السبت - 04 أيار 2024

إعلان

"حكايات المماليك المصرية" لهاني حمزة: الماضي وصلته باليوم

المصدر: "النهار"
جيهان محروس
"حكايات المماليك المصرية" لهاني حمزة: الماضي وصلته باليوم
"حكايات المماليك المصرية" لهاني حمزة: الماضي وصلته باليوم
A+ A-

 

كتبت جيهان محروس

الدولة المملُوكية أو دولة المماليك هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في مصر خلال أواخر العصر العباسي الثالث، وذلك بعد ضعف الدولة الأيوبية في #مصر حيث قام المماليك بإسقاط الملك الأشرف آخر سلطان أيوبي، وأقاموا حكماً خاصاً بهم، الذي استقوى وثبت بعد انتصارهم على المغول في معركة عين جالوت حيث قاموا بفرض السيطرة على مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبذلك استطاعوا حكم مصر والشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية أكثر من قرنين ونصف القرن وبالتحديد من 1250 إلى 1517م وكانت عاصمتهم القاهرة.

لقد امتاز عصر المماليك بالازدهار في الكثير من جوانب الحياة وبخاصة في الفن والعمارة، وهو ما جعل الكثير من المؤرخون يؤرخون لهذه الفترة المهمّة في تاريخ مصر، ويعد "حكايات المماليك المصرية" للدكتور هاني حمزة والصادر عن "دار العين للنشر والتوزيع"، واحداً من الكتب البحثية التي حاولت سرد بعض أحداث هذه الفترة.

وعن الكتاب، يقول حمزة لـ"النهار": "أنا مؤرخ لتاريخ العمارة المملوكية، وبرزت فكرة الكتاب خلال أبحاثي الأكاديمية وقراءات للمصادر المملوكية والدراسات المتعلقة بها، فاستوقفتني العديد من الأحداث التي أعتقد أنها هامة فأردت عرضها بطريقة سلسة على القارئ.

وعن الجديد الذي يقدّمه الكتاب حول هذه الفترة، يقول: "الجديد في هذا الكتاب أنه ليس أكاديمياً في منهجه، لكنه تاريخي سردي محقق وموثق، فجميع أحداثه وشخصياته ومعلوماته دقيقة مستقاة من المصادر الأصلية للمؤرخين المماليك والمراجع الأكاديمية الحديثة في مصر والخارج، كما أنه ليس روائياً أو خيالياً... فمعظم حكاياته تربط الماضي بما يجري حاليا، حيث أن الكثير من صراعات العصر المملوكي الداخلية والخارجية، لا تزال مستمرة إلى اليوم وهو ما يجذب القارئ غير المتخصص الى تلك الحقبة المجيدة من تاريخنا".

الكاتب حاول خلال سرده للكتاب عرض العديد من الموضوعات السياسية؛ حول تلك الفترة مثل الخلفاء العباسيين أصحاب السلطة الدينية ومؤسسات الحكم من سلاطين المماليك أصحاب السلطة الدنيوية، كما تناول أدب الرحلات من رحلات مصريين إلى الخارج شمالًا وغربّا، رحلات أجانب إلى مصر لأغراض مختلفة؛ سواء ديبلوماسية أو لطلب العلم أو التجارة أو لزيارة الأماكن المقدسة.

كما تناول الجوانب الاجتماعية لهذه الفترة مثل "تناول المخدرات، الخيانة الزوجية، تعدد الزوجات، النصب والدجل"، وهي الجوانب التى جعلت الكثير من المؤرخين يصفون هذه الفترة لأنها فترة انحلال ثقافي واجتماعي، والتي دافع عنها حمزة قائلاً: "بالعكس، فإنّ العصر المملوكي في رأيي هو العصر الذهبي لمصر الإسلامية حيث بلغت فيه أقصى قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، أما ما تمَّ ذكره من ظواهر اجتماعية، فهو أمر معتاد ذكرتها في الكتاب، فقط لأنها مستمرة بشكل أو آخر حتى اليوم".

ومما جاء في مقدّمة الكتاب: "هذا كتاب من نوع جديد يحتوي على حكايات منتقاة من الحقبة المملوكية (1250- 1517)، لا يربطها موضوع واحد سوى الخلفية التاريخية من حيث الزمان والمكان الهدف، وليس كتابة تاريخ مصر المملوكية، لكنها لقطات مختلفة تلقي الضوء على بعض النواحي الاجتماعية والسياسية لهذه الحقبة".

يُذكر أنّ هاني حمزة هو مؤرخ للعصر المملوكي حصل على الماجستير في الجامعة الأميركية بالقاهرة، والدكتوراه من كلية الآثار جامعة القاهرة، في تاريخ العمارة المملوكية، صدر له سابقاً كتاب "مصر المملوكية... قراءة جديدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم