الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

أليس شبطيني تستعيد مسيرتها: كافحت لأثبت نفسي

"النهار"
أليس شبطيني تستعيد مسيرتها: كافحت لأثبت نفسي
أليس شبطيني تستعيد مسيرتها: كافحت لأثبت نفسي
A+ A-

الثامن من آذار هو اليوم العالمي للمرأة. يومٌ تجتمع فيه نساء في دول مختلفة ويخرجن للمطالبة بحقوقهن. يومٌ تتذكّر فيه النساء نضالهن الطويل الذي انطلق في منتصف القرن التاسع عشر حينما خرجن إلى شوارع نيويورك احتجاجاً على ظروف قاسية كن يعملن بموجبها، وبقين يطالبن بحقوقهن حتى سنوات لاحقة، فاستفدن من الثورة الشيوعيّة وشعاراتها الحقّة في المساواة والعدالة الاجتماعيّة، ومن الحركات التحريريّة التي انطلقت في دول مختلفة، إلى أن اصبح هذا اليوم مناسبة عالميّة للاحتفال بالمرأة والتذكير بنضالها.


أجرت "النهار" حواراً مع وزيرة المهجّرين أليس شبطيني التي حلّت، وحيدة من لبنان، في المرتبة العشرين على لائحة "فوربس الشرق الأوسط" للسيّدات العربيّات الأكثر قوة وتأثيراً في القطاع الحكومي. ولدت شبطيني عام 1946 في طرابلس، تزوّجت من الدكتور ألبير العم ولها أربعة أولاد. مجازة في الحقوق والعلوم السياسيّة والحقّ العام وحائزة على شهادات في قوانين العمل الدوليّة. أستاذة في مادة قانون العمل. قاضية منذ 42 عاماً، تولّت منصب رئاسة غرفة في محكمة التمييز بالتكليف ثمّ رئيسة لمحكمة التمييز العسكريّة.


المرأة في السياسة
لا تعتبر شبطيني حلولها وحيدة من لبنان في لائحة السيّدات العربيّات الأكثر قوة في القطاع الحكومي تراجعاً في الدور السياسي للمرأة اللبنانيّة، بعدما كانت رائدة وفاعلة في كلّ النشاطات والتحرّكات والمظاهرات منذ عهد الاستقلال، وتقول: "يجب مقارنة اللوائح الصادرة عن فوربس في السنوات السابقة، وإن حلّت أي لبنانيّة فيها، لنعرف إذا كان هناك تراجع أو تقدّم في الدور السياسي للمرأة اللبنانيّة. الناس يرون نجاح المرأة في المجالين الاجتماعي والتربوي، ولكنهم لا يعتمدون عليها في القرارات المصيريّة. الأمر ذو صلة بتولي الرجال المراكز العليا، أكثر مما هو مرتبط بطغيان العقليّة الذكوريّة التي ترفض تبوؤ المرأة المراكز القياديّة. أما المسؤوليّة فتقع على الأهل الذين يربون أولادهم ويفرّقون بينهم، فلا يعوّدون بناتهم على مواجهة الحياة في سن مبكرة".


"تسليع" مستفزّ
عند الحديث عن النساء المؤثرات في ميادين السياسة والعمل والأعمال يكون عدد اللبنانيّات أقل من عددهن في لوائح النساء الجميلات. واقع يستفزّ أليس شبطيني ويثير اشمئزازها. إنه واقع تسليع المرأة، وتقول: "يحبّ الإعلام الإضاءة على الجميلات وتسلية المجتمع أكثر من تثقيفه، هذا الواقع تبلور بعد مرحلة الحرب، كان الناس يبحثون عما ينسيهم آلام المعارك. أمام هذا الواقع على المرأة أن تجهد وتنافس لتصل. كفايتها واضحة والدليل أن واقعها في الدولة بات أفضل مما كان عليه خصوصاً بعد التعيينات الأخيرة. سابقاً كانت المرأة محرومة ولم يكن لديها حرية كالتي تملكها اليوم".


العائلة أهم نجاح
على رغم عملها في القضاء لمدة 42 عاماً، وسعيها لتحسين وضع المرأة اللبنانيّة في الضمان الاجتماعي والعمل، وتوليها وزارة المهجّرين، إلّا أن الزواج والأمومة وتأسيس عائلة هي النجاح الأكبر بالنسبة إلى أليس الشبطيني، إذ تقول: "كنت متزوّجة عندما دخلت إلى القضاء، وأكملت الدكتوراه وحياتي العمليّة. الزواج لا يبعد المرأة من العلم والعمل، بل ينظّم حياتها ويساعدها إلى الوصول. تعمل المرأة لتفرح عائلتها. أصبحت سعادتي تامّة وشاملة عندما أسّست عائلة وأنجبت أولاداً، إنهم أهمّ من النجاح في العمل".


المطالبة حقّ وواجب
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل انتقاص منها واعتراف ضمني بأنها أقل منه، معادلة لا تعترف بها أليس شبطيني، فالواقع المعاش مختلف، ويشير إلى التمييز الحاصل في الحقوق بين الرجال والنساء. وتضيف: "المرأة تطالب بحقوقها لأن هناك تمييزاً بينها وبين الرجل. الحقوق التي يحصل عليها الرجل هي أكثر من تلك التي تأخذها المرأة، سواء لناحية منح الجنسيّة للأبناء، أو اختيار كنية الأم، أو الاستفادة من المساعدات الاجتماعيّة في صناديق التعاضد والتعويضات العائليّة سابقاً، إنه أمر واقع وعلينا أن نقرّ به. لكن، لئن مسؤوليات المرأة وواجباتها زادت في عصرنا الحديث، عليهم مساواتها في الحقوق على الأقل".


والدي دعمني
كانت شبطيني من أوائل رعيل القضاة في لبنان، كانت المرأة الوحيدة بين مجموعة من الرجال، ولكنها لم تعاني تمييزاً، وتقول: "المرأة تثبت نفسها وتنتزع حقها بنفسها، كنت من أوائل القاضيات في لبنان، تعاملت مع الرجال بصورة عفويّة، لم أسمح لأحد بالانتقاص من شخصي، كانت شخصيتي قويّة. اكتسبت هذه الصفات من بيتنا الذي تركته بعد نجاحي في الفلسفة. أعطاني والدي سيارة ومالاً وأرسلني لأتابع دراستي على الرغم من معارضة العائلة. تركت طرابلس ونزلت إلى بيروت. قال لي أنت مسؤولة عن نفسك فحافظي عليها وعلى صيت العائلة".


القضية والجرأة
حالياً قضيتها الأهم المصلحة العامّة. لقد مرّت بظروف كثيرة تبدّلت خلالها الأولويات، لكن اليوم تريد ملأ المكان الذي ارتضت به، وتحمّل مسؤولياتها الوزارية. جرأتها تصل إلى حدود تقديم الذات، وهو ما عبّرت عنه عندما عرضت الذهاب إلى "داعش" مقابل الإفراج عن العسكريين المخطوفين. أما صفة أقوى امرأة فتقدّمها لكلّ من تعبت في حياتها وكانت الجندي المجهول في مسيرة من العطاء المجاني.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم