الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

ولادة جديدة لمارسيل خليفة في مشروع فني من تصميم ولديه\r\n

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يشارك الموسيقي مرسيل خليفة في مشروع "عائلة فنية" اطلقه ولداه رامي وبشار، يوشك ان يصدر اول اعماله، وهو مشروع يتجاوز فيه الاب شهرته الكبيرة وعقوده الثلاثة في الانتاج الموسيقي ورؤيته الخاصة، ليتبع رؤية ولديه بانفتاح "مفاجئ".


وبدأ الموسيقيون الثلاثة بتقديم مشروعهم الجديد ضمن جولة عالمية مستمرة حطت في مدن بلجيكية عدة آخرها انتويرب الجمعة.
ويقول بشار خليفة عازف الايقاع ان مرونة والده في العمل "مفاجأة".


ويضيف وهو ينظر الى شقيقه مبتمسا "أنا ورامي نحس أن مارسيل رغم كل ما مر عليه استطاع الرجوع وكأنه يمحي كل ما فعله..لقد تفاجأنا، فهو دخل في شيء جديد تماما بكل قوة وحب بدون أن يتأثر بضغط الجمهور".


ويمثل مشروع "العائلة" نقلة فريدة في تجربة مارسيل خليفة، فهو يغادر موقع القيادة بعدما كان محور كل الاعمال التي قدمها ونالت شهرة واسعة خارج حدود بلده الصغير لبنان، ابتداء من أغاني فرقة الميادين (1976)، مرورا بتجربته في التأليف لآلته العود ولأعماله مع الاوركسترا.


ولا يخفي رامي، عازف البيانو، تأثير الناحية الشخصية في قبول والده الانخراط في المشروع، ويقول لفرانس برس "التجربة الجديدة جاءت أكثر بمبادرة من ناحيتنا".


ويضيف ضاحكا "لا أعتقد أنه كان سيقبل عمل ذلك مع أي أشخاص، لكن نحن أولاده وهناك الكثير من الأخذ والعطاء والاحترام الكبير بيننا".
وهي المرة الأولى التي يجتمع الثلاثة في مشروع مشترك بينهم جميعا، اذ سبق ان شارك الابنان احيانا ضمن فرقة والدهما في تأديه اعماله وتوزيعاته.
وفي العروض الجديدة، يبدو مرسيل واحدا من ثلاثة لا أكثر، وفي مرات عديدة كانت الاضاءة تختفي عنه لتبقى مسلطة على أداء ولديه، خلافا لما تعود عليه المشاهدون مع هذا الموسيقي الستيني النجم في التأليف والعزف والغناء على المسرح.


لكن هذا الوضع يبدو انه لا يثير حفيظة مارسيل، فهو يقول لفرانس برس "لقد وضعنا كل أفكارنا مجتمعة مع بعضها، لذلك لا يمكن أن نفصل هذا الجزء لمن وذاك لمن".


ويضيف "صحيح أننا أب مع ولديه، لكن الموسيقى هي التي وحدتنا في هذا المشروع".


الدعوة للحفل في انتويرب ملأت صالة مسرح "دو روما" الشهير، وهو بناء يعود لأكثر من مائة سنة، حوله الالمان خلال الحرب العالمية الثانية إلى صالة عرض لأفلام الدعاية النازية، وبقي مهجورا قبل أن يعود للعمل منذ عشر سنوات بعدما رممه أهل الحي.


وكما يحصل دائما، أينما يحضر مارسيل في الغرب يجد أمامه أجيالا من المهاجرين العرب تردد معه أغنياته الشهيرة، لذلك يحتج بعضهم على التعديلات الطارئة على الاغاني القديمة، كبارا وصغارا.


وعبرت شابة عن هذا الاعتراض قائلة "لقد جئت لسماع مارسيل الذي أعرفه".


لكن الابن رامي يهز برأسيه كمن اعتاد سماع هذا التذمر، ويرد بأن "مارسيل انسان حر ولا يحب البقاء في مكان واحد".


ويقول مرسيل بنبرة واثقة "لا أحب أن تبقى الاشياء كما هي، ودائما كنت أقوم بنسف ما عملته وأعود لصياغته بطريقة مختلفة".


ومما سمعه الجمهور مقطوعات جديدة ألفها رامي وبشار، كما قاما بإعادة تشكيل لبعض أغاني والدهما الشهيرة مثل "جواز السفر"، معتبرين أن إعادة خلق تلك الاغاني تجعلها "تراثا مشتركا لنا نحن الثلاثة"، كما يقول رامي.


في الصياغة الجديدة يحضر العود وارتجالات الايقاعات الحديثة والبيانو، لكن الأبرز هو حضور كبير للموسيقى الاكترونية التي تولى مزجها بشار ورامي.


يتحدث مارسيل بهدوء ورضى عن مزاحمة الايقاعات الحديثة غنائه وعزفه، ويقول "هذا العمل أمامه أفق واسع للتقدم، وهو بحث جديد فيه نبض العصر الذي من المهم الاقتراب منه".


ويضيف أن عملهم يجمع "الضجة والمنطق وموسيقا الحياة".


هذا المزيج صار ضمن اسطوانة تضم 12 أغنية ومعزوفة، سجلها الثلاثة قبل شهر لتكون باكورة إطلاق عمل "العائلة الفنية"، على أن تصدر في الاسواق أواخر هذه السنة.


يضحك مارسيل من المفارقة لكون هذا المشروع الفني اعاد لم شملهم كعائلة، ويقول "ظروف الحياة والانشغالات كانت تجعل كل واحد منا في طائرة، لكن هذا المشروع جعلنا نعيش معا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم