الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

"صرخة" من مجموعة درب عكار لحماية وادي جهنم (صور)

المصدر: "النهار"
ميشال حلاق
"صرخة" من مجموعة درب عكار لحماية وادي جهنم (صور)
"صرخة" من مجموعة درب عكار لحماية وادي جهنم (صور)
A+ A-

بلغ الأذى المتمادي لطبيعة وادي جهنم الفاصل بين محافظة عكار وقضاء المنية - الضنية، مرحلة لم يعد من الجائز السكوت عنها، ومن الجائر ألا تتحرك الوزارات المعنية والجهات الرسمية المسؤولة لوضع حد لهذا التغوّل الذي يقوم به أصحاب المقالع والكسارات والمحافر العشوائية، والتشوهات الواضحة التي أحدثها القضم المنظم لطبيعة المنطقة بصخورها وترابها وأشجارها، حيث لا حسيب ولا رقيب، خاصة وأن إحدى المحافر تتوسع عند إقدام أحد المواقع الأثرية التاريخية، قلعة السلاسل في خراج بلدة مشمش العكارية.

وفي هذا السياق أطلقت مجموعة درب عكار البيئية وأهالي المنطقة صرخة في وجه هذا الاغتيال المشهود لبيئة هذا الوادي جاء فيها: إنّ هذا النداء، الصرخة موجهة لكل صاحب ضمير، ونعوّل كثيراً على وعي أبناء المنطقة وبلدياتها في إنقاذ الوضع قبل حلول الكارثة، وإيقاف هذا التدمير الحاصل والمستمر لأغنى أودية لبنان الطبيعية الذي كان من يفترض أن يكون محمية طبيعية منذ سنوات.

أضاف: لسنا من هواة وضع العصي بالدواليب خاصة أننا نعلم أن كثيراً من العائلات تعتاش من وراء هذا القطاع، ولكنها لا تدري أنها بذلك إنما تحقق مكسباً آنياً على حساب أجيالٍ قادمة ستلعنها لما صنعته يدها من خراب، ومع الأزمة الحاصلة أصبح السباق محموماً لملء الستوكات، وفي وقت أوقفت فيه معظم المقالع ريثما يتم العمل على المخطط التوجيهي لا زالت الجرافات والشاحنات تمرّ ليل نهار على طرقات الوادي دون أي رادع.

ولفت النداء إلى أن وادي جهنم "هو أحد أهم الأودية اللبنانية يمتد بين محافظة عكار وقضاء المنية – الضنية ويفصل جغرافياً بينهما على طول أكثر من 25 كلم، وتغذي ينابيع الوادي الكثيرة روافد نهر البارد وكثيراً من البلدات المجاورة، وغناه الطبيعي يجعلها من أبرز المواقع للتنوع الطبيعي والبيولوجي في لبنان، وقد اكتشفت فيه خلال العامين السابقين عدة أنواع من النباتات للمرة الأولى في لبنان".

وأضاف: من سنواتٍ أخذت المقالع والمرامل في الوادي بالتوسع بشكل فوضوي كبير، علماً أن ما يُباع ويستخرج على أساس أنه رمل (سيليكا) ليس سوى صخر جيري متآكل (كالكير) ما يشكل خطراً كبيراً على السلامة العامة في حال تم استبدال أحد المكونات الأساسية للإسمنت، وهذا الكلام يعلمه المهندسون جيداً، وإن نجح الإسمنت المعدّ منها من اختبارات الضغط التي تُجرى، فإنه يتآكل مع الزمن ويتفاعل مع المياه بشكل كبير.

وأشار البيان إلى أن: الضرر الأكبر للوادي وقع ضمن الحدود العقارية للضنية، مع تجاوز أحجام قياسية، دون أن ننسى أن تعرية الغطاء النباتي والجرف المتصاعد، زاد من خطر حدوث انهيارات صخرية في الوادي، وسببت الشاحنات المتنقلة صباحاً ومساءً أضراراً فادحة للطريق الرئيسة التي يتنقل عليها العشرات يومياً خاصة من بلدة القمامين.

وتابع: منذ مدة أخذ أحد المقالع في الحدود العقارية لبلدة مشمش بالتوسع أيضاً بعد أن كان خامداً لفترة من الزمن، في تعدٍ واضح على حدود البلدة وغاباتها من سكان إحدى البلدات المجاورة، معتبراً أن له الحق في التصرف بأرضه التي يملكها دون حسيب أو رقيب.

وطرحت المجموعة في ندائها "الصرخة" بعض الحلول الممكنة: لسنا ممن يشتكي وينعى دون اجتراح للحلول، والحلّ أقرب إلينا مما نتخيل، فما سببته جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة قد يكون سبيل الخلاص لنا، خاصة مع اتساع دور السياحة البيئية، والعين هنا على الضنية وعكار بشكل كبير، ومنطقة وادي جهنم هي منطقةٌ يُعول عليها كثيراً لأنها لا زالت مجهولة لكثير من اللبنانين، وهنا نقترح التالي:

- تفعيل مشروع المنتزه الوطني لجبال عكار أو إعلان الوادي كمحمية طبيعية.

- مخطط توجيهي شامل للمنطقة

- بالنسبة لأصحاب الأرض والمقالع والشاحنات، ندعوهم للاسثمار في السياحة البيئية، وثمن جرافةٍ واحدة كفيل ببناء قرية بيئية وفق أفضل المعايير.

- أن العائدات التي ستقدمها السياحة البيئية أكبر بكثير من تلك التي تقدمها المقالع، خاصة إذا ما تم احتساب أكلاف الصيانة والفاتورة البيئية التي تدفعها المنطقة.

وشددت المجموعة في صرختها على أن الكلمة والمستقبل هو للسياحة البيئية، ولدينا من المقومات ما نستطيع به أن نكون في المرتبة الأولى محلياً واقليمياً، إننا نحتاج إلى الوعي والتكاتف، والتفكير بالربح على المدى الطويل، لا الربح الآني وفق مصالح وحسابات شخصية ضيقة على حساب عشرات الآلاف من السكان وحساب الأجيال القادمة.

وختمت: إننا اليوم ندعوكم لإضاءة شمعة بدل لعن الظلام، ونقول للخائفين على أرزاقهم، أن القطاع العقاري وقطاع المقاولات سيشهد ركوداً حاداً سيجعلكم تعانون أكثر فأكثر، ولا حلّ إلاّ في الانتقال نحو قطاعاتٍ أكثر فعالية، وما نملكه في منطقنا يجعل من خيار العودة إلى الطبيعة والكف عن أذيتها أمراً واجباً لا مفر منه.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم