الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

المؤسّسات الرسوليّة والاستدامة التعاضديّة ... متى؟

زياد الصَّائغ
Bookmark
المؤسّسات الرسوليّة والاستدامة التعاضديّة ... متى؟
المؤسّسات الرسوليّة والاستدامة التعاضديّة ... متى؟
A+ A-
الاستثمار البُنيوي في كرامة الإنسان مسارٌ أخذته على عاتقها المؤسّسات الرسوليّة، خصوصاً في السياق الكنسيّ المسيحيّ، وحتماً في باقي الأديان، على أنّ هذا الاستثمار يتّخذ طابع الوجود النبويّ، في ما يحمِله من بوصلةٍ أخلاقيّة تضع المجتمع أمام مسؤوليّاته، وتحكي حقوق الفرد، بما هو مُؤتمن على الجماعة بالقدر عينه التي هي مؤتمنة عليه.هذا الاستثمار البُنيويّ، لا يقتضي بأيّ حالٍ من الأحوال، حلول هذه المؤسّسات الرسوليّة محلّ الدولة، لا في الزمن الوافر ولا في الزمن الضحل، وهذه المسلّمة قائمةٌ في قناعة بمكوّنات الدولة المدنيّة، حيث الهيكليّة الأساس تقوم على التزام هذه الدولة بتوفير الحياة اللائقة للمواطنين على كلّ المستويات التربويّة والاستشفائية والاقتصادية، فيما يقع على عاتق المؤسّسات الرسوليّة رفد ما تقدّمه الدولة للمواطنين بإضافات ٍ نوعيّة، على أنّه من غير المُسلَّم به، أنّ هذه الإضافات النوعيّة، وبفِعل طابع هذه المؤسّسات غير الربحيّ، من المُسلَّم به أن ترتبط بأكلاف عالية، أيًّا كانت هذه الإضافات.عدم التسليم هذا ينطلق من سِمة غير الربحي من ناحية، ويتّصل أيضاً بالسِّمة التعاضديّة من ناحيةٍ أخرى، هذه السِّمة الأخيرة التي نحتاجها عمليّاً في حِقبة الأزمات الكيانيّة كتلك التي نعيش. من هنا يتبدّى جليّاً التحدّي الذي تواجهه هذه المؤسّسات الرسوليّة على أصعدة أربعة. أوّلها كيفيّة صون كرامة إنسانها في كلّ القطاعات. وثانيها قُدرتها على استمرار الشهادة للبوصلة الأخلاقيّة والإيمانيّة التي نشأت من أجلها. وثالثها إصرارها على الاستثمار السخيّ في المجتمع الموجوع. ورابعها تبنّيها خيار حوكمةٍ تنمويّة مستدامة بالاستناد الى حوارٍ مع الناس. في هذه الصعد الأربعة في لبنان،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم