الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

بغداد: القوّات العراقيّة الخاصّة تؤمّن سلامة السفارة الأميركيّة بعد تعرضها لهجوم

المصدر: "أ ف ب"
بغداد: القوّات العراقيّة الخاصّة تؤمّن سلامة السفارة الأميركيّة بعد تعرضها لهجوم
بغداد: القوّات العراقيّة الخاصّة تؤمّن سلامة السفارة الأميركيّة بعد تعرضها لهجوم
A+ A-

انتشرت القوات العراقية الخاصة، الخميس، لتأمين #السفارة_الأميركية التي تعرضت لحصار استمر يوما من حشد موال لإيران، وغطى على الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ أشهر.

وأثار الهجوم غير المسبوق على السفارة الأميركية في #بغداد، والذي ألقى خلاله المحتجون الحجارة على جدران السفارة، وكتبوا عليها عبارات وأضرموا النيران حولها، مخاوف من اندلاع حرب بالوكالة بين #إيران و#الولايات_المتحدة، حليفتي #العراق.

وحاصر أنصار الحشد الشعبي السفارة، إثر هجوم نفذه محتجون غاضبون تنديدا بالغارات الجوية التي استهدفت كتائب حزب الله، الفصيل الموالي لايران والمنضوي ضمن الحشد الشعبي، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلا.

والخميس، انتشرت اكثر من 12 عربة سوداء مدرعة تابعة لجهاز مكافحة الارهاب العراقي الذي تلقى تدريبا أميركيا، في شوارع السفارة في المنطقة الخضراء لتعزيز الأمن هناك.

ولا تزال الشعارات الموالية لإيران تغطي الجدران الاسمنتية السميكة التي اقتحمها المحتجون.

إلا أنه تمت إزالة اعلام الحشد التي زرعها المحتجون على الجدران الخارجية للسفارة، وصور المقاتلين الذين قتلوا في الغارة الأميركية التي وضعوها حدادا عليهم، بحسب مراسل فرانس برس.

وشوهد موظفو السفارة وهم ينظفون منطقة الاستقبال التي اقتحمها المحتجون وأشعلوا فيها النيران، واستخدمت الرافعات لإزالة قطع الحجارة التي ألقوا بها على السفارة.

وأثار الهجوم مقارنات بين ما حدث وبين أزمة الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979، والهجوم الدموي على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 2012.

وحذر البنتاغون من ان المجموعة المدعومة من ايران التي اقتحمت السفارة يمكن أن تشن مزيدا من الهجمات على المنشآت الأميركية، لكنها ستندم على ذلك.

وصرح وزير الدفاع الأميركي للصحافة: "إننا نشهد استفزازات منذ أشهر. وعليه، هل أعتقد أنهم يمكن أن يقدموا على فعل شيء؟ نعم. ومن الأرجح انهم سيندمون على ذلك".

وأضاف: "إننا جاهزون للدفاع عن أنفسنا، ومستعدون لصد أي تصرفات سيئة أخرى من هذه الجماعات التي ترعاها وتوجهها جميعا إيران وتزودها بالموارد".

من جهته، أكد قائد الاركان الأميركي الجنرال مارك ميلي أن السفارة الاميركية في بغداد محمية بشكل جيد.

واضاف ان المتظاهرين "أثاروا الكثير من الدخان للفت الانتباه"، لكن "نحن متأكدون تماما ان السفارة آمنة، وانه من غير المرجح إلى حد كبير ان يتمكن أي كان من اقتحامها".

كذلك، أثار العنف قلق العراقيين الذي يحتجون منذ تشرين الأول على الفساد الحكومي والبطالة وتردي الخدمات العامة.

وشهدت تلك التظاهرات، الأكبر التي يشهدها العراق منذ عقود، تدفق آلاف المحتجين إلى شوارع العاصمة ومدن جنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية.

وقتل نحو 460 شخصا وأصيب نحو 25 ألفاً آخرين في العنف المرتبط بالاحتجاجات.

وشعر المحتجون بالقلق من ان تحول أحداث السفارة الأميركية الأنظار عن احتجاجاتهم، او يُعتقد خطأ أنها استمرار لحركتهم.

وقال أحمد محمد علي، الطالب المحتج في مدينة الناصرية الجنوبية الساخنة: "ما حدث أمام السفارة الأميركية كان محاولة لإبعاد أعين الناس عن الاحتجاجات الشعبية التي دخلت الآن شهرها الرابع".

وصرّح لوكالة فرانس برس: "ما زلنا هنا ونحتج من أجل التغيير، ونأمل في النصر".

ويأتي تصميم علي رغم محاولات قتل اثنين من النشطاء في الناصرية خلال الليل، إلا أنهما نجيا.

ولكن الناشط سعدون اللهيبي قتل بعيار ناري في رأسه في حي في جنوب غرب بغداد أثناء اشتراكه في احتجاج مناهض للحكومة.

ولقي نحو عشرة من النشطاء حتفهم في أعمال قتل استهدفتهم في جميع أنحاء العراق في ما وصفه المتظاهرون بأنه حملة تهدف إلى تخويفهم لوقف تحركاتهم.

واستمر الكثيرون في الاحتجاجات التي هزت مدينة الديوانية الجنوبية الخميس.

وأغلق المتظاهرون هناك معظم المكاتب الحكومية، لكنهم سمحوا لها بإعادة فتح أبوابها لفترة وجيزة هذا الأسبوع للسماح للموظفين بتلقي رواتب نهاية العام.

وأظهر الهجوم على السفارة توترات جديدة في العلاقات الأميركية العراقية التي وصفها مسؤولون من البلدين لوكالة فرانس برس بأنها "عند أدنى مستوياتها" منذ سنين.

قادت الولايات المتحدة في 2003 حملة عسكرية ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتعمل بشكل وثيق مع المسؤولين العراقيين منذ ذلك الحين.

إلا أن نفوذها تناقص بالمقارنة بنفوذ إيران، التي أقامت علاقات وثيقة مع السياسيين العراقيين والفصائل المسلحة حتى خلال حكم صدام.

ودعمت كل من واشنطن وطهران قوات الأمن العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. لكن التوتر بينهما تصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووية التاريخي مع إيران في 2018.

خشي المسؤولون العراقيون من أن بلادهم يمكن أن تستخدم كساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.

وقال ريناد منصور، الخبير في شاتام هاوس، ومقره لندن: "قبل هذه الاحداث، كان هناك اتفاق على أنه في مرحلة ما بعد داعش، لا تهاجم الولايات المتحدة وإيران بعضهما بعضاً بشكل مباشر".

وأضاف ان هذا الاتفاق أصبح على المحك الآن، "لأن إيران وحلفاءها في وضع سيئ. هذا مزعزع للاستقرار للغاية، لأنهم سيسعون لتغيير الوضع الراهن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم