الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

كيف ستواجه تونس "ذئاب الارهاب"؟

المصدر: النهار
اسرار شبارو
كيف ستواجه تونس "ذئاب الارهاب"؟
كيف ستواجه تونس "ذئاب الارهاب"؟
A+ A-

فجأة ومن دون أي مؤشرات غيّر اعصار الارهاب اتجاهه، مرّ من تونس، واسفر عن 23 قتيلاً أغلبهم من السياح الاجانب. الهجوم كان مباغة للدولة والمراقبين. الأجهزة الامنية والسياسية استنفرت والعالم استنكر، منسوب الخشية من الاعصار والمفاجآت التي يطلقها ارتفع، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اعلن جهوزيته فهو سيقاوم الإرهاب "بلا شفقة ولا رحمة".


تنظيم "الدولة الإسلامية "تبنى الهجوم، لكن "الأقليات الوحشية" لا تخيف التونسيين بحسب رئيسها، والحكومة جهزت خطة المواجهة، بعد تهديد "داعش" في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت "إن ما رأيتموه اليوم أول الغيث بإذن الله، ولن تهنؤوا بأمن أو تنعموا بسلام وفي الدولة الإسلامية رجال كهؤلاء لا ينامون على ضيم".


"سلّة مخاوف"


المحلل الأمني والعسكري التونسي فيصل الشريف أكد لـ "النهار" أن" هدف الارهابين هو تقويض تجربة نجاح تونس في الثورة ضمن الربيع العربي، فالارهابيون لا يمكنهم التحرك الا في ظل الفوضى، هذه الجماعات لا تؤمن بالدولة ولا بالحدود ولا بالجيش".
اذا كانت خطة الحكومة وضع رقابة مكثفة في جميع المواقع السياحية ونشر قوات إضافية في محيط مؤسسات الدولة التي قد تكون أهدافا لهجمات ينفذها متشددون، فإن قوة تونس بحسب الشريف" في تكاتف المجتمع المدني وعدم القدرة على تقسيم الشعب سواء على المستوى العقيدي و العرقي أو اي منحى آخر، فهناك رؤية موحدة لهذا الشعب ضد الارهابين".
لا تقتصر مخاوف التونسيين على الجماعات التكفيرية الداخلية فهم يخشون من الاوضاع الاقليمية الخطيرة التي تحيط بالبلاد" الاخطار محدقة بنا من جميع الاتجاهات والمجموعات الارهابية تتنقل في جميع ارجاء المنطقة من مالي الى الجزائر الى ليبيا بالتحديد سرت الليبية التي باتت معقلا للمجموعات الارهابية". وشرح الشريف" السلاح يتدفق من هناك كما أن العنصرين اللذين قاما بعملية باردو تدربا على الاسلحة في ليبيا قبل عودتهما وتنفيذ الهجوم الارهابي".


تنقل الذئاب المنفردة


الشريف قلل من مصداقية تبني "داعش" للهجوم والـ" الفارسان الانغماسيان من فرسان دولة الخلافة أبو زكريا التونسي وأبو أنس التونسي" اللذين بحسب التنظيم استهدفا متحف باردو حيث قال" تبني لا معنى له فالقاتلان لم يعلنا عن انتمائهما لذلك لا يمكن لاي طرف ان يتبنى العملية لان الخطة الجديدة لهؤلاء الارهابيين باتت تعرف اليوم بتنقل الذئاب المنفردة من خلال قيام شخصان او ثلاثة بالتنقل والتحضير لعملية ارهابية نوعية" واستطرد" لا يجب ان يخفى على أحد أهمية الرمزية بالنسبة للارهابيين، فباردو ثاني أكبر متحف في افريقيا بعد متحف القاهرة، يعج سنويا بنحو 4 ملايين سائح، هو رمز الثقافة وعمق البلاد، استهدافه تقويض للبعد الثقافي والتاريخي لتونس، كما انه يقع في المربع الأمني للبرلمان لذلك كانت هدف الارهابيين بعث رسالة على انهم يقدرون على ضرب قلب البلاد".


الحل


"الظاهرة الارهابية في تونس جديدة، فالأمر ليس كالجزائر التي تحاربها منذ نحو عشرين سنة، و يا للاسف لا يوجد لدينا استراتيجية لمحاربتها وهذا ما نلوم الحكومة عليه، لذلك عندما تقع عملية ارهابية يزجون الجيش والشرطة في المواجهة من خلال انزالهم الى الميدان. هذا الظاهر من الحل كون المعضلة لها جانب امني متمثل في العمل الاستخباراتي حيث تم تقويض البوليس السياسي منذ العام 2011. اما الجانب الاخطر فهو ان عمق الظاهرة الارهابية ثقافي، حيث السؤال الاساسي كيف يتم استدراج الشباب واستقطابهم الى الجوامع وتدريبهم ثم ارسالهم الى الموت؟ الظاهر امني عسكري لكن الحماية من الارهاب تتم عبر تحصين شبابنا من هذه السوسة التي تنخر الاجيال".
الشريف متفائل " حتى ولو نفذ الارهابيون عددا من العمليات لن يقوضوا عمق الدولة الوطنية ولا الشعب التونسي الذي يرفض هذه الظاهرة تماماً، بالتالي هذا الجسم الدخيل لن يجد موطئ قدم له في تونس".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم