخصوصاً أن خبرته كشفت له شغفه الحقيقي في الحياة "أنا ما بعرف شو بدي، بعد بكير... بس أكيد صرت أعرف شو ما بدّي". ومن هذا المنطلق يعيش حلمه اليوم ويستعد بعد حفلته في السويد التي حضرها أكثر من خمسة آلاف شخص لسلسلة حفلات في مصر وأبو ظبي وأوستراليا.


 


كل عمل أصدره يصبح خلفي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم