الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

هل نشهد انهياراً للجسور بسبب أطنان النفايات المتكدسة حولها؟

المصدر: "النهار"
باسكال عازار
هل نشهد انهياراً للجسور بسبب أطنان النفايات المتكدسة حولها؟
هل نشهد انهياراً للجسور بسبب أطنان النفايات المتكدسة حولها؟
A+ A-

وكأن انعكاسات #أزمة_النفايات الصحيّة والبيئية لا تكفي، فقد دخل تأثيرها على خط الحوادث إذ يتخوّف بعض المواطنين من تأثير انبعاثات أطنانها المتكدسة أسفل الجسور وفي محيطها على تآكل الإسمنت وانهيار هذه الجسور التي يفتقد عدد كبير منها في الأساس إلى الصيانة والبنية القوية. فهل نشهد في المرحلة المقبلة انهياراً لجسور وحوادث مماثلة بسبب أزمة النفايات؟


يوضح الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية والدكتور المهندس رشيد قرطاس أن "الغازات المنبعثة من النفايات تؤدي إلى تفسّخ الإسمنت وتآكله، فهذا صحيح، ولكن السقوط أو الانهيار لا يحصل خلال شهر أو شهرين من تكدّس النفايات حول الجسر، بل يتطلب ذلك وقتاً يمتدّ حتى سنة ونصف السنة أو حتى سنتين".
ويشرح قرطاس أنه من الناحية العلمية "تنتج النفايات غازات، وإذا ما أنتجت ثاني أكسيد الكربون، فهو يؤدي إلى ما يعرف بـ Carbonatation du Béton ما يؤثر على ديمومة الباطون المسلح أو الخرسانة، فيصاب الإسمنت بالتفسخ والتآكل ويصاب بالاهتراء بوتيرة أسرع في حال توافرت الرطوبة أو المياه وتفاعلت مع هذه الغازات".
أما عن اقتراب فصل الشتاء والأمطار التي توفّر المناخ الرطب المحيط بالغازات المنبعثة عن هذه النفايات، قال: "المياه كما قلت تسرّع من وتيرة هذه العملية وتؤدي إلى تآكل أسرع ولكنها مع ذلك عمليّة تتطلب وقتاً ولا تجري بسرعة فالقضية ليست قضية أسبوع أو أسبوعين".
وأضاف: "ثمّة عوامل أخرى تؤدي إلى تآكل الجسور والأنفاق كالغازات المنبعثة من آلاف السيارات التي تمرّ يومياً قربها أو داخلها أو عليها وهي تضطلع بدور أكبر بكثير من غازات النفايات، ولا يمكن أن ننسى تأثير ملوحة مياه البحر على الجسور المقابلة للبحر وتآكلها، فهذه كلها عوامل مؤثرة ستتفاقم حدّتها مع إضافة عامل الغازات المنبعثة من النفايات". وختم "أكرر تكديس النفايات حول الجسور سيؤدي إلى التخفيف من ديمومة الإسمنت، لا ضرورة للتخوّف من تساقط الجسور في المدى القريب لأن سقوطها بفعل التآكل يتطلب وقتاً طويلاً وأعتقد أن الدولة ستكون لحينه قد حلّت أزمة النفايات ".
وزارة الأشغال تتابع
طرحت "النهار" قضية تآكل الجسور بفعل الغازات المنبعثة من النفايات على وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر الذي أوضح أن "الفنيين في الوزارة على علم ودراية بهذا الموضوع، لكن النفايات لن تبقى تحت هذه الجسور طوال عام أو عام ونصف عام وإلا فلنذهب جميعاً إلى بيوتنا". وتابع "أعمل حالياً على إيجاد حلّ لنقل هذه النفايات من محيط الجسور التابعة لوزارة الأشغال ومنع رمي القاذورات مجدداً. أطمئن المواطنين أننا نتابع الموضوع وغير غافلين عنه".


[email protected] 
Twitter: @azarpascale 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم