الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما يترشح لولاية جديدة رغم الاستهجان والفضائح

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

واجه رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما امام العالم اجمع هتافات الاستهجان خلال حفل تأبين نلسون مانديلا في كانون الاول وهو يبدو اليوم صامدا على رغم الفضائح المتتالية سنة بعد سنة بفضل سيطرته على المؤتمر الوطني الافريقي.
تولى زوما (72 سنة) الملقب بـ ج. ز. او مشولوزي، وهو اسمه القبلي، الحكم في جنوب افريقيا في 2009 ويتوقع تجديد ولايته عقب انتخابات السابع من ايار، ولكن اسمه اقترن بملاحقات بتهمة الفساد -تم التخلي عنها- ومحاكمة بتهمة الاغتصاب خرج منها براءة.
وفي الملعب عينه الذي تعرض فيه الى صيحات الاستهجان في كانون الاول، هتف تأييدا له نحو مئة الف من انصار الحزب الحاكم والذين نقلوا في حافلات للمشاركة في اخر مهرجان انتخابي عملاق.
وإن كان لا يتميز بفن الخطابة فإنه يعرف جيدا في المقابل كيف يجمع بين الآراء المضادة وكيف يجعل الجماهير تنشد وترقص وهو نوع من الكارسما الشخصي الذي يروق للافارقة من سكان الارياف.
وقال رئيس نقابة كوساتو النافذة سدومو دلاميني: "انه لم يتأثر بالافتراءات التي استهدفته كشخص وكزعيم وظل ثابتا واحتفظ بالجميع داخل الائتلاف (المؤتمر الوطني الافريقي، الشيوعيون والنقابات) مبديا تفهما كبيرا لمختلف الاراء".
واضاف ان قوته تكمن ايضا في كونه "يعرف معاناة الناس البسطاء" لانه "عندما يتحدث عن الفقر، فانه يعرفه" مذكرا بان زوما ولد في زمن نظام الفصل العنصري من ام خادمة ولم يتمكن من الذهاب الى المدرسة الا عندما سجن.
ويقول منتقدوه والعديد من المراقبين ان الرئيس يتحكم في البلاد بفضل المحسوبية والجمود وعنصرية ضد البيض ممزوجة بحذق بالخوف وضمانات قدمها للاعيان والتحكم في الحزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي حقق تقدما في مسقط رأسه كوازولو ناتال المنطقة التي اصبحت الفرع الاول في الحزب وتعيين مسؤولين يحمونه من الملاحقات.
وعلق غاريث نيوهام الباحث في معهد دراسات الامن ان "المشكلة الكبيرة مع جاكوب زوما هي التعيينات المتكررة" في الجهاز القضائي والامني التي تشمل "خصوصا اشخاصا قريبين جدا من الرئيس واصدقائه او من عائلته" و"اناسا اخلاقهم غير متينة ولا يتمتعون بكفاءات ولا مؤهلات".
واضاف نيوهام ان "هناك العديد من الادلة التي تثبت ان الجهاز القضائي ملتزم حماية الفرع الموالي لزوما في الحكم ورئاسة المؤتمر الوطني الافريقي وحمايته هو واصدقائه من التحقيقات والملاحقات القضائية".
ويشرح الصحافي ريتشارد كالاند في كتابه "عهد زوما" انه ظن في وقت ما ان زوما سيكون "رونلد ريغان جنوب افريقي" قبل ان يدرك "انه فارغ ايديولوجيا وسياسيا وانه بمثابة عاهل من القرون الوسطى محاط بخنادق جافة ومجموعات مصالح ومنظمات وفصائل مختلفة تتصارع من اجل الهيمنة".
لكن زوما الذي توقع المعلقون السياسيون مرارا زواله لا يزال صامدا.
وقد ظن عدد انه مات -سياسيا- بعد المجزرة التي اودت بحياة 34 من عمال المناجم المضربين في مريكانا (شمال) في اب 2012 برصاص الشرطة.
وتكهن اخرون بسقوطه بعد فضيحة تجديد منزله العائلي على حساب الدولة في نكادلا (شرق) بنحو 246 مليون راند (16,5 مليون أورو).
كذلك حملته الصحافة مسؤولية الهزيمة العسكرية في التي راح ضحيتها 15 جنديا جنوب افريقي في افريقيا الوسطى في 2013، وعندما حصل بعض اصدقائه من عائلة هندية ثرية على اكبر امتياز في القرن وتمكنوا من استقبال ضيوفهم في قاعدة عسكرية منتهكين القانون في شكل فاضح.
واعتبرت الصحافية رانجيني مونوسامي في صحيفة دايلي مافيريك عبر الانترنت والتي كانت مقربة من الرئيس ان "على الرغم من الفضائح التي تخللت السنوات الخمس الاخيرة من الصعب توجيه التهمة اليه مباشرة، والمؤتمر الوطني الافريقي ما انفك يقول ان الذنب ليس ذنبه".
واضافت: "واضح في جنوب افريقيا ان ليس الافضل من يصبح رئيسا بل الاقوى داخل المؤتمر الوطني الافريقي بسبب هيمنة الحزب على البلاد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم