الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

استقالات وخلافات وعزل... بوتين يقسم ادارة أوباما

المصدر: "النهار"
استقالات وخلافات وعزل... بوتين يقسم ادارة أوباما
استقالات وخلافات وعزل... بوتين يقسم ادارة أوباما
A+ A-


تتزايد التقارير الواردة من واشنطن عن خلافات بين ادارة الرئيس باراك أوباما في شأن طريقة الرد على السياسات الروسية في أوكرانيا أولا وفي سوريا حالياً. وهي تنسب الى مسؤولين أميركيين قولهم أن تردد اوباما في الرد بحزم على استفزازات الرئيس فلايديمر بوتين يبعث باشارات عن ضعف الولايات المتحدة، بعد سلسلة الاخفاقات التي واجهتها الخطة الاميركية لمواجهة "الدولة الاسلامية" وفضيحة برنامج تدريب المقاتلين السوريين المعتدلين والتلاعب بالتقارير في شأن التقدم الذي تحققه الحملة ضد "داعش".
قبل أسابيع، قدمت مسؤولة روسيا في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ايفلين فاركاس استقالتها من منصبها.ومع أنها أبلغت الى أصدقائها أن قرارها ناتج من اسباب "شخصية" ،أثارت هذه الخطوة تساؤلات كثيرة في خضم الخلافات القائمة داخل الوزارة في شأن طريقة مواجهة روسيا في اوكرانيا وسوريا.وقبلها قدم المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى العراق وسوريا الجنرال جون ألن استقالته فجأة، متهماً البيت الابيض بالاخفاق في تأمين موارد مناسبة للمعركة ضد "الدولة الاسلامية ".
وجاءت استقالة ألن في الوقت الذي ينهي رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ولايته ، وبالتزامن مع التحقيقت التي تجريها وزارة الدفاع في ادعاءات من محللين في القيادة المركزية بأنهم تعرضوا لضغوط للتلاعب بتقارير واعطاء صورة ايجابية عن التقدم الذي تحقق في الحرب التي يشنها الائتلاف الدولي ضد "داعش ".
الواضح أن التدخل الروسي العسكري في سوريا أحدث ارباكاً جديدا داخل فريق الامن القومي المنهك والمحبط احياناً، في مواجهة رئيس يبدي مزيدا من التصلب حيال القيام بأية مجازفة مع اقتراب السنة الاخيرة له في البيت الابيض.
مجلة "بوليتيكو" تنسب الى مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية قوله :"نحن نكتفي برد الفعل...هناك ميل الى الانتظار" ومراقبة الخطوات التي يتخذها اللاعبون الاخرون.
الواضح أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، بعد سنوات من الدعم السياسي والعسكري للنظام السوري، أحبط الزخم الذي كانت ادارة أوباما تنوي البناء عليه بعد توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وطهران.يضاف الى هذه الخيبة الاخفاق الذريع لبرنامج "البنتاغون" لتدريب المعارضة السورية وتجهيزها لمواجهة "الدولة الاسلامية".
وليست التوقعات كبيرة للخطة الجديدة التي وضعها "البنتاغون" والقاضية في أن يسلم السلاح من خلال قادة المتمردين الذين يقاتلون على الأرض فعليا.
تقول كريستين وورماث، المسؤولة عن السياسات في "البنتاغون" أن هذه الخطة تمثل نهجا جديدا "حيث أننا سوف نتأكد من القادة بدلا من التأكد من جميع المقاتلين".
ولكن إذا كانت الخطة الأولية غير واضحة ومشكوك فيها، فالخطة الجديدة هي بحسب وصف "النيويورك تايمس" هلوسة" ويجري تطبيقها مع دخول الحرب في مرحلة أكثر خطرا الآن بعد زيادة روسيا دعمها لقوات الأسد.
وفي مقال افتتاحي موقع من مجلس تحرير الصحيفة أن ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الولايات المتحدة سوف تنجح فجأة في إيجاد جماعات متمردة تتشارك معها في هدفها الضيق في إضعاف الدولة الإسلامية، ولا تنضم إلى الجهود الرامية إلى إسقاط الأسد. تجربة واشنطن في سوريا وفي الحروب الأخيرة تظهر أن المقاتلين بالوكالة عادة ما يكونوا متقلبين وأن دخول السلاح في الحرب دون رقابة حقيقية عادة ما يكون له نتائج كارثية.
التوقعات داخل الادارة الاميركية مخفوضة في شأن نتيجة هذه الجهود.وتقول مصادر مطلعة على النقاشات داخل الادارة أن الدائرة الضيقة للجناح الغربي في البيت الابيض تشكل جدارا أمام اية وجهات نظر معارضة.وتشرح هذه المصادر أن المستشارين الكبار ،بمن فيهم مستشارة الامن القومي سوزان رايس ورئيس اركان البيت الابيض دنيس ماكدونوه، يعكسون حذر الرئيس من تصعيد أميركي في ما يتعلق بسوريا أو روسيا، و لا يحضونه على مراجعة افتراضاته.
وفي المقابل، يدعو وزير الخارجية جون كيري الى رد أقوى على استعراضات بوتين، بما فيها اقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وهو ما وصفه اوباما أخيرا بأنه اقتراح "نصف ناضج".كذلك تنقل صحف ميركية عن وزير الدفاع آشتون كارتر قوله في اجتماعات للمسؤولين الكبار في الادارة أن واشنطن لا تواجه بحزم استفزازت بوتين.وشكا مدير الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي اي" جون برينان من أن المقاتلات الروسية تقصف مقاتلين من المعارضة السورية تدعهم وكالته مع افلات واضح من العقاب.


عزل


الى ذلك، عزل موقف اوباما المتردد في اتخاذ اجراءات حازمة بمواجهة موسكو بعضا من المتخصصن في روسيا داخل ادارته .فاضافة الى ايفلين فاركاس المعروفة باستيائها من رد الادارة الاميركية على ضم روسيا القرم ودعمها للانفصاليين في الدونباس، ، تراجع حضور فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا، بعد تصريحات قوية لها ضد الروس. وتعاني الوضع نفسه مديرة روسيا وأوراسيا في مجلس الامن القومي سيليست والاندر.
ولعل المقابلة التي أجرتها شبكة "سي بي أس" مع اوباما الاحد الماضي والاسئلة التي طرحت عليه، عكست جزءا من الخيبة من النتائج المتواضعة التي حققتها ادارته في مواجهة "الدولة الاسلامية".
وكان الاشتباك العلني بين أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في وقت سابق على اقتراح اقامة حظر جوي في سوريا دليلا على تمدد "التململ" بين الديموقراطيين.
وكررت هيلاري كلينتون المرشحة الاوفر حظا في الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في 2016 الدفاع عن فكرة اقامة منطقة حظر جوي في سوريا ، وهي فكرة يدعمها الجمهوريون خلال مناظرة تلفزيونية لمرشحي الحزب الثللثاء.


[email protected] 
twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم