الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"العدوان الإلكتروني" لإبراهيم اليوسف: فوضى إعلام الديجيتال

المصدر: "النهار"
غلاف الكتاب.
غلاف الكتاب.
A+ A-
صدر حديثًا عن "دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع" كتاب "العدوان الإلكتروني" للكاتب إبراهيم اليوسف في 290 صفحة من القطع المتوسط، يتناول فيه المؤلف مدخلاً تنظيرياً لتوأمة الجهل وفوضى إعلام الديجيتال، وآثار وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع.
 
يقول المؤلف: "إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد استطاعت- بحق- أن تكسر سطوة الإعلام الذي كان يعدُّ السلطة الرابعة، وفق أحد تعريفاتها، ويغدو صوت كل فرد متعلّم أو غير متعلّم، أكاديمي أو متحرّر من أُميته أو حتى أمي، فإنَّ هذا الشكل من الإعلام يتمتع بغواياته لدى أوساط واسعة، بعدما أصبح الإعلام شأناً عاماً، من قبل جميعنا: صغاراً وكباراً، وعلى مختلف مواقعنا ومواقفنا، لطالما إنَّ- جهازاً بحجم الكفّ- بات القناة التي توصل المرء بالعالم كلّه، ويؤدّي وظائف متعدّدة. ينشد إليه الطفل الذي يحبو وهو يجد فيه ضالته، كما المسنّ على سرير المرض والعجز، في آن، ناهيك عن سواهما، إلى الدرجة التي بات يؤثر على سلوكنا اليومي، وطريقة تفكيرنا، وعلاقاتنا، في المنزل. الشارع. المدرسة. المؤسسة. مكان العمل، ومن بين ذلك: إمكان توثيق العلاقات بين الأفراد، مقابل إمكان تدمير الروابط الآدمية، لا سيما إن كل فرد في صالة البيت قد يتواصل مع العالم كله، وهو منقطع عمن معه في صالة البيت ذاته، وهو ما قد ينطبق على أفراد العائلة كلها: الأب- الأم- الأبناء والبنات، لتكون له بهذا آثار جدّ خطيرة على أهم روابط بناء الفرد وعلاقاته الأسرية، ناهيك عن علاقاته في محيط تفاعله اليومي.
 
إزاء ذلك كله، فإنَّه قد تمَّ توزيع السلطة الجديدة بين العوام، بعدما احتلَّت ترتيباً جديداً، قد تكون الأولى، بل هي الأولى تحديداً، أنَّى استطاعوا الاستفادة من هذا العالم الافتراضي، بعدما كانت حكراً على أفراد مؤسسة ما: المدير العام- رئيس التحرير- سكرتير التحرير- المحرر/ المذيع إلخ، وبات في إمكان أيِّ متفاعل في هذا الفضاء أن يحتلَّ أدوار كل هؤلاء، ويكون صاحب منبر نشري وكاتباً في آنٍ واحد، ليتخلَّص من أية رقابة مسبَّقة، وفي هذا ممارسة لحرية النشر في أعلى درجاتها، مما جعل الكثيرين يفكُّون ارتباطهم بأوعية الصحافة ووسائل الإعلام الحديثة والتقليدية، من خلال انخراطهم في عالم وسائل الإعلام ما بعد الحداثية، وبات أمراً مألوفاً أن يخاطبك أمّيّ: هل تتابع حلقاتِ برنامجي على قناة كذا؟ لتغدو بهذا قناة الفيس بوك، كبديل من القناة التلفزيونية التي تكبّد مؤسستها ملايين الدولارات، بينما يمكن تأسيس البثّ عبر هذه القناة في- نصف دقيقة- فحسب، بما في ذلك تأسيس الحساب الفيسبوكي، وفي هذا آثار كارثية، على صعيد آخر، لا سيما من قبل غير المنضبطين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم