الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

معلّمة تعتدي على تلميذ في الامتحان الرسمي

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

المكان: مدرسة حارة صخر الرسمية.


الزمان: اليوم الثاني من امتحانات الشهادة التكميلية (البروفيه). 
الموضوع: معلّمة تعتدي لفظياً على تلميذ وتهينه معنوياً أمام زملائه وزميلاته.
أنقل إلى المعنيين في الشأن التربوي، وخصوصاً إلى وزير التربية الوطنية، والمدير العام للوزارة، الحادثة الآتية، بموضوعية كاملة، لكنْ بألم شديد، ممزوج بالغضب والشعور بالإهانة.
كان الفتى أ. ع. ع. قد دخل إلى قاعة الامتحان، على سابق ما جرى في اليوم الأول، عندما اقتربت منه معلّمة من اللواتي والذين يتولون المراقبة، وقالت له بصوتٍ عالٍ، على مسمعٍ من الجميع، وأيضاً بهزءٍ شديد: هل أنتَ فتاة أم صبي، لتضع "حلقة" في أذنك؟
كان الصبي يعلّق في أذنه ما يوحي بـأنه "حلقة"، هي أشبه بحبّة مجوهرات صغيرة، متواضعة، على ما يفعل بعض جيلنا الجديد.
من دون أن يردّ على المعلّمة بأيّ كلمة، أو يقلّل الاحترام، أبدى استغرابه الشديد حيال هذا التصرف العدواني من سيدة ذات مسؤولية تربوية، يُفترض بها أن تكون ساهرةً على حسن سير الامتحانات، وعلى توفير جوّ نفساني للتلامذة، كي يتمكنوا من اجتياز امتحاناتهم بأقلّ ما يمكن من أجواء التشنج التي أحاطت بالعملية التربوية كلها من جراء الخلاف بين هيئة التنسيق والحكومة حول سلسلة الرتب والرواتب.
لم يعجب المعلّمة أن الفتى ظلّ متماسكاً، هادئاً، غير مبالٍ بها، عاكفاً على امتحاناته، بشيء من الأنفة، متفادياً تأجيج المسألة، على رغم ما لحق به من إهانة علنية؛ فراحت تزعجه خلال فترة الامتحان تلك، بتدخلات عجيبة غريبة، وتمطره باستفهامات وملاحظات، من مثل أن يجلس جيداً، ومستقيماً، وأن لا ينظر يميناً أو يساراً، ثمّ أن يقدّم ورقة الامتحان ما دام قد أنهى كتابة الأجوبة، وسوى ذلك من تصرفات لا تليق بمعلمة، فكيف في مثل هذه الظروف التربوية المتشنجة.
حاول الفتى بعد خروجه من غرفة الامتحان، أن يسأل مراقِبة ثانية كانت في الغرفة عن اسم المعلّمة، فرفضت، متذرعةً بأنها قريبتها.
ما يهمّني شخصياً من هذه القضية، ليس فقط أنها تعنيني شخصياً، وأن الإهانة التي لحقت بالفتى أشعر أنها أصابتني أنا أيضاً، ومن المفترض أن تلحق بكل شخص سوي؛ بل يهمّني أن تصرّف تلك السيدة يعبّر عملياً ورمزياً عن انحطاط المستوى التربوي والأخلاقي والقيمي، الذي يتيح لأيّ شخص أن يعتدي على آخر، معتبراً أن هذا الاعتداء مشروع، بل هو حقّ مكتسب، ما دام سلّم القيم المعياري قد بات منتهَكاً ومغتصباً. بل بات ضريحاً بين أضرحة هذه الجمهورية.
سلامي إلى معالي الوزير وإلى سعادة المدير العام.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم